«الإعاقة الذهنية» تستحوذ على 50% من الحالات المسجلة للعلاج في «دبي لتطوير نمو الطفل»

  • 3/3/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أفادت هيئة تنمية المجتمع في دبي بأن عدد الحالات المسجلة حالياً في «مركز دبي لتطوير نمو الطفل»، المختص بالتدخل المبكر لعلاج الأطفال من أصحاب الهمم، يبلغ 48 حالة، وتمثل حالات الإعاقة الذهنية 50% منها، بالإضافة إلى أربع حالات يتم تقييمها وتشخيصها شهرياً من قبل المركز، وتحويلها إلى أحد مراكز العلاج المعتمدة من قبل الهيئة. وقال خبير قطاع التنمية والرعاية الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع في دبي، الدكتور حسين المسيح، لـ«الإمارات اليوم»، إنه «لا توجد قائمة انتظار لحالات الأطفال المطلوب علاجها، حيث تتبع الهيئة أسلوباً في التعامل مع الحالات، يضمن البدء في علاجها دون تأخر، وذلك في حال لم تتوافر إمكانية لدى المركز لاستقبالها، بسبب عدم توافر الوقت لدى المعالجين فيه». خدمة الاستشارات وتابع أن «المركز يدرس تلك الحالات من خلال خدمة الاستشارات والتقييم التابعة له، التي بدورها تعد تقريراً تشخيصياً عن الحالة، وتحولها للمركز المناسب لعلاجه وفقاً لنوع الإعاقة ووضعه الأسري، وبالنظر لكل العوامل المحيطة بظروفه الحياتية». وأضاف أن «فلسفة المركز تقوم على نظام التدخل المبكر من منظور اجتماعي يرى أنه جزء من منظومة أكبر منه مسؤولة تجاهه، تتكون من عناصر مختلفة تضم الأسرة والبيئة والحي والمنطقة والمدرسة، وكل المكونات التي تكوّن المجتمع الأكبر الذي يمثل الطفل جزءاً صغيراً منه». وتطرق حسين إلى مجموعة من الركائز التي تشكل الاستراتيجية التي يعتمدها المركز في معالجة الأطفال، والتي تتضمن وجوب علاجه في بيئته الطبيعية، بمعنى أن يتم تقييم الطفل والتدخل لعلاجه في مكانه وبين أفراد أسرته وفي محيطه الاجتماعي، بدلاً من إحضاره للمركز. وضرب مثلاً على ذلك بحاجة طفل إلى التدرب على صعود الدرج، بحيث يتم تدريبه على صعود الدرج في منزله وليس على الدرج داخل المركز. مشاركة الأسرة وأكد أن من بين الركائز مشاركة الأسرة في وضع خطة العلاج، وتحديد الأولويات والأهداف في تلك الخطة من وجهة نظرها، وكذلك تعليم الأسرة استراتيجيات التعامل مع الطفل، والتأكد من التزامها بتطبيق تلك الاستراتيجيات. وأشار إلى أن تقديم برامج العلاج للطفل يعتمد على درجة وعي وتجاوب الأسرة، ومدى تفاعلها مع فريق المعالجين في تطبيق برامج العلاج، بحيث تكون الأسرة جزءاً من العملية العلاجية منذ اللحظة الأولى. ولفت إلى أن العلاج في بيئة الطفل الطبيعية لا يعني الضغط على الأسرة التي لا تسمح ظروفها بوجود الفريق المعالج في المنزل، مضيفاً أنه في تلك الحالة يخضع الطفل لجلسات العلاج في المركز، لكن في أي فرصة متاحة للفريق المعالج أن يوجد في البيئة الطبيعية للطفل، سواء في البيت أو في البحر، أو في الحديقة، أو في المدرسة، أو في أي مكان آخر. الفريق المعالج وأشار حسين إلى ما يعرف بتقنية «عابر للتخصصات» التي يطبقها الفريق المعالج في تعامله مع الحالات، التي من خلالها يتم دمج كل الخدمات العلاجية المقدمة للطفل عبر التخصصات المختلفة في باقة واحدة، يقدمها معالج واحد تم تدريبه على تقديم تلك الخدمات، بدلاً من توجه فريق من أربعة معالجين لتقديم العلاج ثلاث أو أربع مرات أسبوعياً إلى منزل الأسرة. وشرح أنه إذا كان الطفل محتاجاً مثلا إلى علاج طبيعي، وإلى علاج تعديل سلوك، بالإضافة إلى تخصص ثالث، فإن ذلك يحتاج إلى فريق من مجموعة من التخصصات ليذهب إلى المنزل ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع، ما يشكل عبئاً على الأسرة، وبعض الأسر قد لا تتقبل ذلك، لذلك فإن تقنية «عابر للتخصصات» تقوم على تحديد معالج رئيس للطفل، ويتولى علاجه في التخصصات الأخرى، بعد أن يتم تدريبه من قبل المعالجين المختصين. وتابع أن من بين الركائز التي تقوم عليها فلسفة المركز، وجوب أن تتحول جلسات العلاج وتطبيق تقنياته إلى أسلوب حياة، وروتين يومي يعيشه الطفل في كل تفاصيل أنشطته الحياتية، بحيث لا تفوت عليه أي فرصة تعليمية وتدريبية، ما يضمن استفادته القصوى من العلاج. وشدد على أنه يجب أن يكون الطفل في حالة علاج متواصلة غير منقطعة، بخروجه من المركز أو بانتهاء جلسة العلاج في البيت. مهام الأسرة قالت أخصائي أول تحليل سلوك والقائم بأعمال مشرف وحدة التوحد بمركز دبي لتطوير نمو الطفل، رنيم أحمد عبيدات، لـ«الإمارات اليوم»، إنه من المهم عدم طلب مهام من الأسرة ليست لديها قدرة على تنفيذها، بمعنى عدم زيادة الأعباء النفسية والجسدية على الأم مثلاً، بالطلب منها أن تعلم الطفل مهارة العد في جلسة معينة. وتابعت أنه من الأمثل توجيهها إلى أن تعلمه العد خلال روتين الحياة العادي، بحيث تسهم تلك الطريقة في إعفائها من إيجاد الوقت للتعامل مع سلوكيات مبرمجة، بل تطبقها عبر مهارات الحياة اليومية. خطة العلاج قال أخصائي أول علاج طبيعي في مركز دبي لتطوير نمو الطفل، عبدالمنعم داوود، لـ«الإمارات اليوم»، إن «أي طفل في المركز يتم علاجه وفق خطة، تم وضعها وتحددت أهدافها وفقاً لمعلومات عن حالته، تم جمعها خلال جلستَي تقييم رئيسة، الأولى في المركز والثانية في المنزل، بالإضافة إلى البيانات الواردة في التقارير التشخيصية الأخرى المعتمدة من قبل جهات الاختصاص». وأشار إلى تدريب وتعليم أهل الطفل بدءاً من الوالدين والأجداد، وكذلك الأخوة بمن فيهم الأخ الصغير، كل حسب دوره، وحسب علاقته بالطفل، وحسب عمره وحسب قدراته، مضيفاً أنه يتم تدريب المساعدات بالمنزل أيضاً حتى وإن كان دورهم يقتصر على إطعام الطفل فقط. وتابع أنه يتم تقييم أداء كل واحد من أفراد الأسرة لقياس مدى تعلمهم والتزامهم بتطبيق تقنيات العلاج التي تم تدريبهم عليها، وفي كل جلسة يتم سؤالهم عن الصعوبات التي واجهتهم في تطبيق استراتيجيات العلاج.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :