نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء الماضي الموافق 26 فبراير محاضرة بعنوان « تاريخ علاقة البوسنة والهرسك في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي « للسفير البروفيسور ياسين رواشده وأدار الحوار الأستاذ علي الفردان . وقد بدأ البروفيسور الأمسية بتوضيح تقسيم دول البلقان بعد تداعي الدول العظمى في مؤتمر برلين عام 1878 لتقسيم ما تبقى من الدولة العثمانية في الجزء الأوروبي من العالم وتضم البوسنة وكرواتيا وسلوفينيا لتنظم تحت انتداب الامبراطورية النمساوية لتبدأ جذور التوتر من ذلك المؤتمر في برلين , كما حصل في مؤتمر اتفاقية سايكس بيكو من تقسيمات في العالم العربي. لينتقل البروفيسور للحديث عن مدى عظم وأهمية انهيار الاتحاد السوفيتي وقد ذكر عدم شعور منطقة الخليج العربي بالتأثير الكبير لذلك الحدث وذلك لانشغالها في الوقت ذاته بمؤامرة الغزو العراقي لدولة الكويت , فقد كانت روسيا منتج كبير للنفط والغاز وتجد من المفيد فقد المناطق الأخرى المنتجة للنفط أن تكون غير مستقرة لتستفرد بالأسواق العالمية لبيع النفط والغاز.وقد تحدث البروفيسور بشكل مسهب بما يخص دخول الدولة العثمانية لدول البلقان والاستيلاء على الحكم فيها وكان من أبرز الأحداث التي واكبت هذا الحدث وضع السلطان في الدولة العثمانية لشروط للدخول للإسلام لضمان دخول الدين الإسلامي عن قناعة تامة ومن هذه الشروط كانت الثقافة والتعلم والجاه ولذلك كان المسلمين في دولة البوسنة هم المثقفين والكتاب والبارزين من الشعب وهم سكان المدن المتحضرين منذ دخول الدولة العثمانية للبوسنة. كما تميز أهل البوسنة قبل دخول الدولة العثمانية باتخاذ طريق ثالث للمسيحية أقرب للإسلام من مثيلاتها. وفي الختام أشار البروفيسور إلى معارك البوسنة والهرسك التي بدأت صربيا في اشعال جذوتها برغبتها في احتلال البوسنة وكرواتيا باستغلال انشغال العالم بانهيار جدار برلين فبدأت صربيا بنشر واستخدام السلاح الأعلامي لإقناع العالم بالحقد اتجاه الإسلام والمسيحية , ودعا البروفيسور لضرورة وأهمية الاستفادة من التاريخ وما مر من أحداث وغرس أهمية بناء العلاقات والأواصر بين هذه المناطق وقد أشاد البروفيسور بمواقف دول مجلس التعاون الخليجي ومملكة البحرين على وجه الخصوص على مواقفها الداعمة للبوسنة ومواقف المملكة العربية السعودية حيث ترأس الملك سلمان اللجنة العليا للتضامن مع البوسنة بعد الحروب وإنشاء مركز ثقافي وجامعة.
مشاركة :