متابعة - صابر الغراوي: الأيام القليلة الماضية من عمر دوري نجوم QNB أعادت إلينا ذكريات ظاهرة سيئة كانت قد اندثرت من دورينا فترة طويلة ولكنها عادت تطل برأسها مرة أخرى على مباريات الدوري بشكل تدريجي، وهي تتعلق بتواجد عدد من اللاعبين المحترفين على دكة البدلاء بجوار مدربيهم وكأنهم لاعبون صغار يبحثون عن الفرصة لاقتحام التشكيلة الأساسية. ورغم أن هذه الظاهرة ظهرت في دورينا قبل عدة أعوام عندما كان مسموحاً لكل نادٍ التعاقد مع ستة لاعبين محترفين دفعة واحدة الأمر الذي فتح الباب أمام التعاقد مع بعض اللاعبين غير الأكفاء من أجل إكمال العدد فقط لاغير، إلا أن هذه الظاهرة بدأت تقل تدريجياً مع تقليص عدد المحترفين في الأندية وبالتالي بدأت الأندية تدقق النظر كثيراً في اسم أي لاعب قبل التفاوض معه. وفي العامين الماضيين كان مجرد وجود لاعب واحد محترف على دكة البدلاء أمراً مثيراً للدهشة والاستغراب ويشكل ضغطاً كبيراً على إدارات الأندية وعلى اللاعب المحترف نفسه والذي يجد نفسه مطالباً ببذل أقصى الجهود الممكنة للعودة سريعاً إلى التشكيلة الأساسية حفاظاً على اسمه وتاريخه. ولكن ما نشاهده هذا الموسم من استسلام واضح من عدد كبير من اللاعبين المحترفين الأجانب لجاذبية دكة البدلاء أمر يثير الدهشة والاستغراب، خاصة وأنه لا تلوح في الأفق أي بوادر لردة فعل حقيقية سواء من هؤلاء اللاعبين أو حتى من إدارات الأندية. وإذا أردنا أن نستعرض قائمة هذه المجموعة من اللاعبين الذين تدور حولهم العديد من علامات الاستفهام فإن القائمة ستطول بالطبع ولكن يبقى الثنائي السلوفاكي فلاديمير فايس المحترف في صفوف نادي الغرافة والبرازيلي ساندرو دودو المحترف في صفوف نادي قطر على رأس هذه القائمة بسبب إصرارهما على التواجد على دكة البدلاء دون إظهار أي رغبة حقيقية لإجبار المدربين على إشراكهما وكأن هذه الوضعية مريحة جداً بالنسبة لهما ولا يفكران في أي تغيير خلال الفترة الحالية. وتضم هذه القائمة عدداً آخر من اللاعبين ولكن على فترات متباعدة ولأسباب مختلفة ففريق الخريطيات مثلاً يضم اثنين لا يشارك أحدهما كأساسي وهو الكولومبي تشارلز جونيور ولا يتواجد الثاني حتى على دكة البدلاء وهو المغربي أنور ديبا، ومعهما جوناثان ماكدونالد لاعب الأهلي الذي يظهر على فترات ويختفي في الأخرى. والحقيقة أن هذه الروح الانهزامية التي يلعب بها هؤلاء المحترفون تبث روح الإحباط في نفوس لاعبينا الشباب المفترض أن يتعلموا الحماس والقوة والندية من هؤلاء المحترفين ولكن ما يحدث هو العكس حيث يجد اللاعب الشاب نفسه أساسياً على حساب هذا المحترف أو ذاك دون أن يبذل أي جهود استثنائية للمشاركة كأساسي. والمطلوب الآن من إدارات الأندية المختلفة أن تقف بحزم في وجه هذه الظاهرة قبل أن تنتشر أكثر من ذلك وتتعامل بحزم مع أي لاعب يتخاذل ولا تبدو عليه ملامح الإصرار والرغبة في خدمة الفريق وبذل أقصى الجهود من أجل اقتحام التشكيلة الأساسية وبالتالي يكون الاستغناء عنه في أقرب فرصة هو الحل الوحيد مهما كانت الخسارة المادية، لأن الخسائر المعنوية وانتشار الروح الانهزامية ومشاعر اللامبالاة ضررها أكبر من تلك الخسائر المادية.
مشاركة :