خرج الآلاف من الجزائريين، اليوم الجمعة، في مسيرات حاشدة، عبر مختلف محافظات الوطن، يصفها البعض بأنها ستكون "مليونية" للمطالبة بإلغاء ترشح الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة (81سنة)، لولاية خامسة، في الانتخابات المرتقب إجرائها في 18 من نيسان/ أبريل. وتشهد الجزائر، تعزيزات أمنية مشددة، بالساحات العمومية والمقرات الحكومية، خاصة الطرق المؤدية إلى العاصمة، وذلك تحسبا للاحتجاجات والمسيرات التي تشهدها البلاد اليوم عقب صلاة الجمعة. وأعلنت أحزاب معارضة وشخصيات وطنية مساندتها للمسيرات والمشاركة فيها. ولقى الحراك الشعبي الذي عرفته الجزائر بداية من جمعة 22 شباط/ فبراير، من خلال خروج الألاف الى الشارع عبر عدة محافظات، استجابة واسعة من قبل مختلف أطياف المجتمع. واتسعت رقعة المظاهرات لتشمل الصحفيين والمحامين والنقابات العمالية و طلبة الجامعات من خلال الخروج في مسيرات متتالية وتنظيم وقفات احتجاجية بالساحات العمومية التي تحمل رمزية هامة. الاحتجاجات التي لم تشهدها الجزائر منذ سنوات، كسرت مع بدايتها حظر النظام للتجمهر والاحتجاج منذ قرابة 20 سنة، في العاصمة على وجه الخصوص، والبلاد بشكل عام. ورغم سلمية المظاهرات منذ بدايتها، وعدم وقوع صدامات بين رجال الأمن والمتظاهرين، عدا بعض التوقيفات للصحفيين ورجال سياسيين من بينهم مرشحين للرئيسات على غرار المرشح غاني مهدي، ورشيد نكاز، إلا أن النظام متخوف من حدوث انزلاقات أمنية. وشدد بذلك طوقه الأمني على طول مداخل الجزائر العاصمة والساحات العمومية، ونشر قوات مكافحة الشغب، بالمواقع الحكومية والساحات العامة. واصطفت شاحنات شرطة معلى طول الجادة المؤدية إلى المقر الرئاسي، وتم تطويق مقر البرلمان، وقصر الحكومة. تتابعون أيضا على يورونيوز: انتخابات الرئاسة في الجزائر: يورونيوز تحاور المرشح والجنرال السابق علي غديري فماذا قال؟ مصدر ليورونيوز: إقالة مدير الاستخبارات الداخلية بعد نشر اتصال بين مدير حملة بوتفليقة ورجل أعمال نافذ شاهد.. طلاب جزائريون يتظاهرون احتجاجا على ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة وحث ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتظاهرين على البقاء سلميين في احتجاج يوم الجمعة، والذي من المقرر أن يبدأ بعد صلاة الجمعة. ويرفع المتظاهرون شعارات متعددة أبرزها "لا للعهدة الخامسة"، وكذلك رحيل "رحيل بوتفليقة" من يقفون وراء الرئيس ويحكمون باسمه حسب المعارضة. وفي خطوة اعتبرها الشارع استفزازية له عقب الاحتجاجات الأسبوع الماضي، قال وزير الحكومة السابق عبد المالك سلال ورئيس الحملة الانتخابية لبوتفليقة أن الرئيس سيقدم ملف ترشحه إلى المجلس الدستوري قبل الثالث من شهر مارس/ آذار وهو أخر أجل لإيداع المرشحين لملفاتهم. ويري الجزائريون أن بوتفليقة لم يعد قادرا على تسيير البلاد، بسبب المانع الصحي، بعد تعرضه لجلطة دماغية في 2013، جعلته غائبا عن الساحة الدولية والمحلية، وبات ضهوره في وسائل الإعلام نادرا جدا، وكان أخر خطاب متلفز له في أذار/مايو 2012 بمدينة سطيف شرق الجزائر. وحكم بوتفليقة الجزائر منذ 1999 لأربع ولايات متتالية بعد تعديله للدستور.
مشاركة :