تأرجحت أسعار النفط، أمس الجمعة، رغم تقلص المعروض في الأسواق بفعل تخفيضات الإنتاج التي تنفذها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، لكن زيادة الإمدادات الأمريكية والمخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي، ضغطتعلى أسعار الخام. وبلغت العقود الآجلة لخام برنت في بداية التعاملات 66.73 دولار للبرميل، قبل أن تنخفض ل 66.16 دولارا، وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 57.08 دولار للبرميل. في فنزويلا، هبطت صادرات النفط 40% إلى نحو 920 ألف برميل يومياً، منذ أن فرضت الحكومة الأمريكية عقوبات على قطاع البترول في الثامن والعشرين من يناير/كانون الثاني. ويأتي هذا الهبوط في الوقت الذي تقود فيه أوبك وفنزويلا عضو فيها جهوداً منذ بداية العام لخفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يومياً، لتعزيز الأسعار، لكن على الرغم من ذلك، هناك إشارات على مزيد من الوفرة في المعروض في السوق خلال عام 2019. وقالت وزارة الطاقة الأمريكية، أول أمس الخميس، إنها ستطرح ما يصل إلى ستة ملايين برميل من الخام من احتياطي الطوارئ القومي لتجمع أموالاً لتحديث احتياطات النفط الاستراتيجية في الولايات المتحدة. كما سجلت أسعار النفط في آسيا، أمس الجمعة، ارتفاعاً طفيفاً في بداية التعاملات مدفوعة بانخفاض احتياطات الخام الأمريكية وأرقام اقتصادية أمريكية أفضل مما كان متوقعاً. وارتفع سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) المرجع الأمريكي للخام تسليم أبريل/نيسان، 20 سنتاً ليبلغ سعره 57,42 دولار في المبادلات الإلكترونية في آسيا. أما برميل برنت نفط بحر الشمال، فبلغ 66,59 دولار، قبل أن ترتد أسعار الخام بالانخفاض الطفيف. وكانت أسعار النفط أغلقت الخميس، على تضارب وسط تساؤلات عن حجم الطلب. فقد تراجع سعر برميل برنت 36 سنتاً في سوق لندن، بينما ارتفع سعر برميل النفط الخفيف 28 سنتاً في نيويورك، وأعلنت الحكومة الأمريكية الخميس، أن الاحتياطي الأمريكي من النفط انخفض بمقدار 8,6 مليون برميل، بينما كان المحللون يتوقعون زيادة في الاحتياطي، خصوصاً بسبب تراجع الواردات إلى أدنى مستوى لها منذ 1996. ويشكل ذلك مؤشراً على تراجع الطلب العالمي، خصوصاً بسبب قرارات خفض الإنتاج التي اتخذتها منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وشركاؤها، لدعم الأسعار بعد أشهر من التدهور. وتأثر النفط الخفيف أيضاً بالأرقام المتعلقة بنمو اقتصاد الولايات المتحدة، الذي بلغت نسبته 2,8% في 2018، وهو أعلى معدل منذ 2015. وارتفع سعر النفط الخفيف لسبب آخر هو التعليقات التي تنم عن تفاؤل لمستشار اقتصادي للبيت الأبيض، حول التقدم في المفاوضات التجارية الأمريكية الصينية. ورأى ألفونسو إيسبارزا، المحلل في مجموعة «أواندا»، أن العوامل التي تدفع الأسعار إلى الارتفاع ظرفية وليست دائمة، بسبب الآفاق الاقتصادية غير الواضحة التي ستؤثر في الطلب. وقال إن «تقلبات العرض ستواصل تحفيز الأسعار، لكن ما إن تؤخذ في الاعتبار، حتى تبدأ الأسعار في الانخفاض لأنه لا شيء يدل على أن الطلب العالمي سيرتفع». من جهة أخرى، كشف مسح أجرته «رويترز»، تراجع إنتاج نفط أوبك لأدنى مستوى في أربع سنوات خلال فبراير/شباط، في الوقت الذي نفذت فيه السعودية وحلفاؤها الخليجيون خفضاً يفوق المستهدف في اتفاق المنظمة بشأن الإنتاج، فيما سجل إنتاج فنزويلا مزيداً من الهبوط غير الطوعي. وأظهر المسح الذي نُشرت نتائجه أمس الجمعة، أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي تضم 14 عضواً، ضخت 30.68 مليون برميل يومياً، الشهر الماضي، بانخفاض قدره 300 ألف برميل يومياً، مقارنة مع يناير/كانون الثاني، وهو أدنى مستوى إجمالي لإنتاج أوبك منذ 2015 وفقاً لمسوحات «رويترز». ويشير المسح إلى أن السعودية وحلفاءها الخليجيين، نفذوا تخفيضات تفوق المتعهد به لتجنب احتمال تكوّن تخمة جديدة هذا العام. ودخل اتفاق رسمي بين أوبك وحلفاء للمنظمة لخفض الإنتاج في 2019، حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون الثاني. (وكالات)
مشاركة :