يعد الفنان أبو بكر سالم الذي رحل في 10 كانون الأول/ ديسمبر عام 2017 من فئة الفنانين الأدباء في حين أن شغفه المعرفي يدفع المتابعين للتساؤل أحياناً هل أبو بكر سالم أديباً استهواه الفن.. أم هو فنان يرتدي حلّة الأديب؟ والحقيقة أنه مزيج من الاثنين، فهو يكتب رواياته وحكاياته وأشعاره بصوته وإحساسه المثقل بالحنين والاغتراب. وسألته مذيعة ذات ليلة لماذا لا نراك كغيرك من الفنانين تفتح باب التعاون مع الشعراء والملحنين على مصراعيه؟، فأجاب إجابة ذات مغزى حملت معها سراً من أسرار شخصيته الفنية، وملمحاً من ملامحها العميقة، وأسهب في سياق فلسفي في أنه يحب انصهار الكلمة وذوبانها في الموسيقى بحيث تشكل مزيجاً طربياً متجانساً؛ لذا كتب لنفسه عشرات القصائد وأضفى عليها لباسه اللحني. ولا ينسى السعوديون أغنيته الشهيرة (يا بلادي واصلي) حيث كانت هذه الأغنية بطلب وزاري في مناسبة كبيرة، وظلت تردد في المحافل المحلية منذ (37) عاماً إلى اليوم وسر من أسرارها أنه هو كاتبها وملحنها وهذا يعيدنا إلى فكرة التجانس التي آمن بها في مشواره وما انفكّ عنها إلا مع شعراء وملحنين لديهم القدرة على حفظ هويته، ولا يحيدون عن طريقته وأعرافه الموسيقية، أهمهم الشاعر والملحن حسين المحضار، حيث شكل أبو بكر والمحضار ثنائيا عابرا للحدود، وأثريا المكتبة العربية بموسيقى ونغم يختلف عن السائد تأثر به جيل من الفنانين ولم يستطيعوا مجاراته.
مشاركة :