نجح أربعة شبان لبنانيين هم: مصطفى ومازن مروة وداني أفيوني ونزار فاخوري، في كسر أرقام قياسية ودخول موسوعة غينيس، بعدما شاركوا في ماراثون القارات، فركضوا في سبعة بلدان في قارات مختلفة خلال 11 يوماً، عانوا خلالها من تقلبات الطقس ومشقة السفر فترات طويلة. ولكن ماذا حدث بالضبط؟ يقول مصطفى مروة لـ «الحياة»، إن المجموعة المؤلفة من أربعة شبان مقيمين في دبي، قررت خوض هذه التجربة لهدفين الأول تحدٍ شخصي، فيما الثاني لجمع التبرعات للطفلة السورية اللاجئة في الأردن، هاجر (عمرها سنة) التي تعاني سرطان الكبد. ويضيف: «كان هدفنا أن نركض في سبع قارات خلال سبعة أيام، لكن الأجواء العاصفة في تشيلي أخرتنا، ومنعتنا من التوجه الى نقطتنا الأخيرة، فركضنا في سبعة بلدان خلال 11 يوماً، بدلاً من 7 أيام». لكن هذا التأخر لم يمنع المجموعة من تحطيم الرقم القياسي السابق الذي كان الركض في 7 بلدان خلال 21 يوماً. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، اذ كانت المجموعة اللبنانية تركض مع مجموعة تتألف من 95 شخصاً في الوقت ذاته، واستطاع نزار فاخوري احتلال المركز الأول ومازن ومصطفى المركزين الثاني والثالث على المجموعة عموماً، باعتبارهم الأسرع، وقد نالوا براءة لتسجيل الرقم القياسي في موسوعة غينيس التي ستصدر عام 2016. في حين سجّل الأخوان مصطفى ومازن رقماً قياسياً، كأول أخوين يحققان هذا الإنجاز في العالم، وهذا سيسجل أيضاً في الإصدار الجديد لموسوعة غينيس. ويوضح مصطفى لـ «الحياة»، أن المغامرين الأربعة هم الوحيدون الذين ينتمون الى جنسيات عربية من المجموعة الكبيرة التي كانت تركض، اذ توزعت جنسيات المتسابقين على أميركا وأوروبا وأفريقيا. يفتخر الشاب اللبناني بالإنجاز الذي حققه وأصدقاءه، ويقول: استطعنا رفع علم بلدنا عالياً من خلال ما حققناه، مقدمين صورة حضارية عن اللبناني العاشق للحياة والمتمسك بها». ويلفت مصطفى إلى أنهم لا يركضون من أجل الركض فقط، «فمع التحدي الشخصي، ثمة أهداف نسعى الى تحقيقها، لمساعدة من هو في حاجة الى مساعدة، والاستفادة من قدراتنا الرياضية وتسخيرها لخدمة الطفولة ومحاربة المرض». ويشير الى أنها المرة الثالثة التي يساعدون فيها طفلاً، فهاجر ليست الطفلة الأولى التي يجمعون لها المبلغ الذي تجتاحه للعملية، ذلك أن غالبية النشاطات التي يشاركون فيها خيرية. بدأ الأصدقاء الأربعة ماراثونهم من مدينة ملبورن الأسترالية (قارة أوقيانيا)، ومن ثم أبوظبي (آسيا)، وباريس (أوروبا)، وتونس (افريقيا)، ونيويورك (أميركا الشمالية)، وبونتا اريناس (تشيلي - أميركا الجنوبية)، مجتازين ست مدن في ست قارات مختلفة خلال ستة أيام، لكنهم توقفوا في المدينة الأخيرة أربعة ايام لرداءة الطقس، ما أخر انتقالهم الى الوجهة الأخيرة جزيرة الملك جورج (انتاركتيكا). يذكر أن مسافة الماراثون هي 42.2 كلم، ما يعني انهم قطعوا مسافة 295 كيلومتراً خلال سبعة أيام. لم يكن التحضير لماراثون القارات سهلاً كما يشير مصطفى، اذ كان عليهم التدرب 6 ايام خلال الأسبوع، وفي بعض الأحيان مرتين يومياً، مع مدربين متخصصين. ولم تقتصر التمارين على الركض، اذ كان عليهم أيضاً تقوية كل عضلات الجسم لتحمل الضغط وطول المسافة. ورافق الفريق في مشواره طبيب لمعالجة الإصابات التي كان يتعرض لها الشباب خلال التمرين أو السباق. ويرى مصطفى ان هذا النوع من السباقات يحتاج الى اصرار وتصميم وعزيمة، وقدرة تحمل استثنائية، خصوصاً أن المناخ يختلف من دولة الى أخرى. ويقول: «حين ركضنا في ملبورن كان الطقس جيداً، وحين انتقلنا الى أبوظبي عانينا ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، أما في باريس فكان الطقس بارداً جداً، وفي نيويورك، تدنت درجات الحرارة الى ما دون الصفر، وفي آخر السباق كنا نركض والثلج يتساقط علينا». من يدعم هذا النشاط ويموّله؟ يجيب مصطفى أن غالبية السباقات أو المغامرات التي يشاركون فيها، يتحمّلون نفقاتها شخصياً، ولكن بما ان ماراثون القارات مكلف جداً (نحو 20 ألف دولار للشخص الواحد)، تكفلت أربع جهات برعاية الفريق وتأمين كل حاجاته من معدات رياضية وبطاقات سفر. ومن الصعوبات التي واجهت الفريق الذي يطلق على نفسه اسم Omni، طول الرحلات والتنقل بين 15 طائرة، وتناول طعام غير صحي في الجو، والنوم على مقاعد الدرجة السياحية، ما زاد الإرهاق.
مشاركة :