الإمــارات تدعو للتعامل «بشكل حاسم» مع داعمي الإرهاب

  • 3/2/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت في أبوظبي أعمال الدورة الـ 46 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وسط حضور كبير من الدول الأعضاء وضيوف الشرف. وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أن دولة الإمارات تتطلع إلى أن يكون لمنظمة التعاون الإسلامي دور أكبر في صون السلم والأمن الدوليين وتعزيز التعاون الإقليمي الدولي حتى تتمكن من تحقيق هدفها الرئيسي المنصوص عليه في المادة الأولى من ميثاقها، ودعا سموه، إلى التعامل «بشكل حاسم» مع الجهات التي تدعم أو تحتضن أو تمول أو تساعد التطرف والإرهاب. وقال سموه في كلمته خلال ترأسه أعمال المجلس في دورته الحالية التي تستمر ليومين إن دولة الإمارات تتشرف باستضافة الدورة الـ 46 للمجلس . والتي تتزامن فعالياته مع الاحتفال بالذكرى الخمسين لإنشاء منظمة التعاون الإسلامي وتتيح لنا هذه المناسبة فرصة التأمل في عمل المنظمة ومبادئها وإنني على ثقة بأنها ستوفر لنا هذه المخرجات نتائج ملموسة تمكن العالم الإسلامي من تجاوز تحدياته وتأمين مستقبل أكثر إشراقاً لشعوبه. وأضاف سموه «يسعدني أن أرحب بكم جميعاً في العاصمة أبوظبي التي تسعد بهذا الجمع والتشريف وأود أن أشكر جمهورية بنغلاديش الصديقة على رئاستها للدورة الخامسة والأربعين والجهود القيّمة والدور الفعال الذي لعبته والذي كان له الأثر الكبير في نجاح الدورة». و تابع سموه «كما يُسعدني أن أرحب بضيف الشرف سوشما سواراج - وزيرة خارجية جمهورية الهند - ومشاركتها في حفل الافتتاح». مؤكداً سموه على أن تمثله الهند من وزن سياسي دولي وإرث حضاري وثقافي ومكون إسلامي مهم. وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد «باسمكم جميعاً أغتنم هذه الفرصة للإشادة بالمساعي الخيرةّ والجهود المخلصة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية والأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد وما يقدمانه من دعم في تعزيز أواصر الوحدة والتضامن لتحقيق أهداف المنظمة». كما توجه سموه بالشكر والتقدير إلى الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وفريقه على الجهود التي يبذلونها في سبيل تعزيز التعاون والتنسيق لتنفيذ أهداف ومبادئ منظمتنا الغالية. وأضاف سموه «يأتي انعقاد هذه الدورة في وقت يشهد فيه العالم عدداً من التحولات الإقليمية والدولية الهامة ويضعنا أمام تحدٍ لمواكبته بما يلبي تطلعات شعوبنا ويحافظ على أمننا القومي». القضية الفلسطينية وبين سموه أن القضية الفلسطينية وقضية القدس الشريف التي أنشأت من أجلها منظمة التعاون الإسلامي ولذلك فإننا نؤكد مجدداً الدعم والمساندة والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ودعم مطالبه المحقة وفي مقدمتها بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ونؤكد التزامنا بدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا – وأهمية قيام المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته تجاه القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين الفلسطينيين. وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان «إن الدين الإسلامي الحنيف الذي يجمعنا هو دين التسامح والسلامة والسلام ويدعو إلى الوسطية ونبذ التطرف والإرهاب والعمل الجاد لخدمة أوطاننا لذلك ترى دولة الإمارات أن تزايد حدة التوترات الأمنية وخاصة استمرار النزاعات وانتشار الفكر المتطرف والإرهاب في العالم على أيدي جماعات خارجة عن القانون . وفقدت كل معاني الإنسانية وتسترت بغطاء الدين واستمرار التدخلات في شؤون الدول وعدم احترام السيادة - يتطلب منا التصدي لهذه التحديات التي ألحقت أضراراً بالغة بالعالم الإسلامي وتدمير مكتسباتها وإرثها الحضاري وتعارض تحقيق التنمية التي تتطلع لها شعوبنا».عام التسامح وأضاف سموه «لذلك قامت الإمارات باعتماد عام 2019 عاماً للتسامح في إطار جهودنا في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي واحترام التعددية الثقافية والدينية وتعزيز القيم العالمية وبادرت الدولة خلال الشهر الماضي باستضافة لقاء الأخوة الإنسانية التاريخي والذي شارك فيها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية. والذي تمخض عنه توقيع الوثيقة التاريخية 4 فبراير الماضي لتكون إعلاناً مشتركاً عن نوايا صادقة من أجل دعوة كل من يحملون في قلوبهم إيماناً بالله وبالأخوة الإنسانية أن يتواجدوا ويعملوا معاً من أجل أن تصبح هذه الوثيقة دليلاً للأجيال القادمة ويأخذهم إلى ثقافة الاحترام