تيم هاوارد يختتم مسيرة من التألق الفردي لكن من دون نجاحات جماعية تذكر

  • 3/1/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الأول من يوليو (تموز) 2014، قدم تيم هاوارد أفضل أداء له بوجه عام. كان هاوارد يقف في مواجهة أسماء كبرى مثل إدين هازارد وكيفين دي بروين وروميلو لوكاكو وباقي أفراد الجيل الذهبي للمنتخب البلجيكي في دور الـ16 بكأس العالم، وخلال المباراة حقق هاوارد رقماً قياسيا على مستوى البطولة بإنقاذه مرماه 16 مرة ونجح في دفع المنتخب الأميركي للصمود حتى الوقت الإضافي بعد انتهاء الـ90 دقيقة الأصلية من المباراة بالتعادل من دون أهداف. لم يكن بإمكان أي لاعب آخر يرتدي قميص المنتخب الأميركي مضاهاة الأداء البطولي لهاوارد. ومع هذا، فازت بلجيكا في النهاية بنتيجة 2 – 1، بعد الهزيمة، ظل هاوارد متفائلاً وقال: «هذا فريق شاب، سنعود من جديد».وبعد أربع سنوات ونصف وقعت كارثة في مباريات التأهل لكأس العالم، حدث ذلك بإحدى الليالي في استاد أرينا فونتي نوفا في سلفادور بالبرازيل، وتعتبر هذه المواجهة الأبرز التي خاضها المنتخب الأميركي لكرة القدم للرجال خلال السنوات الأخيرة فيما يتعلق ببطولة كأس العالم. أما هاوارد فلا ينوي العودة، فقد أعلن مؤخرا أن موسم 2019 من الدوري الأميركي سيكون آخر مشاركاته بكرة القدم للمحترفين. ومع اعتزال النجمين الأميركيين لاندون دونوفان وكلينت ديمبسي بالفعل، تبدو هذه نهاية ما أطلق عليه الكثيرون الحقبة الأعظم في تاريخ الكرة الأميركية. وقد تألق في صفوف نادي نيويورك متروستارز في الدوري الأميركي بين عامي 1998 و2003 قبل انتقاله إلى مانشستر يونايتد.في الواقع الانتقال من الدوري الأميركي إلى واحد من أكبر أندية العالم شكل دفعة كبرى بالنسبة للكرة الأميركية، لكن هاوارد خسر مشاركته في التشكيل الأساسي في مانشستر يونايتد لصالح إدوين فان دير سار. ومع هذا تحسنت الأوضاع، وقضى هاوارد فترة إعارة ناجحة في إيفرتون، ما أدى إلى انتقاله بصورة دائمة إلى غوديسون بارك حيث قضى عقداً نجح خلاله في الخروج بشباكه نظيفة خلال أكثر من 100 مباراة وشارك في 28 مباراة على المستوى الأوروبي، وهو أكثر من أي لاعب آخر في تاريخ النادي.على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، اختار الكثير من المنضمين حديثاً لتشجيع كرة القدم تشجيع أندية إنجليزية، تشجيع إيفرتون تحديداً لمشاركة حارس مرمى منتخبهم في صفوفه. لم يكن هاوارد أول حارس مرمى أميركي يشارك بواحدة من أكبر بطولات الدوري الأوروبية فقد سبقه كيسي كيلر وبراد فريديل، في الوقت الذي لحق به براد غوزان بسرعة. ومع هذا، لم يتمكن أي لاعب أميركي من ترك هذا التأثير الكبير مع واحد من أندية الدوري الممتاز مثلما فعل هاوارد مع إيفرتون. وخلال فترة معينة، كان هاوارد واحداً من أفضل حراس المرمى في الكرة الإنجليزية.أما زاك ستيفين ربما لن يشارك أبدا مع مانشستر سيتي، لكن مستقبله واعد بعدما وقع عقداً مع غوارديولا. وبإمكان ستيفين توجيه الشكر لهاوارد لرفعه لواء مواهب حراسة المرمى الأميركية. وقد أصبح هاوارد الاختيار الأول في المنتخب الأميركي في أعقاب كأس العالم عام 2006، وقد تطور مشواره المهني بصورة مشابهة لمشاركاته الدولية: تألق فردي من دون نجاحات كبرى على المستوى الجماعي. وقد شارك هاوارد في التشكيل الأساسي لمانشستر يونايتد خلال نهائي بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2003 وفاز فيه لكنه لم يفز بأي بطولة مع إيفرتون.أما على المستوى الدولي، فقد فازت الولايات المتحدة ببطولة الكأس الذهبية عامي 2007 و2017، ومع أن الفوز على المكسيك الغريم التقليدي يمثل دوماً سبباً للاحتفال، فإن افتقار بطولة «كونكاف» إلى عمق دولي يعني أن البطولة لا تتميز بذات الثقل مثل البطولات القارية في أوروبا وأميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا. أما كأس العالم فيمثل البطولة الأهم على الإطلاق بالنسبة للأميركيين ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها هاوارد، لم يتقدم المنتخب فيما وراء دور الـ16 منذ بلوغه دور الثمانية عام 2002، في تلك البطولة، أوشك فريق من الشباب على وقف تقدم ألمانيا نحو دور قبل النهائي وبدأ أن الولايات المتحدة مؤهلة للمنافسة بانتظام في البطولة. وبينما صعد نجم هاوارد وبلغ هذه القمة، تعطلت مسيرة الفريق الوطني.في المقابل، كان من الصعب مشاهدة أفول نجم مسيرة هاوارد مثلما كان الحال دائماً مع السنوات الأخيرة في مسيرات الأبطال. كان هاوارد قد تراجع أداؤه خلال أيامه الأخيرة مع إيفرتون، وكذلك مع كولورادو، ربما بصورة أكبر. وكان يقف في حراسة المرمى في أكتوبر (تشرين الأول) 2017 عندما منيت الولايات المتحدة بهزيمة صادمة لكل المقاييس أمام ترينيداد وتوباغو وخرجت من أدوار التأهل لبطولة كأس العالم.وبعد أن اعتاد هاوارد اللعب أمام حشود هادرة في استادات غوديسون وأولد ترافورد، أصبحت أعداد الجماهير التي تشاهده اليوم تناهز 150.000 تقريباً فقط داخل استادات مثل ديكس سبورتينغ غودز بارك ومابفر ستاديوم وسيت غيك ستاديوم. ورغم البداية القوية للموسم، أصبح الفريق الذي يشارك به هاوارد من بين الأسوأ على مستوى الدوري الأميركي خلال العامين الماضيين. بالتأكيد لم تكن هذه فترة سهلة، لكن هاوارد المحترف ما يزال متفائلاً وقال في تصريحات مؤخرا: «في الوقت الحالي، سوف أستمتع بكل دقيقة. ومثلما فعلت دوماً، سوف أنافس بقوة وأعاون في قيادة فريق رابيدز بهدف الفوز لا غير».

مشاركة :