عرفتُه أستاذاً بقسم الجغرافيا، ورئيس قسم له، كنت طالباً بشطر جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة في منتصف التسعينات، كان ارتباطي معه إعلامياً، وامتدت هذه العلاقة على مدى أكثر من ثلاثين عاماً فهو الأستاذ والأخ والمعلم والموجه إنه "الأستاذ الدكتور محمود بن محمد علي أسدُ الله الكاظمي ـ رحمه الله ـ " الذي انتقل إلى رحمة الله فجر يوم الجمعة "١/٥" . تقلد مناصب عدة من رئاسة قسم، إلى عميد لكلية التربية لفترات، استعان به معالي الأستاذ الدكتور عبدالله عمر نصيف مدير جامعة الملك عبد العزيز بشطريها بمكة المكرمة، وجدة، آنذاك، بتحمله مسؤولية الأمور الإدارية والمالية، بالجامعة بمكة المكرمة. كان أول أمينٍ ووكيلٍ لجامعة أم القرى لفترات متعددة. تمتع بحب الناس وطلاب العلم، وزملائه بالجامعة من أساتذة، وإداريين، ضليع في علمه من خلال ثناء طلابه عليه، جمع بين المهنية الأكاديمية، والإدارية، فهو إداريٌ محنك. استطاع أن يسير بجامعة أم القرى بخطوات رائدة، مع مديرها الأستاذ الدكتور راشد الراجح. لا يحب الصدام، ودائماً ما يسعى إلى الوفاق، وفيٌّ حتى مع من اختلف معهم، لا يتوانى من أداء الواجب مع الجميع، ميسرٍ للأمور، لا معسرٍ لها، دائما ما يسعى إلى تحمل أعباء مسؤوليات الآخرين، لإنهاء حوائجهم، لا تأتي ذكراه إلا بثناء عطر عليه، باراً بوالدته حتى آخر حياتها، استطاع أن يؤهل أبناءه فمنهم الدكتور، والمهندس، والمعلم، وغيرهم، عطوفاً عليهم، خدوماً لهم. تجد في وجهه البشاشة، ورحابة الصدر، فهو من خيرة الناس، مبادراً مع الجميع دون استثناء بالتهاني، والمعايدات، لا ينظر إلى مرتبة أو منصب، فالكل عنده إخوة له. دقيق في عمله، غير راغب في المناصب، وقور محترِم للعلم والعلماء، متأدب مع الصغير قبل الكبير، تستفيدُ من مجالسته بخبراته الطويلة، سواء في مهنة التدريس، أو الإدارة، أو المجال الإعلامي فهو كاتب محترف تناول بعض القضايا بنشرها في الصحف المحلية. تخرّج على يديه غالب أساتذة بعض الجامعات، فهو بحقٍ مرجع علمي، ومدرسة تربوية مجتمعة، لا يأخذ الأمور بحساسية، واندفاع، وتهويل، عند وقوع أي أمر من الأمور، وإنما يتعامل مع المواقف بما يتناسب معها بهدوءٍ وعملٍ ثاقب البصر والبصيرة. إنني أتمنى من جامعة أم القرى إطلاق أسماء هؤلاء الرواد على القاعات الدراسية، وفاء لهم وعرفاناً لما قدموه لدينهم ووطنهم وأبناء مجتمعهم. أسال الله العلي القدير أن يلهم أهله وذويه، ومحبيه، ويلهمنا الصبر والسلوان، و"إنّا لله وإنا إليه راجعون".
مشاركة :