أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي اتصالين هاتفيين بكل من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، في وقت شهدت فيه العلاقات بين الجارين النووين توتّرا شديدا أثار المخاوف من حدوث صراع مسلّح بينهما ستكون له أسوأ الآثار على استقرار المنطقة. واعتُبر الاتصالان الهاتفيان جزءا من “مساع عاجلة لنزع فتيل نزاع مسلّح جديد بين نيودلهي وإسلام آباد”، قال مراقبون إنّ السعودية والإمارات “سارعتا لبذلها مستندتين إلى وزنيهما السياسي والدبلوماسي، وما تربطهما بكل من الهند وباكستان من علاقات متينة تؤطّرها مصالح حيوية”. وغير بعيد عن هذا السياق، أعلنت إسلام آباد أنها تنتظر زيارة من وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف حاملا رسالة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بحسب ما صرّح به، الخميس، وزير خارجية باكستان شاه محمود قرشي للتلفزيون الحكومي. وسبق للرياض أن أعلنت استعدادها للعمل على تخفيف حدة التوتر بين الهند وباكستان. وقال وزير الشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير إن هدف الدول العربية هو “محاولة تهدئة التوتر بين الدولتين الجارتين، ومعرفة ما إذا كان هناك طريق إلى الأمام لحل هذه الخلافات بشكل سلمي”. وبشأن الاتصال الهاتفي بين ولي عهد أبوظبي وكل من رئيسي وزراء الهند وباكستان، قالت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” إنّ الشيخ محمدّ بن زايد اطّلع من مودي وخان على التطورات الأخيرة على الساحة الهندية الباكستانية مؤكدا أهمية التعامل مع هذه المستجدات المقلقة بحكمة والعمل على تخفيف حدة التوتر بين البلدين الصديقين وتغليب لغة الحوار والتواصل. وأكد حرص دولة الإمارات على أن تسود العلاقات الإيجابية بين البلدين الجارين مشيرا إلى الأرضية التاريخية والثقافية المشتركة التي تجمعهما. كما شدّد على حرص الإمارات على السلام والاستقرار في علاقات الهند وباكستان الثنائية، وثقته الكبيرة في القيادتين الباكستانية والهندية، مؤكدا على أولوية الحوار والتواصل في التعامل مع الأحداث المتسارعة والمقلقة خلال الأيام الماضية. وتراجعت حدّة التوتّر بين الهند وباكستان، الخميس، نسبيا بعد إعلان إسلام آباد نيّتها إطلاق سراح الطيار الهندي الأسير لديها بعد إسقاط طائرته المقاتلة فوق الأراضي الباكستانية، وهو ما رحّب به مسؤولون بوزارة الدفاع الهندية، معبّرين عن سعادة حكومة مودي بالقرار الباكستاني. ويقول مراقبون إن الإمارات تستند في محاولتها فض مثل هذه الخلافات الشائكة، إلى حيوية دبلوماسيتها واتساع شبكة علاقاتها عبر العالم وكسبها ثقة الأطراف المختلفة في ما بينها وهو ما ينطبق على علاقاتها مع كل من الهند وباكستان المبنية على مصالح مشتركة دون انحياز لأي منهما.
مشاركة :