عبرت السفيرة دكتور نميرة نجم، المستشار القانوني للاتحاد الأفريقي، عن سعادتها وفخرها كأفريقية من بلد جمال عبد الناصر، محرر أفريقيا ومفجر استقلالها، بمساهمتها في إثبات أحقية موريشيوس في إقليم جزر تشاجوس. وقادت "نجم" الفريق القانوني باسم الاتحاد الأفريقي أمام محكمة العدل الدولية في قضية "تشاجوس أرض أفريقية"، وذلك مع باقي زملائها من المحامين والقانونين الدوليين من الفريق القانوني لدولة موريشيوس، الذين شكرتهم على جهودهم وما ساهموا به جميعا في تحقيق هذا الإنجاز القانوني التاريخي على المستوى الدولي وصدور الرأى الاستشارى لمحكمة العدل الدولية ردا على سؤال الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس بعدم قانونية فصل الاستعمار البريطاني لإقليم جزر تشاجوس عن وطنها موريشيوس، وهو تحت الاحتلال وتهجير سكنها قسريا من تلك الجزر.وقالت في حوار لها مع "صدى البلد" ينشر لاحقا، إن سعادتها تتضاعف بأن هذا الحكم يصدر متزامنا مع أن مصر ترأس الاتحاد الأفريقي الآن. وشكرت السفيرة محكمة العدل الدولية باسم الاتحاد الأفريقي للاضطلاع بمسؤوليتها، بوصفها الهيئة العليا للعدالة الدولية، بالإجابة عن أسئلة القانون ومواصلة إرثها التاريخي في دعم تقرير المصير وكفالة إنهاء الاستعمار التام لأفريقي.وأكدت أن مكتب المستشار القانوني للاتحاد الأفريقي سيصدر كتابا عن قضية "تشاجوس أرض أفريقية" يحوي كل المذكرات والدفوع والمرافعات التي قدمها الاتحاد فى النزاع ليكون توثيقا تاريخيا وقانونيا لما تناوله الاتحاد لدعم موريشيوس خلال الصراع القضائي مع القوى الاستعمارية وحلفائها وأعوانها، وكمرجع للباحثين والقانونيين.وقالت المستشار القانوني للاتحاد إنه برغم فرض التعتيم الإعلامي من وسائل الإعلام العالمية التي تملكها الدول الاستعمارية عن وقائع القضية، إلا أن رأى محكمة العدل ورغم انحيازه لحق الدول التي كانت تحت الاحتلال في تقرير مصيرها والسيادة الكاملة على كامل أراضيها من دول الاستعمار والاستبداد فرض نفسه على عناوين وسائل الإعلام الغربية ووكالات الأنباء العالمية منذ صدور الحكم. وشكر البروفيسور فيليب ساندز، المحامي الدولي وأستاذ القانون الدولي في جامعة لندن وعضو فريق الدفاع القانوني لموريشيوس، السفيرة نميرة نجم على جهودها وفريقها القانوني الممثل للاتحاد طوال فترة التقاضي. وعبر عن سعادته وامتنانه لأن تكون السفيرة الدكتورة نميرة نجم أحد تلاميذه كمشرف على الرسالة المقدمة منها لنيل درجة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة لندن، هي ذاتها من تزامله في فريق الدفاع الذي رأسته باسم الاتحاد الأفريقي.جاء ذلك أثناء حفل العشاء الذي أقامه جاجديش كونجول، سفير موريشيوس ومندوبها الدائم بالأمم المتحدة بنيويورك في لاهاي، وضم سفير موريشيوس في بروكسل، وبعضا من سكان جزر تشاجوس المطرودين منها قسريا والمناصرين لهم، وذلك على شرف الدكتورة نميرة نجم تكريما لها وفريق الدفاع القانوني لموريشيوس أمام محكمة العدل الدولية بمناسبة صدور حكم المحكمة بالرأي الاستشاري في صالح عودة الجزر لموريشيوس.‎كان رئيس وزراء موريشيوس، برافيند جوجناوث، صرح أمس بأن المملكة المتحدة شددت دائما على احترام القوانين الدولية، ومن هذا المنطلق، من المتوقع أن يحترم البلد الذي تربط موريشيوس علاقات ممتازة معه قرار المحكمة. ‎ وقال: "هذه لحظة تاريخية بالنسبة لموريشيوس وجميع أفراد شعبها، بما في ذلك شعب شاجوس الذين أُبعدوا عن وطنهم دون قصد ومنعوا من العودة خلال نصف القرن الأخير، سوف تكتمل سلامة أراضينا الآن، وعندما يحدث ذلك، سيتمكن شعب الشاجوسيون وذريتهم في النهاية من العودة إلى ديارهم".