الجفاف العاطفي.. سببٌ كافٍ لنهاية الأسرة!

  • 3/1/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

هو أكبر تهديد لسعادة شريك الحياة، إذ يصبح حاجزاً يحول بين الزوجين، يمنع الحوار بينهما، ويجعل حياتهما جافة بلا عواطف، ما ينتج عنه حالة عدم ثقة في الآخر والتي تترتب عليها مشكلات زوجية كثيرة قد تؤدي إلى الانفصال العاطفي، فالجسدي، ثم الطلاق. إنّه الجفاف العاطفي ما بين الزوجين، وهو أشدّ درجات البخل قسوةً لكونه يتنافى مع القاعدة الأساسية التي يقوم عليها الزواج، فأصل الزواج المودة والرحمة، ونقيضه هو حالة من انعدام الحب والتعاطف التي يعيش فيها الزوجان منفردين رغم وجودهما في منزل واحد، ويعيشان في انعزال عاطفي تام، ولكلٍ منهما عالمه الخاص البعيد عن الطرف الآخر، حتى يصبح حضور أو غياب أحدهما عن البيت لا يعني للآخر الكثير، وربما يصل في مرحلة متقدمة إلى شعور بالراحة والاطمئنان عند الغياب أو السفر، والأسباب لهذه الظاهرة المتكررة متعددة ومختلفة باختلاف نماذج الحياة من حولنا. فالتطوّر الكبير في عالم الاتصال والتواصل الالكتروني جاء أصمَّ أجوفَ فهو لم يحمل معه نبضات القلوب ومشاعر الزوجين بعضهما لبعض، حتى المشاعر والعواطف أصبحت «مُصنَّعة» في معامل مواقع التواصل الاجتماعي، فما عليك سوى نسخها وإرسالها لشريكك الذي سيرى تلك المشاعر بعينه لا بقلبه! تتداخل مجموعة من الأمور التي أوجدت ذلك الجفاف العاطفي ومنها عدم قدرة الزوجين على تجديد أنفسهما وإهمالهما للجانب العاطفي للشريك، والانغماس بشكل كبير في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والمهنية على حساب الشريك، أو الاهتمام بالأطفال على حساب شريك الحياة، وعدم تكيف كل طرف مع حاجات ورغبات الآخر. وأنواعه كثيرة منها (الخرس الزوجي) وغياب الحوار بين الزوجين، والبخل في إعطاء الزوج مشاعر الحب والاهتمام من خلال كلام الحب والغزل حتى لو كان لمجرد المجاملة. فالمرأة مهما كانت قوية تحتاج حماية، أماناً، وعطف الرجل لتشعر بأنوثتها وأنها ما زالت مرغوبة لديه. وكذلك الرجل، فقد تكون الزوجة مقصِّرة في حق زوجها عاطفياً فلا تظهر اشتياقها لزوجها بعد عودته من العمل وتهتم فقط بتأدية أعمالها المنزلية ومتابعة الأطفال ظناً منها أنّها أشبعت رغبات زوجها، متناسية أهمية الجانب النفسي كأن تستقبله بابتسامة رقيقة أو تقدم له هدية بسيطة أو تسمعه كلمات يشتاق إليها حتى يذوب الجليد العاطفي بينهما، وتشتعل العاطفة من جديد! إنّ الجفاف العاطفي يعجّل في وضع كتابة السطر الأخير لحضور الأسرة، فاحذروا تجميد عواطفكم فهي بمنزلة المياه التي تبرّد القلوب! د. عبدالفتاح ناجيabdelfttahnaji@yahoo.com

مشاركة :