ينفرد موقع صدى البلد بنشر صور مقابر كوم الشقافة الأثرية بالإسكندرية، والتي من المقرر أن يفتتحها د.خالد العناني وزير الآثار غدا، الأحد، وذلك بعد انتهاء مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية وترميمها، وذلك بالتعاون مع المعونة الأمريكية.وتظهر الصور مدى الجهد الذي قامت به وزارة الآثار لإنقاذ المقابر من المخاطر التي تهددها، حيث كانت ممتلئة بالمياه الجوفية، كما كانت تنتشر الأملاح على جدرانها نتيجة المياه الجوفية.وتكشف الصور التفاصيل التي حصلنا عليها عن المشروع، الذي بدأ كما قالت مصادر منذ حوالي عام ونصف، والمنطقة حولها سور يحيط بـ3 مقابر، واحدة رئيسية يتم النزول إليها عبر بئر دفن، والآخرين فوق سطح الأرض وتبعدان قليلا عن المقبرة الرئيسية.وأوضحت المصادر أن المقبرتين أصلهما من منطقة وتم نقلهما في وقت سابق إلى المتحف اليوناني الروماني، وعندما تم غلقه منذ سنوات للتطوير والترميم تم إهمال المقبرتين، ونقلتا منذ فترة داخل سور منطقة كوم الشقافة.وقالت المصادر إن إحدى هذه المقابر تم تركيبها منذ عام تقريبًا، في حين تمت إعادة تركيب المقبرة الثانية مطلع فبراير الماضي، وقد شملتهما أعمال التطوير والترميم، خاصة بعد تعرضهما لأضرار بسبب الشتاء طوال الفترة الماضية.أما عن المقبرة الأساسية والتي شملها الجزء الأكبر من المشروع، فهي عبارة عن بئر دفن بعمق حوالي 9 أمتار، وينتهي هذا البئر بعدة فتحات وحجيرات صغيرة للدفن وبها 3 توابيت.وقد تم شفط المياه الجوفية التي كانت تملأها، كما تمت إزالة كل الحديد الذي كان في سقف المقبرة من ترميم قديم لها، وتم استبداله بمونة آمنة أكثر من الحديد على المقبرة الأثرية.وكشفت المصادر أنه تمت أيضا إزالة الأسمنت الأسود الذي كان مستخدما في وقت سابق وقديم في الترميم، ليظهر شكل المقبرة الرئيسي خاصة في السقف والجوانب، كما أزيلت الأملاح من المقبرة بعد شفط المياه الجوفية منها نهائيا،فيما تمت إضاءة المقبرة بالكامل وحجرات الدفن السفلية في البئر، مع تنظيف كامل قبل افتتاح وزير الآثار لها.وتاريخيا تعد مقابر كوم الشقافة من المواقع الأثرية المهمة في الإسكندرية، وتتكون من سلسلة من المقابر والتماثيل والبقايا الأثرية، وقد عثر عليها بالصدفة في 28 سبتمبر 1900، وقد بدأت الحفائر في المنطقة منذ عام 1892، إلا أنه لم يعثر عليها إلا في 1900 صدفة، حيث كان حمار يمر عليها وسقط في الفتحة الرئيسية للمقبرة على عمق 12 مترا، وقادت الواقعة الى العثور عليها.والمقابر بها رسومات ترجع إلى منتصف العصر الروماني، وقد عثر أيضا على عملات ترجع إلى الفترة ما بين عهد ترايمان وعهد كلينيوس الأصغر، ويبدو من ذلك أن المقبرة ظلت تستعمل حتى بداية القرن الرابع الميلادي ثم تم إهمالها.وطبقا لعلماء الآثار، يبدو أنها كانت في البداية مقبرة لعائلة ثرية، ثم استخدمت لدفن العديد من الأسر، حيث تمت إضافة بعض الحجرات وفتحات الدفن في الجدران في صف واحد أو صفين يعلو كل منهما الآخر.ولها مدخل فوق سطح الأرض ثم سلم حلزوني يفضي إلى الطابق الأرضي الأول، ويتكون من دهليز يتصل بصالة مستديرة الشكل يتوسطها بئر وفي نهايتها سلم يؤدي إلى الطابق الأرضي الثاني الذي يوجد فيه الجزء الرئيسي للدفن.
مشاركة :