يهمني -ككاتب إعلامي- استقرار بلدي، وسكينته، ورضا مواطنيه ومن يقيم فيه، ولا يعكر صفو هذا الاستقرار في مثل هذه الأوقات إلا زوابع الإعلام التي زعزعت دولاً، وقلبت أنظمة، وغيرت حكومات بين عشية وضحاها، وزير اقتصاد أو وزير زراعة أو أمين بلدية أو رئيس محكمة مسؤولون مسؤولية تامة عن معادلة الأمن والاستقرار ورضا الشعوب، فأي ثغرة أو مأخذ، أو تصريح غير محسوب قد يبلغ آفاق الأرض ويصنع منه المتربصون حدثاً جللاً، خاصة إذا لم يقابل ذلك بشيء من الوضوح أو الإبانة لتبدو جهود أولئك المزعزعين وكأنها حق وصدق. ولعلني أضرب مثلاً مشرقاً بمسؤول في منطقتي الباحة كان خير مثال على المسؤول الواعي المدرك دور الإعلام في وقتنا الحالي، وذلك عندما ضجت إحدى المحافظات بسبب الخوف من تلوث مصادر مياه المنازل وما رافق ذلك من إثارة للموضوع في مواقع التواصل، وكان لأحد الجروبات الإعلامية في الـ «واتسآب» مكون من عدد من الصحفيين تواصل مع إدارة المياه في المنطقة التي قامت بالموافقة على أن ينضم مدير علاقاتها العامة إلى «الجروب الواتسآبي» والإجابة على كافة الاستفسارات وتزويد جميع الصحفيين عبر إيميلاتهم بجهود ومشاريع تلك الجهة ليتم لاحقاً نشرها بطريقة لا يمكن أن يفعلها بيروقراطي حكومي يفر من الإعلاميين من مكتبه، ناهيك عن أن ينضم إلى مجموعة تواصل اجتماعية. هذا مثل على الجانب المضيء، أما المثل على الجانب الآخر الذي أحذر منه فهو تلك المقولة غير المحسوبة والمنسوبة لوزير التخطيط التي تناقلتها وضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي بأن «البطالة من زمن النبوة» ثم الركون إلى قول المتنبي: أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم. فأصبح الأمر يبدو على أن البطالة سُنة اندثرت يدعو إلى إحيائها الوزير!
مشاركة :