ارتفعت مبيعات محال زينة الحدائق في أبوظبي بنسبة تتراوح بين 60 و70% خلال الشهرين الماضيين، مقارنة بأشهر الصيف من العام الماضي، بحسب مسؤولي مبيعات وأصحاب محال متخصصة في هذا المجال. وأرجع هؤلاء السبب إلى اعتدال الطقس وحاجة الناس لقضاء وقت خارج جدران المنزل، والاستمتاع بالأجواء الجميلة، بالإضافة إلى سكن العديد من الأسر في منازل جديدة. وقال هشام سيد هلال، مالك شركة لتزيين الحدائق وصيانتها، إن الأقبال على التشجير وتزيين الحدائق المنزلية خلال هذه الفترة مرتفع مقارنة بفترة الصيف التي في العادة لا تلقى الإقبال الكبير نفسه لارتفاع دراجات الحرارة، مشيراً إلى أن الإقبال الأكبر يتركز على الأزهار الدائمة والأشجار المثمرة وأشجار الظل، بينما يفضل الكثير منهم تركيب الحشيش الصناعي بدلاً من الطبيعي لتقليل استهلاك الماء، وتقليل تكلفة فاتورة الماء، كما يجنبهم الحاجة لعمل عقود صيانة ومتابعة مع الشركات، وتبلغ نسبة إقبال العملاء على تركيب الحشيش الصناعي نحو 95%. وأضاف هشام أن أغلب المشاريع تنفذ بحسب المساحات التي يحددها مالك المنزل، وبحسب حاجته وذوقه، وعادة تكون الأسعار ما بين 10000 درهم إلى 25000 درهم، موضحاً أن أغلب المشاريع تنصب في المساكن الجديدة، والأغلبية من الناس تفضل تزيين واجهة منازلها بالأشجار والديكورات والأحجار لأهمية مدخل المنزل واستقبال الضيوف. ورأى جمال عبدالناصر، موظف في إحدى الشركات المتخصصة بتزيين الحدائق، أن فترة الشتاء يرتفع فيها توقيع عقود تركيب وتزيين الحدائق المنزلية وصيانتها بشكل ملفت، موضحاً أن الارتفاع الكبير بلغ ما بين 60 و70%، مبيناً أن النسب تقل وتزيد بكثير على فترة الصيف التي تكاد تكون معدومة. وبين جمال أن سوق الحدائق يلقى اهتماماً واسعاً من مختلف شرائح العملاء، سواء كانوا شركات أو أفراداً، وتسهم العقود السنوية في إنعاش المبيعات والمردود المالي بشكل أفضل من المشاريع الوقتية المتعلقة بأفراد، وتعويض فترات الركود خلال فصلي الصيف والخريف. وأكد إيهاب ابراهيم، مالك شركة متخصصة في زينة الحدائق، أن حركة المبيعات أفضل من الفترات السابقة، ولكنها ليست الأفضل على مدار السنوات الخمس الماضية، موضحاً أن السنوات الماضية كانت المبيعات تصل فيها لارتفاعات أعلى مما هي عليه الآن، بيد أنه أوضح أن ذلك لا يعني أنه لا يوجد نشاط لهذه الشركات، حيث تختلف أرباح الشركات أيضاً، بحسب العقود، وبحسب حجم الشركة، فالشركات الصغيرة لا يمكن مقارنة أرباحها بالشركات الكبرى الحاصلة على عقود لتزيين الشوارع والمجمعات السكنية والمجمعات التجارية، كذلك الأسعار مختلفة تماماً، فعادة المحال الصغيرة أسعارها أقل بكثير من الشركات العملاقة. من جانبه، قال محمد بيان، مالك شركة تزيين حدائق في أبوظبي، إن حركة البيع سجلت ارتفاعاً هذا العام، وخلال موسم الشتاء الحالي تحديداً عبر توقيع عقود مع ملاك مساكن وشركات وجهات حكومية، موضحاً أنه قام بعمل إعلانات ترويجية بالخدمات التي يقدمها محله في ملاحق الإعلانات بالصحف، بهدف زيادة عدد المتعاملين. وأكد محمد رضاه التام عن النشاط في السوق، موضحاً أن المشاريع التي يتم تنفيذها هي من تحدد الأرباح، مشيراً إلى أن نوعية ما يتم اختياره من خدمات تحدد بدورها الأسعار، نافياً أن يكون للمساحة تأثير، فهناك مساحات صغيرة ولكن الأعمال التي يتم تنفيذها كبيرة ومكلفة، ولربما مساحة أكبر اقتصر تزيينها على مواد أقل تكلفة. وأوضح محمد أن السوق الإماراتي سوق مفتوح على جميع المنتجات والخدمات، ومنها سوق الحدائق ومستلزماتها، فهناك مرونة في توفير التصاميم المطلوبة بتكاليف أقل، مبيناً أن في المقابل هناك منتجات ذات تكلفة عالية، وتتراوح الأسعار في محله ما بين 700 و5000 درهم، بحسب العمل المطلوب والمواد المستخدمة في تنفيذه. وأشار محمد إلى أن أكبر شريحة لطلبات تصاميم الحدائق من المتعاملين هم من المواطنين بنسبة 70%، بعدهم يأتي الأجانب، ثم العرب، مؤكداً أن الإقبال خلال الفترة الأخيرة ازداد مع تغيير مفاهيم الثقافات وتوجه الناس نحو توفير أماكن مريحة، تعطي تغييراً نوعياً للمنزل، وتوفير الاسترخاء، كما أن مفاهيم التوفير والاكتفاء بسد الحاجات وملاءمتها لميزانية الأسرة، أصبحت توجهاً سائداً لدى العديد من الأسر، لذلك فهناك تصور وتدخل من العميل حول الخدمات المطلوبة، كما نتلقى استفسارات عن أهم النباتات التي تتلاءم مع طقس الدولة، وكمية المياه المطلوبة تحديداً لعدم صرف كميات أكبر من الماء وتحمل تكلفة مالية عالية للمياه.
مشاركة :