السفير السعودي بالأردن: ندعم الوصاية الهاشمية على مقدسات القدس

  • 2/28/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن سمو الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود، حرص المملكة على دعم ومساندة الأردن انطلاقاً من العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط البلدين، موضحًا أن السعودية تقف مع الأردن وقفة الأخ مع أخيه، وأن المملكة ترى أن ذلك واجباً عليها، وأن هذا الدعم سيكون بأساليب جديدة ومبتكرة، تساعد على خلق الوظائف في الأردن. وقال الأمير "خالد": الكفاءات الأردنية مع عوائلهم المقيمين في المملكة يصلون لنحو 450 ألف أردني، والمملكة ما زالت هي الخيار الأول للعمل في الخارج لدى الكثير من الأردنيين. وأضاف: المملكة ستسعى مع الدول الشقيقة والحليفة إلى دعم الأردن لتجاوز أزمته الاقتصادية الحالية، وتعتقد المملكة أنه لن يكون هناك استقرار في المنطقة دون استقرار وازدهار في الأردن. جاء ذلك خلال برنامج "حوارات استراتيجية" الذي نظمته كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات العليا في الجامعة الأردنية في جلسةٍ بعنوان "العلاقات الأردنية السعودية" أمس، بحضور عددٍ من المسؤولين والقيادات الأكاديمية الأردنية. واستعرض الأمير "خالد" تطور العلاقات الأردنية السعودية منذ عام 1932، وتطورات الوضع في المنطقة، وخصوصاً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وصفقة القرن، والتدخلات الإيرانية في الدول العربية. وقد أكد السفير السعودي على احترام المملكة لعلاقاتها المتميزة مع الأردن، محذراً من وسائل إعلام معروفة ومغرضة تبث التقارير والأخبار المضللة لتعكير صفو هذه العلاقات. وذكر أن الكثير من تلك الأخبار والتحليلات تحاول الترويج وإيهام متابعيها بتدهور أو تراجع تلك العلاقات، داعياً النخبة الأردنية للتواصل مع السفارة لاستجلاء أي أمور قد تحتاج إلى توضيح. وقال الأمير "خالد": العلاقات بين البلدين تكاد تكون على توافق تام في كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعلى الرغم من اختلاف وتغيُّر الأيدولوجيات في المنطقة ظلت المملكتان ثابتتان على مواقفهما المبنيّة على قيم العدل والحق والمصالحة رغم كل المتغيرات التي شهدتها المنطقة. وشدَّد على عدم وجود أي خلاف أردني سعودي، مشيرًا إلى أنه في كل مقابلاته مع ملك الأردن كان يلمس حرصه الشديد على رفع مستوى العلاقات بين البلدين وخاصةً الاقتصادية منها، وهو الأمر الذي يلمسه أيضاً عند لقائه جميع المسؤولين السعوديين. وأعاد التأكيد على موقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً بأن حلها مقدَّم على القضايا العربية والإقليمية الأخرى، وهو ما تم التأكيد عليه في القمة العربية التي استضافتها المملكة واُطلق عليها قمة القدس، وما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في القمة العربية الأوروبية التي عقدت مؤخراً في شرم الشيخ. وشدّد على أن موقف المملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية ثابت وواضح منذ العام 1948، والذي يؤكد أن القدس الشرقية هي العاصمة الأبدية لفلسطين. وبخصوص الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، قال الأمير "خالد": المملكة تدعم هذه الوصاية، كما أن المملكة دعمت الوقف الذي تُشرف عليه الأردن. وحول صفقة القرن، ومنذ بدء الحديث عن الصفقة قبل نحو ثلاث سنوات، طلب من عدد من السفراء السعوديين، ومن عدد من الشخصيات الأردنية، معلومات عن تلك الصفقة، وكان الرد أنهم لم يسمعوا بها، ولا توجد لديهم أي معلومات عنها سوى ما ينشر في بعض وسائل الإعلام التي تمولها دول معادية للمملكة ولدول المنطقة, وأكد أن المملكة لا يمكن أن تضغط على الأردن لقبول ما يسمى بصفقة القرن، كما تدعيه وسائل الإعلام المغرضة. وأوضح رفض المملكة للتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية ومحاولاتها زعزعة الاستقرار فيها، مشيراً إلى أن تدخل المملكة في اليمن جاء للدفاع عن اليمن وعروبتها ولمنع حدوث اختراق للنظام العربي من قبل إيران. وشدد على أن المملكة لن تقبل أبداً بنفوذ إيراني في اليمن على مقربة من الحدود الجنوبية للمملكة، وخصوصاً بالنظر إلى أفعالها في العراق وسوريا ولبنان، ومعاناة المملكة من إرهابها منذ عقود. وبخصوص سوريا، قال الأمير "خالد" إن الشعب السوري هو صاحب الحق في تقرير مصيره ومصير النظام الذي يحكمه، لافتًا إلى أن المملكة ترى أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو الحل السياسي. وأضاف: المملكة دعمت كافة الجهود العربية من خلال الجامعة العربية، وسعت على الدوام إلى حشد الدعم الدولي من خلال اجتماعات أصدقاء الشعب السوري ومجموعة دعم سوريا . وحول مقاطعة قطر، قال الأمير "خالد": قطر بسياساتها الحالية تشبه القرحة في المعدة العربية، وكان هناك دور قطري ليبي إبان حكم القذافي تم الحديث عنه في محكمة أمريكية لمخطط تخريبي في المملكة. وأضاف: هذه ليست اتهامات نوجهها، وإنما هي اتهامات مبنية على تسجيلات وحقائق اطلع عليها الكثيرون، فضلاً عن ثبوت ضلوع قطر في تمويل الجماعات والشخصيات الإرهابية. وتساءل عن السبب الذي يمنع قطر من دفع المبلغ الذي تعهدت بتقديمه للأردن كجزء من المنحة الخليجية، والبالغ مليار و250 مليون دولار. وبيَّن أنه لا يوجد لدى المملكة أي اعتراض على أي تواصل أردني مع دول اأرى تختلف المملكة معها، من مبدأ الحفاظ على المصالح الوطنية الأردنية. وأكد أن الأردن كدولة لديها مبدأ واضح وسيادي نحترمه ونقدره. وتطرق إلى التعاون في المجالات العسكرية بين البلدين، في ظل وجود نحو 1000عسكري سعودي يتلقون تدريبات في الأردن، وزيارات لوفود عسكرية تجاوزت العام الماضي 35 زيارة . وكشف الأمير "خالد" عن رفعه لمقترح للبدء بتطوير الجامعة الأردنية من مبانٍ وبنية تحتية وخدمات إنترنت خلال فترة 10 سنوات، بالإضافة إلى تعزيز البحوث العلمية المشتركة في مجالات الخلايا الجذعية ومركز البحوث في الجامعة.

مشاركة :