نيودلهي - (أ ف ب): أثار شريط مصور للطيار الهندي الذي أفرجت عنه باكستان يوم الجمعة غضبا كبيرا في الهند أمس السبت، لأنه يظهره شاكرا السلطات الباكستانية، وذلك على خلفية حرب دعائية بعدما اعتبرت إسلام آباد أن الافراج عن الطيار هو «بادرة سلام» في الازمة الجديدة حول كشمير. في هذا الوقت، استمرت المواجهات أمس السبت بين البلدين مع إطلاق قذائف مدفعية وهاون. وقتل جنديان باكستانيان على حدود كشمير وفق ما افاد مصدر عسكري باكستاني. وكان اللفتنانت كولونيل ابهينندان فارثامان الذي أسقطت طائرته الميغ 21 يوم الاربعاء فيما كان يطارد مقاتلات باكستانية فوق كشمير عبر سيرا يوم الجمعة نقطة واجاه الحدودية بعد تأخير لساعات عدة عن الموعد المقرر أصلا. وشكل اعتقاله ذروة المواجهة بين القوتين النوويتين والتي اندلعت بعد هجوم انتحاري في 14 فبراير أسفر عن مقتل أربعين جنديا هنديا في كشمير. وبدا فارثامان مصابا في احدى عينيه مع وصوله الى الهند. وكان هبط بالمظلة من مقاتلته في الجانب الباكستاني من الاقليم المتنازع عليه. وتم نقله بعدها للخضوع لفحوص طبية قبل ان تستجوبه الاستخبارات الهندية. وقالت وسائل الاعلام الهندية ان الطيار عاد متأخرا لأنه «أجبر» على تصوير شريط مقابل الافراج عنه. ويشكر الجندي في الشريط الجيش الباكستاني لما يتصف به من مهنية ولإنقاذه من حشد باكستاني هاجمه لدى هبوطه. ويتهم وسائل الاعلام الهندية بإشاعة هستيريا حربية بين البلدين. وعرض الجيش الباكستاني الشريط على نطاق واسع. وقال رئيس الحكومة السابق في ولاية جامو وكشمير الهندية عمر عبدالله ان الشريط المصور شكل إخلالا بالتزام باكستان الافراج عن الطيار سريعا. وكانت إسلام اباد اعتبرت هذه الخطوة «بادرة سلام». وكتب عبدالله على تويتر ان الطيار «أجبر على تسجيل (الشريط) قبيل تسليمه» للهند. ووصفت وسائل الاعلام الهندية الشريط بأنه «مقيت» وينتهك المعايير الدولية لأسرى الحرب. كذلك، هاجمته مواقع التواصل الاجتماعي في الهند. لكن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي أكد أن بلاده لم تتعرض لأي «ضغوط» للإفراج عن الطيار، مشددا على «أننا لا نريد سوى السلام». ووقع مئات آلاف الباكستانيين عريضتين عبر الانترنت يطلبون فيهما ترشيح رئيس الوزراء عمران خان لجائزة نوبل المقبلة للسلام في ضوء قراراته وتصريحاته في إطار سعيه الى تهدئة الازمة مع الهند. وإذا كانت وسائل الاعلام الباكستانية رحبت بالإفراج عن الطيار لاحتواء التوتر مع نيودلهي، فإن البعض أبدى تحفظه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا السياق، قال غول بخاري احد معارضي الحكومة والجيش: «ليست فكرة جيدة. هذا الامر سينقلب» ضد باكستان. ومنذ بداية الاسبوع، قتل اثنا عشر مدنيا على جانبي الحدود في كشمير.
مشاركة :