أكد أمين الأحساء المهندس عادل الملحم أن «قلعة الحرفيين» البالغة مساحتها 12 ألف متر مربع تدعم المردود الاقتصادي والسياحي للصناعات الحرفية واستدامتها ونقلها للأجيال القادمة، وهذا أحد أهم العناصر التي توصي بها منظمة اليونسكو مع تسجيل الأحساء كموقع تراث عالمي، كاشفا بأن «قلعة الحرفيين» تتأهب خلال الفترة القادمة للعمل بها بعد إنجاز 95% من مراحل إنشائها، وهي عبارة عن 215 محلا تم تخصيصها كسوق للحرف اليدوية، تعزيزاً لأهداف المحافظة على التراث، وامتداداً لانضمام الأحساء لشبكة المدن الإبداعية بمنظمة اليونسكو العالمية في المجال الإبداعي الخاص بالحرف اليدوية والفنون الشعبية.وأضاف المهندس الملحم: إن القلعة تدعم مسار منظومة المرافق الخاصة في المنطقة التاريخية بوسط مدينة الهفوف، التي تشكل أهمية تاريخية وتراثية كونها ستضم أكبر عدد من الحرفيين بالأحساء، الذين يزاولون أعمالهم في مواقع مختلفة من المنطقة، ما سيكون له أكبر الأثر في دعم الصناعات الحرفية وتأمين البيئة المناسبة للحرفيين وتسويق أعمالهم وإبرازها بالشكل، الذي يليق بحجم تلك الأعمال المميزة والفريدة من نوعها.وتابع: وسعياً من الأمانة لإبراز المعالم التراثية للمنطقة فقد أخذت منحى جادا للحفاظ على تاريخها، ويعد مشروع تطوير وسط الهفوف التاريخي واحداً من المشاريع المهمة، التي تقوم بها الأمانة، والتي ظهرت نتائجها ضمن ملف تسجيلها عالمياً، عبر ربط الرموز والمعالم المعمارية التاريخية في قلب مدينة الهفوف النابض مع بعضها البعض كقصر إبراهيم وبيت البيعة والمدرسة الأميرية ومسجد الجبري وسوق القيصرية وشارع الحداديد.يذكر أن قلعة الحرفيين، تم تصميمها بعناصر مستمدة من العمارة الأحسائية، وينقسم مبنى القلعة إلى جزءين يتكون الجزء الأول من 86 محلاً مخصصة للحرف ذات النشاط الذاتي، التي لا تحتاج إلى استخدام الماء فيها، وترتبط هذه المحلات بممرات مسقوفة بأخشاب «الدنجل» والحصير، وكذلك وجود نوافذ تسمح بدخول الضوء الطبيعي وتهوية السوق، أما الجزء الثاني من القلعة، فيتكون من ٢٦ محلاً بمساحات أكبر وستخصص للحرف، التي يتم فيها استخدام الماء، وبوسط القلعة فناء مفتوح مشابه للأفنية بالبيوت التقليدية وحوله رواقات بأقواس ترتكز على أعمدة رباعية، ويضم الفناء قهوة شعبية ومخبز تنور تقليديا، وفي الجزء الشمالي الغربي من القلعة توجد ساحة للفعاليات محاطة برواق دائري ستكون منصة لانطلاق المهرجانات الشعبية وإقامة الفعاليات بما يتناسب مع حجم وأهمية الحرف والفنون الشعبية الأحسائية، ومن المنتظر أن تمثل هذه القلعة أهمية بالغة لأنها ستُمثل معلماً معمارياً ومقصداً سياحياً مهماً في المنطقة.
مشاركة :