كانت إصابتها بقطع فى الكاحل، سببا فى حرمانها من استمرار بطولاتها فى معشوقتها «كرة القدم»، لكنها قررت بكل إصرار وتحد منافسة الرجال، لتكتب اسمها بحروف من ذهب، كأول مدربة كرة قدم فى صعيد مصر، ورغم كونها فتاة صعيدية، إلا أن العادات والتقاليد فى مجتمعها، لم تكن حائلا لها، عن تحقيق أحلامها».«نشوى جابر» فتاة ثلاثينية، من أصل سوهاجى، وتقيم بمدينة المنيا، حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية، التحقت بمدرسة رياضية منذ طفولتها، واحترفت «الكرة الطائرة» وغيرها من الألعاب الرياضية، كما شاركت فى بطولات عديدة، وحصد فريقها المركز الثانى لكرة القدم، لثلاث مرات متتالية بطولة الجمهورية، إلا أنها أصيبت بقطع فى الكاحل فى إحدى المباريات، فأصابها الحزن لتوقفها عن ممارسة هوايتها المفضلة، لكنها لم تستسلم لإصابتها، وقررت التميز من جديد، واخترقت مجال تدريب كرة القدم، ونافست المدربين من الرجال، وكانت الوحيدة من صفوف الإناث، بصعيد مصر تلتحق بهذا المجال.وتقول «نشوى»: خضت تدريبات مكثفة، لأصبح مدربة كرة قدم محترفة بالقدر الذى يميزنى عن الرجال، وهذا اعتبرته بديلا لحلمى، ولأن التحدى من أهم مبادئى نجحت فى ذلك، لم يكن الأمر غريبا على أسرتى الصعيدية، فكانا والديا يشجعانى باستمرار لأكون الأفضل، حتى أن والدى كان رجلا عسكريا، وكان يعد لى الطعام المفيد للرياضيين. وتضيف: «وهذا جعلنى لا أهتم بنظرة المجتمع الصعيدى واستنكاره لموهبتى وعملى، كونى مدربة كرة قدم، لأن هذا أمر غريب عليه بالنسبة لأنثى أن تخترق عالم الرجال، بالإضافة لاختيارى تدريب الشباب الكبار، وأعلم أنه كان اختيارا صعبا، لعدم تقبل الشباب الصعيدى، فكرة قيادته من قبل أنثى، إلا أننى اخترت الشباب، لأن مجهودى سيبدو جليا معهم، لأنهم يستكملون مسيرتهم، إلى أن يصبحوا لاعبى كرة قدم محترفين، مقارنة بالفتيات اللائى يتوقفن لأسباب الزواج أو اعتراض الأسر الصعيدية فى وقت متأخر لهن، ويفضلن توقفهن عن اللعب».وتتابع: «ورغم الاختلاف بين المجتمع الصعيدى ودولة النرويج، إلا أننى اتخذت من مدربة نرويجية كنت تقابلت معها فى إحدى الدورات الرياضية، بلغت السبعين من العمر وما زالت تمارس الرياضة وتخوض مجال التدريب بكل إصرار، وأصبحت نموذجا فريدا فى الصعيد بأكمله، وتضيف: «كما أننى تفوقت فى مجال التنمية البشرية وأعد واحدة من أمهر المدربين فى مشروع «وقفة رجالة» لتغيير المفاهيم المغلوطة لدى الشباب، كما أن الجمع بينه وبين الرياضة، جعلنى أكثر وعيا وتقبلا للنقد بإيجابية، وتعلمت أن الحياة كما الرياضة مكسب وخسارة، ويجب تقبل الخسارة بروح رياضية، لتحقيق نجاحات أكبر».وتختتم «نشوى»: «يعترض كثير من الأسر، على ممارسة فتياتهم الرياضة واحترافهن لها، خوفا من عدم زواجهن، أو انشغالهن فيما بعد عن أزواجهن وأطفالهن، إلا أننى أود أن تصل رسالتى للأسر المصرية، وهى أن الرياضة حياة مشرقة فى حياة كل فرد، كما تضفى الثقة على النفس، وتعزز الجانب الاجتماعى لديه، وتكون حافزا له علىى التفوق فى كل نواحى الحياة، وأتمنى أن أحقق مزيدا من النجاح، وأصبح من أمهر المدربين النساء فى العالم، وأستطيع أن أكون كذلك، لأنى أؤمن بقدراتى».
مشاركة :