شهدت 5 محافظات رئيسية في الجزائر، في وقت مبكر من يوم الجمعة، سلسلة مظاهرات احتجاجية جديدة ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة. ولم تفلح مساعي الحكومة ومن بينها حظر استخدام الهواتف الخلوية، بمنع المسيرات التي خرجت في أنحاء واسعة من محافظات غرداية الجنوبية، وتيارت الغربية، ومحافظات سطيف وعنابة (شرق)، ومحافظة البويرة الشمالية، حيث خرجت جموع كبيرة انتفضت ضدّ ترشح بوتفليقة لولاية خامسة. وشهدت المسيرات الخمس، تعبئة شعبية استقطبت عشرات الآلاف من الشباب، وكذلك كبار السن وأطفال، ورجال ونساء اجتاحوا شوارع المدن والقرى، وانتقدوا ”معارضة الإرادة الشعبية وتضليلها“. وقال أحد المتظاهرين: ”لقد تنازلت السلطة أمام تدفق الجماهير، لكنها لا تزال تصر على فرض الولاية الخامسة لمرشحها الذي تمكن من تحقيق توافق جميع الشعب الجزائري ضده“. وأعلنت ”نبيلة“ وهي فنانة مسرحية بأنه ”لم يظهر أي صوت معارض في السلطة حتى الآن، وعلى الرغم من عدم الارتياح الذي يسود النظام برمته، نحن نفد صبرنا، بينما تسعى السلطة إلى كسب الوقت على أمل أن ينفد نفس التعبئة، أو تضعف أو تنزلق، لتبرير فقدان شرعيتها وقمعها“. وقال متظاهرون آخرون إن ”التظاهرات والتصريحات الرسمية التي تتكاثر لم تقدر،على جعلنا نستسلم، لذلك يجب تقوية الضغط الشعبي وتنظيمه وجعله يلتقي“. وأشار سمير لعرابي الناشط اليساري المعارض إلى أن ”الرهان في قلب ميزان القوى، ما زال مستمرًا، حيث إن التعبئة الشعبية لم تنتكس كما تظهره النداءات العديدة للاحتجاج من طرف المواطنين والطلاب والمحامين والأحزاب والمرشحين“. وأضاف: ”لكن الضغط يجب أن يزيد من أجل إجبار السلطة على التخلي نهائيًا عن حلمها المجنون في ولاية خامسة ستكون كابوسًا لشعبنا“.