عبدالله بن زايد: القضية الفلسطينية جوهرية وملتزمون بدعم «الأونروا»

  • 3/3/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

توجه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في الجلسة الختامية لاجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، أمس، بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، لما تقدمه المملكة لدعم العمل الإسلامي المشترك. وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن القضية الفلسطينية جوهرية بالنسبة للأمتين العربية والإسلامية، والسعي نحو التوصل إلى حل شامل ودائم، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وقال سموه، في الجلسة الختامية للاجتماع السادس والأربعين لوزراء خارجية دول التعاون الإسلامي، إن المملكة العربية السعودية تدفع العمل الإسلامي المشترك، متوجهاً للمشاركين من وزراء الخارجية ورؤساء الوفود بالشكر على الوجود في جلسات المؤتمر ودولة النيجر لاستضافتها للاجتماع القادم. وأضاف سموه، أن منظمة التعاون الإسلامي أنشأت من يومها الأول لدعم وخدمة القضية الفلسطينية، وعلى رأسها قضية القدس الشريف، ونحن ملتزمون بمبادرة السلام العربية التي لاقت دعماً من الدول العربية ومن المنظمة، ولاقت أيضاً دعماً واسعاً من مختلف دول العالم. وقال سموه في المؤتمر الصحفي الذي عقد في ختام أعمال الدورة الـ46 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، إن دولة الإمارات ملتزمة بدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، مضيفاً سموه: ندعو المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته تجاه القضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين. وقال سموه: أبارك للجميع المخرجات التي أسفر عنها اجتماعنا والتي ستمكن العالم الإسلامي من تجاوز أزماته، وتؤمن مستقبلاً أكثر إشراقاً لشعوبنا. وقال سموه: شهدنا موافقة الدول الأعضاء على استحداث جائزة منظمة التعاون الإسلامي للأعمال والمبادرات الجليلة التي تخدم مبادئ وأهداف المنظمة، باعتبارها منبراً لترسيخ القيم النبيلة، وتقوية أواصر الوحدة والتضامن بين دولنا. ورحب سموه بقرار الاحتفال باليوبيل الذهبي لمنظمة التعاون الإسلامي والذي ينص على الإشادة بما قدمته المملكة العربية السعودية الشقيقة في كل هذه العقود من دعم وتعاون وفرص حقيقية لهذه المنظمة، أن تزدهر وتنمو ليس فقط في مجال العمل المشترك، ولكن أيضاً لخدمة شعوب المنظمة عبر العديد من المؤسسات، سواء كانت هذه المؤسسات تهتم بالجوانب الثقافية أم الاجتماعية أم الجوانب الإنسانية أم التنموية. وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد: ندعو الدول الأعضاء إلى ترجمة تنفيذ «برنامج العمل العشري» حتى عام 2025 إلى واقع ملموس، كما أشيد بقرار الدول الأعضاء بتخصيص يوم التاسع عشر من رمضان من كل عام والذي يتزامن مع ذكرى وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يوماً للاحتفال بجهود العمل التطوعي في العالم الإسلامي. وأضاف سموه: نص ميثاق المنظمة على احترام سيادة الدول واحترام حق تقرير المصير، وعدم الـتدخـل فـي الـشؤون الـداخـلية لـلدول الأعـضاء، واستقلال ووحدة أراضي كل دولة عضو في المنظمة والتزاماً منا بهذا النص، فإننا نرى أن أنواع التدخل كافة في الشؤون الداخلية للدول انتهاك لقواعد القانون الدولي ولمبدأ سيادة الدولة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي. وقال سموه: نود أن نعرب عن قلقنا الشديد من التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول عبر الخطاب الطائفي والتدخل السياسي والعسكري والثقافي الذي يقوض الأمن والاستقرار ويؤجج النزاعات الطائفية في منطقتنا. خطر الجماعات الإرهابية كما قال سموه: أجدد الموقف الجماعي للدول الأعضاء ضد الإرهاب بأشكاله وصوره كافة، ويساورنا القلق إزاء الخطر الذي تمثله الجماعات المتطرفة والإرهابية على استقرار الدول الأعضاء وأمنها وسلامة أراضيها، ونؤكد أهمية وضع التدابير التشريعية القانونية اللازمة لمواجهة هذه الآفة. وأكد سموه أن مكافحة التمييز والتحريض وخطاب الكراهية وتجريم التمييز بين الأفراد والجماعات، أساس من أساسات ديننا الحنيف، وإنْ كان هذا التمييز لأسباب الدين أو المذهب أو الملة أو الطائفة أو الأصل أو العرق أو الأصل الاثني، فهي جميعها قضايا نحتقرها، ونعتقد أنه لا بد أن تواجه بخطوات رادعة. تمكين المرأة وشدد سموه على أهمية تمكين المرأة، وذلك ليس بسبب أنه حق فقط، وإنما هو سبيلنا نحو التنمية، ونستذكر أهمية تنفيذ خطة عمل منظمة التعاون الإسلامي للنهوض بالمرأة وآليات تنفيذها الملحقة، بما فيها تمكين المرأة والقضاء على التمييز