د. الغبرا في “حراك” د. قاسم: المصالحة ضرورية في مصر وإلا ستتحوّل إلى “دولة فاشلة”

  • 2/28/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور شفيق الغبرا أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت إن لدى وسائل الاعلام الغربي أجندة موضوعة مسبقا وأحادي الاتجاه ، وهناك قنوات إعلامية تضخم الأحداث وتحرض على المسلمين والعرب ، مؤكدا ان هناك قوى تدفع في ذلك الاتجاه ، وأن التمويل لبعض القنوات الإعلامية في الغرب تأتي من دوائر ليست بعيدة عن إسرائيل تدفع في اتجاه صدام الحضارات بين خاصة بين الحضارة الإسلامية والغربية وطالب الدكتور شفيق الغبرا في الحلقة الاخيرة من برنامج حراك مع الإعلامي الدكتور عبد العزيز قاسم والتي جاء تحت عنوان (الإرهاب ونفاق التعاطي الإعلامي الغربي بأن يتم توسيع التحالفات بين العرب وبين الجهات الحقوقية والأصوات المنصفة في الغرب حتي يتم توصيل وجهة نظر المسلمين والعرب والتصدي للانحياز ضد الاسلام او استمرار ظاهرة ( الإسلامو فوبيا) ، مشيرا الي وجود تحالفات في الغرب تضم حتي اصوات من اليهود تعارض الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين وهذه الاصوات يمكن التعاون معها وتوسيع العلاقة معها . إلا أن الدكتور الغبرا قال إنه بالتأكيد فإن الغرب يعيش ديمقراطية نتمناها في الدول العربية وفي الشرق ، ولكن هذه الديمقراطية ديمقراطية للداخل الغربي ، ولكن عندما يتعلق الامر بالتعامل مع الاخر فإن المعايير تختلف . مؤكدا أن الصراع ضد الهيمة لا يعني ان الغرب لم يعد ديمقراطيا ، لكن القانون الامريكي أنشأ حالة توضع من خلالها  فيها بعض الفئات في دائرة الشك ومنها العرب والمسلمين حتي ولو لم يصدر منهم أي فعل ، فإذا صدر فعل معين منهم يتم التعامل معهم بشكل فيها تعميم وإسقاط على جميع العرب والمسلمين . وسائل الإعلام في الغرب لديها أجندة تحرض على المسلمين والمستفيد إسرائيل واعتبر الدكتور الغبرا أن المشكلة في الغرب وفي معالجة وسائل الاعلام الغربية لظاهرة العنف الواقع على المسلمين لا يقتصر على المسلمين فقط ، بل يمتد ليشمل كل الاقليات المهمشة والضعيفة في المجتمعات الغربية . أشار الدكتور الغبرا إلي إشكاليات تعاني منها المجتمعات الغربية مثل إشكالية اللون وإشكالية العنصرية ، وإشكاليات أخرى ، وكل هذه الاشكاليات تنعكس على أي حادثة تقع من مسلمين أو على مسلمين ، فعندما تقع حادثة من مسلمين يتم تصويرها على أنها حادث إرهاب ويستدعي صورة الإرهابي المسلم ، وعندما تقع على مسلم من شخص غربي أبيض فتكون الحادثة مجرد عمل فردي . وهو ما حدث في نورث كاورلينا عندما قام متعصب امريكي ملحد بقتل 3 من المسلمين اثنين منهم من النساء ، وتعاملت وسائل الاعلام الغربية بشئ مع التجاهل مع هذا الحادث على خلاف ما حدث في فرنسا عندما اصطف زعماء العالم بجوار الرئيس الفرنسي عقب حادث الاعتداء على الصحيفة الفرنسية المعروفة . داعش والقاعدة واعتبر د الغبرا أن المشكلة تتعلق بوضع المسلمين في إطار معين وبناء على معطيات هذا الاطار يتم التعامل مع أي حاث يقع منهم أو عليهم . وأن هناك تاريخ من التمييز والعنصرية فيما يتعلق بتعامل وسائل الاعلام الغربي مع العرب ومع المسلمين ، مشيرا إلي أنه بعد 14 عاما من اعلان الحرب على الارهاب عقب حادث 11 سبتمبر لا نزال في نفس بداية الحرب ، بل ، وظهرت داعش الأسوأ من القاعدة . وأكد الدكتور الغبرا أن إسرائيل تلعب في كل الاحوال دور المحرك لهذه الكراهية والعنصرية تجاه العرب والمسلمين وتعلب باستمرار دور المحرك للعنف والكراهية في المنطقة لانها لا تريد لها استقرار ولا استقلالية ، وهو ما يتضح أيضا من الصراع الاسرائيلي مع تركيا ومع إيران . الثورة السورية ويشير الدكتور الغبرا إلى حالة الثورة السورية ، ويقول إن سوريا لو كانت في مكان اخر من العالم لتعاملت أمريكا مع الثورة السورية بشكل مختلف ، ويقول الغبرا أن داعش بنت الاستبداد في سوريا ، وإذا كانت داعش تقوم بجرائم فإن النظام السوري يقوم بجرائم أشد وأكبر ، والميلشيات التي تدخل العراق كل يوم تقوم بجرائم لا تقل عن جرائم داعش ، ويتساءل الدكتور الغبرا : ( كيف ستجد حل لداعش تترك حالة الغلين في سوريا ؟ ) معتبرا أن داعش نتيجة وليست الأصل ، وما يتعلق بظهور داعش من حاضنة شعبية نشأت فيها ، لان السكان في مناطق داعش لجأت لها هروبا من القمع والعنف الذي يمارسه النظام ضدهم . أمريكا ستدفع ثمنا باهظاً لسياستها ضد العالم العربي وسيدفع معها العرب أيضا وقال الدكتور الغبرا ان امريكا ستدفع وسيدفع معها العالم العربي ثمنا باهظا للتعامل الخاطئ مع ظاهرة داعش وغيرها ، كما دفعت الولايات المتحدة ثمنا باهظ في العراق وافغانستان حيث تحملت الخزينة الامريكية 3 تريليون دولار ولم تحصل امريكا الا على انتصار شكلي في نهاية المطاف لتبدأ الحرب من جديد وتتجدد مرة أخرى ، وإن لم يستبعد الدكتور الغبرا أن يكون هناك مصالح خلف استمرار الحرب المزعومة ضد الارهاب بأن تظل مصانع الاسلحة في حالة انتعاش وبيع المزيد من الأسلحة لدول المنطقة . وقال الدكتور الغبرا أن تجربة الربيع العربي كانت ضرورية وكانت ستقع في كل الاحوال ، لكن الثورات لا تنتج ديمقراطيات بل تنتج إقصاء ، والاقصاء ينتج عنه إقصاء ، ثم يستمر الصراع حتي تستقر الدول والديمقراطيات ، وأشار إلي أنه حتي من خلال الانتخابات الحرة فإن هذه الانتخابات الحرة في اوربا خلال حقبة معينة جاءت بأنظمة فاشية أو نازية . الربيع العربي إلا أن الدكتور الغبر قال إن تجربة الربيع العربي أظهرت أن النخبة السياسية في الدول الملكية بما فيها بلدان الخليج لديها من المكاسب والحريات ما لا تملكه الصفوة السياسية في الدول الجمهورية ، وأن التقاليد القبلية ونجاح النظم الملكية في التعامل مع الاوضاع القبلية حمى هذه المجتمعات مما حدث في بلدان عربية أخري تحت نظم جمهورية . أشار الدكتور الغبرا أنه مع وقوع الربيع العربي التف المواطنون حول حكوماتهم في الخليج ، لكن مع ذلك فهناك ضرورة لمزيد من الإصلاح ، فعلينا أن نتحمل المزيد من النقد وأن نقبل المسائلة ، وأن تصل مجتمعات الخليج لدرجة من الانفتاح والقبول بالتعدد حتي نصل للديمقراطية . وأكد الدكتور الغبرا أن الحالة الخليجية قادرة على أن تحد لنفسها حالة من التقدم للأمام ، خاصة مع الأخذ في الاعتبار أن هناك ثورة تحفظ للأجيال القادمة حقها في الحياة الكريمة وتحميها من الوقوع ضحية التطرف . كما أكد الدكتور الغبرا أن قضايا مثل حقوق النساء أو الاصلاح السياسي تتفاوت أولوياتها من دولة خليجية لاخري ، لكن حتي مع قضايا مثل مكافحة الفساد ، فإن إقامة دولة القانون والمسائلة والاصلاح السياسي سوف يخفف من الفساد ويقلل أي احتمال لظهور حالات للضعف السياسي في بلدان الخليج ، خاصة أن هذه البلدان حققت درجة من التقدم في التعليم وقطعت شوطا كبيرا من الاصلاح الحالة المصرية وحول الازمة في مصر حذر الدكتور الغبرا من أن مصر قد تتحول إلي دولة فاشلة إذا استمرت في مسارها الحالي ، وقال الدكتور الغبرا أنه بمقدور دول الخليج وتركيا الضغط من أجل التوصل لحل للوضع في مصر ، وأن الوصول لححل في مصر يتطلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن يفسح المجال لمصالحة ، معتبرا أن الجيش الذي يمثل الدولة العميقة في مصر سيبقي وليس مطلوبا أن يتم اقصائه ، ولكن أيضا الاسلاميين والاخوان لا يمكن ان تختفي بسجن 30 ألف او 40 الف . وقال الدكتور الغبرا ان الاوضاع في مصر مرت بأكثر من مرحلة منذ الثورة ومرورا بمرحلة المجلس العسكري ثم انتخاب الرئيس محمد مرسي ثم الانقلاب العسكري الذي كان مصحوبا بتأييد شعبي ، لكن لم يلبث أن شهدت مصر حالةم من العنف ضد الاسلاميين وطالت حتي النشطاء ، كما أن التسعف في سيناء سوف ينتج عنه المزيد من العنف . يمكن بناء تحالفات مع الأصوات المنصفة في الغرب للدفاع عن قضايا العرب وطالب الدكتور الغبرا بأن يتم إطلاق سراح السجناء السياسيين في مصر وعلى رأسهم الاخوان المسلمين ، وتساءل عن ما هي تهمة التخابر مع حماس ؟! وهى التهمة الموجهة للرئيس المصري المعزول محمد مرسي . وحذر الدكتور الغبرا من أن استمرار انغماس الجيش المصري في السياسة سوف يؤدي إلي إضعافه ، كما أن تورط الجيش المصري في ليبيا سوف يؤدي إلي سيناريو لا يعلمه أحد قد يكون مثل سيناريو ما حدث للجيش المصري في اليمن ثم حدثت الهزيمة العسكرية له في 1967 ، وقال إنه لا يمكن لدول الخليج أن تتخلي عن مصر ، لكن يمكن أن تطلب من الحكومة المصرية تحقيق اشتراطات معينة تتعلق بحقوق الإسان والبدء بعملية مصالحة وإلا سيكون مصير مصر هو أن تتحول لدولة فاشلة وهو ما لا يريده أحد . مجلة ووردبريس

مشاركة :