توغلت قوات سوريا الديموقراطية، اليوم السبت، في آخر معقل يسيطر عليه تنظيم داعش الإرهابي في شرق سوريا ما ينذر بهزيمة وشيكة للتنظيم. وقرية "الباغوز"، الواقعة على ضفة نهر الفرات بشرق سوريا، هي آخر جيب يتحصن فيه مقاتلو التنظيم المتشدد. واتحدت قوات محلية ودولية لمواجهة التنظيم المتشدد بعد احتلاله لأراض في هجمات خاطفة بسوريا والعراق عام 2014. وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، خرج الآلاف من أتباع ومقاتلي داعش ومن المدنيين من مجموعة صغيرة من القرى والأراضي الزراعية الواقعة بمحافظة دير الزور شرق سوريا. وكان هؤلاء تقهقروا إلى "الباغوز" مع طرد التنظيم تدريجياً من الأراضي التي كان يسيطر عليها. وعرقلت مغادرتهم الهجوم الأخير حتى مساء أمس الجمعة عندما قالت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إنها تقدمت ولن تتوقف حتى إلحاق الهزيمة بالمتشددين. وقال مصطفى بالي مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديموقراطية لرويترز إن القوات تتوقع أن تنتهي المعركة "قريباً". وأضاف أن القوات توغلت من جبهتين داخل الجيب الصغير في "الباغوز" بأسلحة متوسطة وثقيلة. وقال عدنان عفرين القائد في قوات سوريا الديموقراطية إن مسلحي داعش ردوا بالصواريخ والطائرات المسيرة وإن سبعة من مقاتلي القوات أصيبوا حتى الآن. وكانت قوات سوريا الديموقراطية قالت في وقت سابق إن هناك عدة مئات من المقاتلين في "الباغوز" أغلبهم أجانب. وقال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إن هؤلاء الباقين هم الأكثر تشدداً. وتأجل الهجوم الأخير لقوات سوريا الديموقراطية على الجيب لأسابيع بسبب استخدام المتشددين المكثف للأنفاق وللدروع البشرية. ولم تستبعد القوات احتمال تسلل بعض المتشددين إلى خارج الجيب وسط المدنيين. عندما وصل مراسلون لمشارف القرية في حدود منتصف اليوم السبت، شاهدوا أعمدة من الدخان تتصاعد من الداخل لكن المشهد بدا هادئاً. وحلقت طائرات حربية فوق المنطقة لكن لم تقع ضربات جوية وقتها. وقال متحدث باسم التحالف، الذي يدعم قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها الأكراد، إن من السابق لأوانه تقييم تقدم المعركة "لأنه موقف معقد يتضمن العديد من المتغيرات". وقال قائد القوات يوم الخميس إنها ستعلن النصر بعد أسبوع، وهو ما تناقض لاحقاً مع تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن القوات استعادت السيطرة على كامل الأراضي التي كانت تحت سيطرة داعش. ولواشنطن نحو 2000 جندي في سوريا ومهمتهم الأساسية دعم قوات سوريا الديموقراطية في قتالها ضد التنظيم الإرهابي. وأعلن ترامب في ديسمبر الماضي سحب جميع القوات، لكن البيت الأبيض تراجع جزئياً عن ذلك الشهر الماضي، قائلا إن نحو 400 جندي سيبقون هناك. وخلال الشهور الثلاثة الماضية، غادر نحو 40 ألفا من مختلف الجنسيات الأراضي التي كان يسيطر عليها المتشددون، مع سعي قوات سوريا الديموقراطية إلى طردهم من كل الجيوب الباقية. وتجاوز عدد من خرجوا من "الباغوز" التقديرات المبدئية. وقال عفرين يوم الخميس إن كثيرين منهم كانوا يلوذون بكهوف وأنفاق تحت الأرض.
مشاركة :