أكد رئيس مجلس إدارة الأوقاف السنية الشيخ د. راشد الهاجري أن مملكة البحرين في عهد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة تشهد نهضة كبيرة في العلوم الإسلامية والإنسانية ونشر ثقافة التعايش والوسطية والتسامح بين شرائح المجتمع كافة.جاء ذلك في افتتاح الندوة الأولى للوسطية في الخطاب الديني التي بدأت صباح أمس الأحد، بمركز عيسى الثقافي، تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل خليفة وتنظمها إدارة الأوقاف السنية، بحضور وكيل الوزارة للشؤون الاسلامية د. فريد المفتاح، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ عبدالحسين خلف العصفور، وحشد من المسؤولين بالشؤون الاسلامية وأعضاء المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية والجهات المعنية. وتقام الندوة على مدى يومين، وتستعرص 16 بحثًا مقدمًا من أكاديميين بجامعات البحرين والعلوم التطبيقية والأهلية. وثمّن الهاجري في كلمته قرار جلالة الملك بإنشاء كلية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة لتدريس العلوم الشرعية، لتكون رافدًا من روافد الوسطية والاعتدال في المملكة.وتهدف الندوة إلى ابراز أهمية الوسطية في الخطاب الديني في الواقع والحياة، وفتح المجال أمام المختصين لتقديم مرئياتهم حول تفعيل الخطاب الديني الوسطي وبيان آثاره، وتحرير القضايا المتعلقة بالخطاب الديني مما علق بها. وقد بدأت الجلسة الافتتاحية للندوة بكلمة من رئيس مجلس الأوقاف السنية، ثم عرض مرئي يوضح جهود إدارة الأوقاف السنية في تعزيز الأمن الفكري والوسطية في المجتمع، ثم تكريم الجهات المشاركة والمانحة.منصور: لا يوجد دين على وجه الأرض احترم وكرّم الإنسان مثل الإسلام وتمحورالمحور الأول للجلسة العلمية الأولى للندوة حول معالم ومقاصد الوسطية في الخطاب الديني، برئاسة عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ د.عبداللطيف آل محمود، وشارك فيها استاذ التفسير وعلوم القرآن والدراسات الاسلامية بجامعةالبحرين د.أنور إبراهيم منصور بورقة بحثية بعنوان «معالم وسطية الخطاب الديني كما رسمها القرآن الكريم»، إذ ركز على إبراز الجوانب التأصيلية النظرية للخطاب الديني الوسطي ومعالمه القرآنية، وبرهن عليها من خلال الشواهد لتكون نبراسًا للدعاة وتأسيسًا للخطاب الديني المعتدل.وخلص د. أنور الى انه لا يوجد دين على وجه الارض احترم وكرم الانسان مثل الاسلام.من جانبه، تناول الخطيب بإدارة الاوقاف السنية الشيخ فايز الصلاح ورقة بحثية بعنوان «الخطاب الديني بين الوسطية والانحراف»، فاستعرض خمسة محاور؛ مقدمة تعريفية وتجديد الخطاب الديني وصفات المخاطب وأصول في التعامل مع المخاطبين ومعالم في الخطاب الوسطي.وأوضح الصلاح مفهوم الخطاب الديني والوسطية، لافتًا الى ان تجديد الخطاب الديني أطلقته الكثير من الدول والمؤسسات المعادية للاسلام، موضحًا ان التجديد متفاوت في مقاصده ووسائله. أما الورقة البحثية الثالثة بالجلسة الاولى فجاءت معنونة بـ«وسطية الخطاب الديني في كتابات المستشرقين» طرحها استاذ الحديث المساعد بقسم اللغة العربية والدراسات الاسلامية بجامعة البحرين د.سمير محمد عبيد، مؤكدًا ان الاسلام جاء رحمة للعالمين وحث المسلمين على حسن التعامل مع غيرهم، مشيرًا الى أن أعداء الاسلام يستغلون ضعف الأمة لإشاعة أن تشدد بعض ابنائها بسبب تمسكهم بالاسلام، وفي المقابل شهد عدد من كبار المستشرقين بسماحة الاسلام ورحمته ووسطيته.وشدد عبيد على أن العصور الاولى للاسلام حققت الوسطية في اكمل تطبيقاتها، منها اظهار الابوة والآدمية وإكرام الضيف والمؤاخاة بين المهاجرين والانصار، والشورى والتضحية والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، لافتًا الى ان بعض المستشرقين يرون أن التسامح والاخلاق إنما تعلمها الاوروبيون من تعايشهم مع المسلمين في الاندلس؛ لأنهم لم يعرفوها قبل ذلك. وبيّن عبيد أن قيم الأمم تظهر في عهود قوتها لا في ايام ضعفها؛ لأن أفعالها عند قوتها تصدر عن اختيار لا عن قهر، لذا يفضل البحث عن وسطية الاسلام وسماحته في فترات قوة الاسلام. وتناول استاذ العقيدة والفكر الاسلامي بكلية الحقوق بجامعة العلوم التطبيقية د.مراد الجنابي ورقة بحثية معنونة بـ«أهداف الوسطية وأثرها في الخطاب الديني»، إذ أشار الى ان الوسطية لا تترك نظامًا من أنظمة الحياة ولا قانونًا من قوانين الكون ولا جانبًا من جوانب حضارة الإسلام إلا وتنوعت اهدافها، فضلاً عن أن لها اهتمام ملحوظ في قضية توحيد الصف وجمع الكلمة، ولها عناية كبيرة في التطور العلمي والتقني ونهوض العامل الاقتصادي وفي مجال التربية الروحية الاسلامية والتركيبة الاسلامية الضرورية، كما ان لها هدفًا عامًا وهو إسعاد الانسانية وتأمين الحياة الطيبة لهم. وناقش محور الجلسة الثانية للندوة الظــواهر المهـــددة لوسطية الخــطاب الديني، وتــرأس الجلسة عضــو محكمة الاستئناف العلــيا الشرعيــة الشيخ د. فيصل بن عبدالله الغرير.
مشاركة :