ضدها أو وضعها في مواقف قد تستغل بأي وجه من الوجوه أو يدفعها نحو الفقر أو نحو صحة غير مقبولة. مضيفاً: نرى أن تعزيز دور المرأة جهد يستحق منا الدعم والتركيز والعمل نحو مجتمعات آمنة ومطمئنة ونامية. وأشار سموه إلى أن الأسرة تتحمل المسؤولية الأولى عن رعاية الأطفال وحمايتهم وتنمية شخصيتهم، ونطلب من الدول الأعضاء نشر القيم الإسلامية ذات الصلة بالطفل والأسرة بشكل عام، وتحسين أوضاع الأطفال ورفاههم، وتوفير الاحتياجات البدنية والمعنوية الآمنة للأطفال المشردين واللاجئين، من خلال المساعدة في تعليمهم وصحتهم، واتخاذ التدابير اللازمة لحمايتهم من الأخطار الناجمة عن البرامج الإعلامية الضارة، ودعم البرامج التي تكفل تعزيز القيم الثقافية والأخلاقية للأطفال والأسر. وجدد سموه الشكر إلى معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وفريق الأمانة العامة على جهدهم وإخلاصهم لهذه المنظمة، مضيفاً: من خلالكم سنستمر مع شركائنا لدعم مسيرة المنظمة، ونحتاج منكم القيادة والرعاية. وتوجه سموه باسم رئيس وأعضاء المنظمة بالشكر إلى وسائل الإعلام على اهتمامها بتغطية الحدث، وقال سموه: نحن في غاية السعادة والامتنان لهذا الدور والتشريف الذي منحنا إياه من قبل منظمة التعاون الإسلامي باستضافة هذه الدورة التي تصادف مرور 50 عاماً على قيام المنظمة. ورداً على سؤال حول دعم منظمة التعاون الإسلامي لـ«الأونروا»، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إن قضية اللاجئين الفلسطينيين قضية جوهرية، مضيفاً سموه: في لقاء سابق شخصي لي مع مدير «الأونروا»، تحدثنا عن التحديات التي تواجه «الأونروا»، ونحن سعداء أن نرى المزيد من النشاط والعمل مع منظمة التعاون الإسلامي في السنوات الماضية. وأكد سموه أنه خلال السنوات الماضية، كانت منظمة التعاون الإسلامي هي الجهة الأساسية التي عملت على سد الفجوة التي حدثت العام الماضي في دعم «الأونروا» بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من تعهداتها تجاهها. وأضاف سموه: نرى أن المزيد من العمل مع المنظمة ضروري لكي لا يواجه إخوتنا وأشقاؤنا اللاجئون الفلسطينيون مشاكل، وأيضاً لا يتم استغلال أبناء الشعب الفلسطيني من قبل «شرذمة» لتغيير نهج ومسيرة الشعب الفلسطيني الذي ناضل خلال العقود الماضية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية. وقال سموه: فيما يتعلق بالحديث عن مشروع مزمع أن تتقدم به الإدارة الأميركية حول القضية الفلسطينية، فإننا لا يمكن أن نجيب على عرض لم نره، فيجب ألا نسبق أنفسنا بعرض متخيل من أي طرف. ورداً على سؤال حول تدخلات بعض الدول في شؤون دول المنظمة، أكد سموه أن ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي، نص بشكل واضح على أن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء مخالف للميثاق، مشيراً إلى أن الدول تتعامل مع بعضها بعضاً لحل خلافاتها بشكل سياسي، ونأمل من الدول التي تحترم تعهداتها أن تصل إلى قناعة أن هذا من مصلحة محيطها، وأيضاً من مصلحتها. وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد: إننا في دولة الإمارات ندعو إيران إلى أن تعيد النظر في سياستها، وتعيد النظر في رؤيتها الاستراتيجية، فهل هي تريد أن تكون عامل سلام واستقرار أو عامل فساد وخراب وفوضى؟ عودة سوريا للجامعة العربية وأضاف سموه أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية تحتاج لقرار من الجامعة، ولا أرى خلال الوقت الحالي، أي مشروع لعرض هذا القرار أمام الجامعة العربية قبل القمة. وحول مشاركة الهند ضيف شرف في الدورة الـ46 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، قال سموه: إننا أرسلنا رسالة واضحة وإيجابية للهند والشعب الهندي بأننا نقدر العلاقات مع الهند، ونتطلع قدماً لتوثيق وتعزيز العلاقة إلى نقطة تمكننا من أن نحتضنها في منظمة التعاون الإسلامي. وقال سموه، إن وجود الهند ضيف شرف شكل لحظة تاريخية لمنظمة التعاون الإسلامي والهند. وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، قد ترأس أعمال الجلسة الختامية للدورة الـ46 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي. وتوجه سموه، خلال الجلسة الختامية، بالشكر إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وفريقه على جهودهم المخلصة لتعزيز دور المنظمة، كما تقدم بالشكر إلى جمهورية النيجر لتكرمها باستضافة الدورة الـ47 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي. وأعرب سموه عن أمله أن يكون «إعلان أبوظبي» الذي أصدرته الدورة الـ46 من مجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي رافداً من روافد العمل الإسلامي المشترك.

مشاركة :