المتبادل في جو من إدراك النعمة الإلهية التي جعلت من الخلق جميعاً أخوة». وقال سموه «من هذا المنبر نكرر الدعوة للجارة إيران بأن تراجع سياستها لبناء علاقات ودية مع دول الجوار مبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية وتقويض أمن المنطقة من خلال نشر الفوضى وتغذية النزاعات الطائفية والمذهبية والتوقف عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات والتوقف عن دعم وتمويل وتسليح الميليشيات والتنظيمات الإرهابية التي تنتهك بكل وضوح ميثاقنا وميثاق الأمم المتحدة والقيم الإنسانية النبيلة. تجربة نموذجية وأكد سموه أن تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية هي أحد أبرز التحديات الرئيسية التي تواجه دول المنظمة، مشيراً إلى أن التجربة الناجحة لدولة الإمارات جعلتنا نؤمن بأن القيادة الرشيدة والعمل بعزم لتحقيق الازدهار مع استشراف المستقبل هو ما يصنع الأمم ويحصنها من الحروب، لذلك حرصت بلادي أن تشمل سياستها الخارجية أبعاداً تنموية وإنسانية وثقافية لمساعدة دول العالم الإسلامي والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأكد أننا على قناعة بأن علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء هي إحدى الوسائل التي تدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال توفير الضمانات والحوافز لتشجيع انتقال رؤوس الأموال والاستثمارات فيما بين دولنا وإزالة العوائق الجمركية المطبقة على الاستيراد والتصدير بما في ذلك تحديد إمكانيات وفرص الاستثمار في المشروعات المشتركة وخاصة في مجال الإنتاج الزراعي والطاقة والتعليم والصحة والسياحة وتنمية قدرات القوى العاملة. وقال سموه إننا نشيد بالتقدم الذي أحرزته المرأة وتمكينها باعتبارها حجر الأساس في عملية التنمية ومشاركتها في شتى مجالات الحياة. وأشار سموه إلى العالم انه يشهد تحولات وتهديدات وأخطاراً تهدد استقرار الدول وتنميتها وأضحى من المهم العناية الجدية لتربية الشباب وتعليمهم وتنشئتهم على الأخلاق واكتساب المعرفة، فالتربية والتنوير عاملان أساسيان لتحقيق رفاهية الإنسانية ويدعوان الناس إلى التحلي بفضائل الكرم والتسامح والصبر الذي حض عليها ديننا الحنيف. وأضاف سموه أن بلادي تطمح أن يتم تنفيذ برنامج عمل منظمة التعاون الإسلامي حتى 2025 والمجالات ذات الأولوية وخاصة العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتعليم والطاقة المتجددة والصحة وتمكين النساء والشباب والاستفادة من قدراتهم لوصول إلى مجتمعات قوية ومتماسكة وبالتالي دول مستقرة وآمنة. وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد على ضرورة أن يكون للمنظمة دور أكبر في صون السلم والأمن الدوليين وتعزيز التعاون الإقليمي الدولي حتى تتمكن من تحقيق هدفها الرئيسي المنصوص عليه في المادة الأولى من ميثاق منظمتنا ونتطلع بأن يلعب زميلنا وأخونا الأمين العام بدعمنا دوراً أكبر وأكثر فعالية من شأنه تعزيز التعاون القائم بين دول المنظمة ودعم دور المنظمة في صون السلم والأمن بفاعلية الأمر الذي يستدعي الإسراع في اتخاذ الخطوات الرامية لإصلاح المنظمة والارتقاء بفعاليتها بما يعزز الدور المنشود منا جميعاً لتعزيز العمل الإسلامي المشترك. إعلان أبوظبي وشهدت الجلسة الافتتاحية تسليم الرئاسة من جمهورية بنغلاديش الشعبية رئيس الدورة السابقة إلى دولة الإمارات رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية وتم انتخاب أعضاء المجلس الجديد الإمارات رئيساً وأفغانستان وأوغندا وفلسطين نواباً للرئيس وبنغلاديش مقرراً.. ويصدر اليوم عن أعمال الدورة 46 إعلان أبوظبي بجانب توصيات ومقررات أعمال المجلس في جميع الموضوعات المطروحة على طاولته. من جانبه قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين «من حسن الطالع أننا نعقد هذا الاجتماع ودولة الإمارات تودع عام زايد - وكلنا فخر بما قدمه هذا القائد الملهم لشعبه وأمته الإسلامية بتأسيس هذه الدولة وتوحيدها مكوناتها وإرساء ركائزها على العدل وقيم المواطنة الحقة وهي تشهد الآن تحت القيادة الرشيدة لحكامها وأبنائها تطوراً مهماً في جميع المجالات وتنطلق بقوة وثبات نحو مستقبل أكثر رفاهية وتقدماً، الأمر الذي جعل تجربة دولة الإمارات في التنمية نموذجاً مشهوداً». وتقدم بالشكر إلى المملكة العربية السعودية على الرعاية الكريمة التي تتلقاها منظمة التعاون الإسلامي من دولة المقر مما كان له الأثر الملموس والفعال في مختلف مهام المنظمة ونشاطاتها وإنجازاتها التي تحققت خلال الأعوام الخمسين من عمرها. طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :