أكد رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة بأن محاربة التطرف والإرهاب مقرون بمحاربة الجهل، عبر التربية والتعليم والتوعية، والمرتكز على فهم حقيقة الوجود الإنساني الذي يقتضي التسامح والتعايش كحتمية للبقاء، مشيرًا الى مقولة جلالة الملك المفدى «الجهل عدو السلام..» بأنها «تغني عن 100 مقال يكتب في توظيف التسامح في التربية والتعليم».جاء ذلك خلال ورقته بالجلسة الثالثة في «المؤتمر الوزاري الإقليمي الأول 2018 لتعزيز الحريات الدينية ودور التعليم والتسامح في مكافحة الفكر المتطرف»، في أبوظبي.وقال بأن «وجود سياسيات وطنية تعنى بالتسامح والتعايش السلمي يعتبر جوهر مسيرة التطور والتنمية والازدهار في اي مجتمع انساني»، مستدلاً بتاريخ المملكة منذ تأسيسها في الزبارة عام 1762 في الزبارة وصولاً الى الإنجازات العصرية في العهد الزاهر لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى.ودعا خلال ورقته إلى الاسترشاد بمضامين «إعلان مملكة البحرين» في ربط جهود التربية والتسامح، حيث يعزز الاعلان أصول التسامح القائمة على الإيمان الذي يرتكز على التعددية والتنوع كأصل إنساني، مشددًا على أن التربية والتعليم هي أساس ترسيخ التعايش السلمي كسمة اجتماعية تنطلق من التسامح كقيمة إنسانية.وأضاف «يجب علينا النظر الى التعليم كمنظومة متكاملة، وتطوير المناهج لتأصيل قيم التسامح جنبا الى جنب مع ترسيخ القيم لدى المعلم وطلبته، بالإضافة الى بيئة الكبرى والمدرسة والمنزل، فلا يمكن ان نطبق مناهج تسامحية دون ان نرسخ قيمها أولاً لدى المعلم، حيث انه هو الوسيط وبه تحقق اهدافنا النبيلة».وأوضح بأن التعليم النظامي والخاص يجب ان يستوعب الانفتاح واحتضان الآخرين كجزء من المجتمع، وهي مرحلة خصبة لغرس قيم التعايش التي تقتضي التفاعل اليومي، مستدلاً بسياسات دمج المقيمين من مختلف الانتماءات في منظومة التعليم في مملكة البحرين منذ عقود ودون قيود.وبيّن الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة التعليم الجامعي مقترن برعاية الشباب وبث الأمل والطموح، وهي فترة مهمة لتشكيل الوعي بالتسامح والتعايش، وتحصين الفكر، وترسيخ القيم الانسانية، مستشهدًا بكرسي الملك حمد لدراسات حوار الأديان والتعايش السلمي في جامعة سابيانزا الإيطالية، حيث أكد بأنها «مبادرة ملكية تؤكد على ان التعليم هي اولوية لترسيخ التسامح والتعايش والسلام، وان الوعي والمعرفة هي الأسلحة التي يجب ان يتسلح بها الشباب لمواجهة تحديات التعايش والاختلافات».
مشاركة :