«علمته الرماية.. فلما اشتد ساعده رماني»، هذا ما ينطبق على الكثير من صاحبات المشاغل النسائية، واللاتي استثمرن الكثير من الأموال في تجهيز المشروع، وتدريب بعض العاملات. وتواجه الكثير من المستثمرات في هذا القطاع خسائر فادحة، بعد أن تخلت عنهن عاملاتهن اللاتي أصبحن يمارسن عملهن الجديد كتاجرات شنطة، مما سبب لهن ولمشروعاتهن خسائر مالية، وهو ما أدى إلى خروج نسبة كبيرة منهن من السوق. وتشير الإحصائيات إلى وجود 40 ألف فرصة عمل نسائية في سوق العمل السعودي لقطاع مستحضرات التجميل والموضة، وما يتعلق بها، تسيطر عليها عاملات أجنبيات، في الوقت الذي تبلغ أعداد المشاغل النسائية ما يقارب 70 ألف مشغل في السعودية، باستثمارات تتجاوز ملياري ريال. جولة «المدينة» كشفت معاناة سيدات الأعمال اللاتي تحدثن فيها عن همومهن، التي أخرجت الكثير من المستثمرات من النشاط بسبب تحديات أنظمة العمل، وسيطرة «تاجرات الشنطة» على السوق بعد هروب عاملاتهن بأسرار المهنة وممارسة العمل غير النظامي بممارسة نشاطهن كتاجرات شنطة يتنقلن بين المنازل والمجمعات التجارية بعد ترويج نشاطهن بوسائل تواصل الإعلام الاجتماعي والإعلام الجديد. ضغوط «العمل» وتقول سعاد الحربي، «سيدة الأعمال»، معاناة المستثمرات في نشاط المشاغل النسائية لا تتوقف عند جهة معينة وأولى هذه الجهات وزارة العمل، التي أصبحت تشكل ضغطًا كبيرًا على سيدات الأعمال، وأبرزها قرار تحصيل 200 ريال شهريًا من جميع منشآت القطاع الخاص، التي يزيد فيها عدد العمالة الوافدة عن العمالة الوطنية. وأكدت أن استثمار سيدات الأعمال بقطاع المشاغل النسائية تكتنفة تحديات كبيرة من بينها عدم الحصول على التأشيرات المناسبة لممارسة النشاط وعدم وجود عاملات وطنيات مدربات التدريب الكافي، بالإضافة إلى تكبد المستثمرات بالقطاع خسائر مالية فادحة، إثر هروب العاملات، مما يضطر المستثمرات لنقل كفالة عاملات أخريات بمبالغ مالية كبيرة. أعباء كثيرة أما سيدة الأعمال بدرية صالح فتقول: كان لدى فرعان في نشاط المشاغل النسائية، واضطرتني الظروف إلى إغلاق أحدهما بسبب كثرة اشتراطات الأجهزة الحكومية، مشيرة إلى أنها تخشى أن يكون مصير المشروع الثاني الإغلاق كما حدث مع المشروع الأول لذات الأسباب في ظل الأعباء الكبيرة، وهروب العاملات بدون سبب وعدم وجود العقاب لهن مما يكبد المستثمرات مبالغ كبيرة لنقل كفالة عاملات أخريات بمبالغ تصل إلى 30 ألف ريال. وتضيف: إن عددًا من زميلاتها من سيدات الأعمال اللاتي غادرن النشاط بسبب هذه الظروف والمعوقات قمن بتغيير نشاطهن، والانتقال إلى أنشطة بديلة وبعضهن الآخر فضلن تأسيس محافظ استثمارية بسوق الأسهم وترك النشاط بأكمله. وذكرت أن وزارة العمل سمحت بالاستفادة من المرافقات مع أزواجهن بدلًا عن استقدام مزيد من العمالة الأجنبية إلا أنه لا يزال هناك الكثير من المعوقات، التي تعترض سيدات الأعمال ومن أهمها السماح بافتتاح مراكز تجميل، لأن عدم الاعتراف بهذا النشاط يسبب تجاوزات بالأنظمة ويسهم في ارتفاع أعداد تاجرات الشنطة في السوق. إزالة المعوقات وطالبت صالح وزارة العمل بإزالة المعوقات، التي تواجه الكثير من المستثمرات في هذا القطاع، ومن أبرزها الحصول على عمالة مدربة، تساعدهن على مواجهة التحديات الصعبة والمرونة في منح التأشيرات. كما طالبت الغرف التجارية بإيصال أصواتهن ومعاناتهن إلى أصحاب القرار لإيجاد حلول جذرية لمشكلات القطاع المتراكمة منذ سنوات طويلة، والتي تسببت في عزوف الكثير من سيدات الأعمال بالاستثمار في هذا المجال. المزيد من الصور :
مشاركة :