أكدت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، موقف دولة الإمارات التاريخي الداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، والإدانة بأقسى العبارات لكل الإجراءات والممارسات الإسرائيلية الاستفزازية سواء في القدس أو في غيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة مشددة على أن القضية الفلسطينية تبقى قضية العرب المركزية الأولى رغم كل الشواغل والمشاغل، الداخلية والخارجية لدولنا العربية. جاء ذلك في كلمة لمعاليها اليوم، خلال مشاركتها في المؤتمر التاسع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي، المنعقد في العاصمة الأردنية عمان، تحت شعار "القدس العاصمة الأبدية لفلسطين"، بحضور رؤساء البرلمانات والمجالس العربية. ولفتت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي إلى ضرورة أن نضع شعار هذا المؤتمر بوصلة لعملنا، ومبدأ راسخاً يؤكد الدعم العربي المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني، في ظل المحاولات الإسرائيلية الحثيثة لعرقلة جهود السلام والتنصل من الالتزامات الدولية وانتهاك الأعراف والقوانين الدولية، من خلال السعي المستمر للمساس بالوضعية التاريخية والقانونية للقدس، خاصة في ضوء تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 2018 قراراً بأحقية الشعب الفلسطيني في الحصول على حماية دولية. وقالت إننا بأمس حاجة إلى جعل قيم ومبادئ التسامح والأخوة الإنسانية التي تضمنتها وثيقة "الأخوة الإنسانية" دستور عمل في مؤسساتنا البرلمانية، ومؤسسات المجتمع المدني، والمدارس والجامعات، ومؤسسات الشباب والأسرة والطفولة، ومن الضروري أن تُترجم مبادئ الأخوة الإنسانية إلى مناهج تربوية وتعليمية وسياسات وخطط وبرامج عمل. وأكدت معاليها تمسك دولة الإمارات العربية المتحدة بسيادتها على جزرها الثلاث التي تحتلها إيران (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) يبقى أحد أهم ثوابتنا، وتبقى جزرنا أولوية مطلقة في عملنا، ونؤكد موقف دولتنا بشأن ضرورة إنهاء إيران احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث عبر تسوية سلمية، إما بالمفاوضات المباشرة الجادة، أو التحكيم الدولي، ونحن إذ نشير إلى صدور العديد من القرارات البرلمانية العربية المعبرة عن التضامن العربي التام والمطلق مع دعوة الإمارات في هذا الشأن، إلا أن إيران مازالت على موقفها الاستعلائي في رفض الدعوات الإماراتية والعربية بشأن إنهاء احتلال هذه الجزر الإماراتية العربية، التي ستبقى أحد أهم الملفات التي تجسد سوء النوايا الإيرانية والرغبة في ممارسة الهيمنة وبسط النفوذ وانتهاك مبادئ القانون الدولي. ودعت معاليها إلى تعزيز مبدأ السيادة الوطنية من خلال رفض التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية لأوطاننا العربية أو إثارة الفتن والانقسامات والاضطرابات، من خلال الميلشيات الطائفية المسلحة، حيث تسعى بعض القوى الاقليمية، وفي مقدمتها إيران إلى تقويض أمن المنطقة عبر نشر الفوضى والعنف والطائفية ، ونلحظ جميعاً الآثار المدمرة للتدخل الإيراني في دول عربية عدة، ونخص بالذكر ما تقوم به إيران في اليمن الشقيق من تزويد ميليشيات الحوثي الانقلابية بالصواريخ والأسلحة والطائرات المسيرة، مما أسهم في إطالة أمد الأزمة اليمينية، وتفاقم الوضع الإنساني للشعب اليمني الشقيق وصعوبة القيام بتقديم المساعدات الإنسانية للأشقاء في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين. واعتبرت معالي الدكتورة القبيسي إن المشهد العربي في مجمله يوضح حجم التحديات والظروف التنموية الصعبة التي تواجه الأمن القومي العربي والعمل العربي المشترك، وهي تحديات تتسم بالتشابك والتعقيد، ولكن التجربة علمتنا في دولة الإمارات أن المستحيل كلمة لا توجد في قاموس الطموحين، فدولة الإمارات تتهيئي للمستقبل منذ سنوات طويلة"، و"قد نجحنا في دخول الألفية الثالثة ونحن أكثر ثقة بالنفس وأكثر قدرة واستعداداً للتفاعل الإيجابي مع المستجدات العالمية". ولفتت معالي الدكتورة القبيسي إلى أن الدراسات تؤكد أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي سوف تسهم في اقتصادات دول الشرق الأوسط مشيرة إلى أن المجلس الوطني الاتحادي شكل "لجنة المستقبل" لتواكب توجهات دولة الإمارات في هذا الشأن. وحذرت معالي الدكتورة القبيسي من تحدي الإرهاب والتطرف باعتباره أحد معوقات التنمية في منطقتنا العربية، داعية إلى العمل على مكافحة هذه الآفة وفق مسارين متلازمين ومتوازيين أحدهما يعتمد على المواجهة الأمنية والعسكرية، والآخر يعتمد على المواجهة الفكرية والقوة الناعمة المستمدة من قيم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف ومن جذور وثوابت مجتمعاتنا العربية الأصيلة. ونبهت معاليها إلى استهلال عام 2019 "عام التسامح" في دولة الإمارات باستضافة البلاد لفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، في زيارة مشتركة غير مسبوقة حيث وقعا بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وثيقة "الأخوة الإنسانية" وما تضمنته من ثوابت مهمة لمواجهة الإرهاب والتطرف والسعي للتعايش الإنساني والحضاري. وأضافت "أنكم تشاركونني الرأي في أن هذه الوثيقة بكل ما تحمله من قيم إنسانية وحضارية أصيلة، وما تدعو إليه من مبادئ نبيلة، يجب أن تحظى بدعمنا واهتمامنا في الاتحاد البرلماني العربي، وأن نتبنى مبادئها ومنطلقاتها وأسسها، طالما أننا نسعى لأن نكون جزءاً من الجهد الدولي في مكافحة الإرهاب والتطرف ونشر التسامح والتعايش بين الشعوب والحضارات كافة، وصولاً إلى الأمن والاستقرار لشعوبنا ودولنا، ولذلك، أطالب بأن يتضمن في تقرير النهائي الذي سيصدر عن اللجنة السياسة في نهاية هذا المؤتمر على أهمية وما تضمنته من قيم ومبادئ تمثل في مجملها خارطة طريق لعالم متسامح وأكثر أمنا واستقراراً، واعتبار وثيقة الأخوة الإنسانية وثيقة استرشادية للبرلمانات العربية في مكافحة آفة التطرف، والإرهاب، وبناء أسس المواطنة". وكان المشاركون قد وافقوا في الجلسة الافتتاحية صباح اليوم، على اختيار معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، نائباً لرئيس الاتحاد البرلماني العربي، حيث تم القاء كلمات لمعالي الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب المصري رئيس الاتحاد البرلماني العربي في دورته السابقة، ومعالي عاطف الطراونه، رئيس مجلس النواب الأردني. ويضم وفد المجلس في عضويته سعادة كل من: أحمد يوسف النعيمي، ومحمد أحمد الحمودي، وخلفان عبدالله بن يوخه، وسالم عبدالله الشامسي، وناعمة عبدالله الشرهان، وسعادة أحمد شبيب الظاهري الأمين العام للمجلس.
مشاركة :