هند وحصة: نبدع تحفاً عصرية مستوحاة من التراث

  • 3/3/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

سعياً للحفاظ على التراث الشعبي والهوية المحلية، وجدت كل من هند العامري وحصة سعيد طريقهما نحو بلورة المفردات التراثية وإعادة بثها مجدداً بصورة وشكل يواكب نمط الحياة العصرية، فأطلقتا مهاراتهما الحرفية، وبراعتهما في إعادة تدوير الخامات والقطع التراثية، وتحويلها إلى تحف فنية مبتكرة وغير تقليدية، وكرستا جهودهما في عمل ورش ودورات وأنشطة فنية تعريفية في كيفية الحفاظ على مفردات التراث، وجعلها قطعاً يمكن تداولها في الحياة اليومية. طريقة مبتكرة تقول هند العامري: لا يمكن أن ينفصل الفرد عن تراثه الذي يشكل هويته وثقافته، ويستدل من خلاله على نهجه في التعاملات بشتى أنواعها، فهو قيمة اجتماعية وفنية وعلمية وتربوية، كما أنه يعد المكون الأساسي لظهور الحضارات التي اختصت بها الشعوب عن غيرها، فالتراث سواء المادي أو الشفاهي له أهميته واستدلالاته التي نبني على أثرها واقعنا ومستقبلنا، فنحن لا نستطيع أن نغيب التراث على حساب الحاضر، نتيجة اللهث خلف الحياة العصرية التي تفقد جماليات الهوية المحلية وطابعها الشرقي، لذا لابد من الربط بين الماضي والحاضر لنكوّن رؤيتنا للمستقبل، وفق منظور الهوية المحلية، وكل هذه الأمور كانت تثير رغبتنا في كيفية إعادة تشكيل وبلورة المفردات التراثية وإعادة بثها بحلة جديدة وبطريقة مختلفة ومبتكرة أقرب ما تكون إلى قطع فنية يتم تداولها كتحف تعبر عن ماضينا. وتتابع العامري: استثمرت براعتي وموهبتي الفنية، في كيفية التعاطي مع أي قطعة تراثية بطريقة مختلفة، وإظهارها بصورة متجددة، من خلال استخدام الخامات التقليدية، لأطلق العنان لمخيلتنا والمزج بين الماضي والحاضر، فالهدف هو كيفية عرض الثقافة والتراث الإماراتي بطريقة معاصرة جذابة. لمسة عصرية وتؤكد العامري أنها اعتمدت على خامات تراثية تم مزجها مع بعض الخامات القابلة للتدوير وتزويدها ببعض الإكسسوارات التي تضيف لمسة عصرية، كعمل تشكيلات وإضافات بمواد إسمنتية لإعطائها صلابة ومتانة، مع محاولة إدخال بعض التقنيات الكهربائية كالإضاءات، ليتحول العمل أو النموذج إلى قطعة وظيفية، ومنها على سبيل المثال، دلة القهوة العربية التقليدية التي تم تحويلها إلى دلة كهربائية، وأصبحت لوحة تراثية مضيئة، كما استخدمت الحبال التقليدية في أعمال فنية عديدة، وأدخلنا تقنيات فنية عديدة مثل الطباعة، وفن الديكوباج وأيضا عمل فازات من النباتات الطبيعية مستوحاة من البيئة التراثية. وتضيف العامري: دائماً أترك العنان لمخيلتي في رسم أبعاد أي قطعة تراثية، وأضع الخطوط الرئيسة لفكرة العمل، وأوفر الخامات المناسبة لها، وأحدد ألوانها، وأحيانا أستعين ببعض الأفكار الحديثة وأسقطها على المنتجات التراثية لتظهر بالصورة العصرية الجذابة. عشق التراث وتضيف حصة سعيد التي تشارك هند العامري في مشروعها الفني، الذي يعنى بالتراث وتطويره، قائلة: من منطلق استخدام القطع التراثية بأسلوب عصري، ونتيجة عشقي للتراث، ورغبتي في إظهار مفرداته بشكل يتناسب مع حياتنا العصرية، أنشأنا هذا المشروع الفني الذي نمارس تحت مظلته أعمالنا الحرفية وتطويع القطع التراثية، إلى جانب تقديم دورات وأنشطة فنية عديدة في المدارس والمناسبات التراثية والوطنية، وقد تعاهدنا على مواصلة الطريق وتقديم أفكار مبتكرة، تصب في خدمة التراث والهوية المحلية، فقد تم استخدام الإضاءات التقليدية القديمة كالفنر، الذي تم تحويله إلى حوض للأسماك، وغير ذلك الكثير من الأعمال الفنية الأخرى، التي يختلف تصميمها باختلاف الفكرة.

مشاركة :