اشتباكات في الحديدة.. و«الحوثيون» يفخخون مخازن الغذاء

  • 3/4/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تفجرت اشتباكات عنيفة بين قوات المقاومة المشتركة وميليشيات الحوثي الانقلابية أمس في الحديدة. وقالت مصادر يمنية إن الاشتباكات اندلعت بالقرب من سوق الحلقة وعلى أطراف شارع الخمسين، شرق وشمال شرق المدينة إثر مهاجمة الميليشيات مواقع القوات المشتركة التي ردت بقصف مواقع الانقلابيين في المنطقتين. وأوضح أحد السكان أن الميليشيات قصفت بالمدفعية الثقيلة من مواقع تمركزها وسط الحديدة مواقع قوات المقاومة بقيادة ألوية العمالقة في شارع الخمسين وطريق كيلو 16 المدخل الرئيس للمدينة التي تسودها هدنة هشة منذ 18 ديسمبر الماضي بموجب اتفاق السويد. وذكر المركز الإعلامي لـ«ألوية العمالقة» أن الميليشيات تواصل خروقاتها وانتهاكاتها للهدنة الإنسانية لوقف إطلاق النار في مختلف مناطق ومديريات الحديدة، مشيراً إلى أن الميليشيات قصفت، بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وبشكل كثيف، مواقع قوات العمالقة في مديريتي التحيتا وحيس جنوب المحافظة، كما استهدفت مواقع للقوات المشتركة في منطقتي الجبلية والفازه، وقصفت بالمدفعية الثقيلة وبشكل عشوائي منازل المدنيين في مدينة التحيتا، مركز المديرية، ما أسفر عن تدمير وتضرر عدد من المنازل. وكان مدنيان قتلا وجرح 10 آخرون، بينهم أطفال، في قصف مدفعي عشوائي شنته الميليشيات، مساء أمس الأول، على أحياء سكنية في التحيتا، وذلك بعد يومين على مقتل 5 أطفال بقذيفة مدفعية للانقلابيين على منطقة سكنية بالمدينة. واتهمت الحكومة اليمنية أمس ميليشيات الحوثي بزرع ألغام وعبوات ناسفة في مخازن الغذاء التابعة للمنظمات الأممية في الحديدة في جريمة لم يسبق أن أقدمت عليها أي جماعة في التاريخ. ودعا وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبدالرقيب فتح، الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى إدانة هذا التصرف الإجرامي الذي يهدف إلى حرمان الشعب اليمني من المساعدات الإغاثية، واتخاذ الإجراءات الحازمة والجادة لوقف كافة الأعمال الإرهابية التي تقوم بها الميليشيات بحق الأعمال الإغاثية والإنسانية في الحديدة وغيرها من المحافظات غير المحررة». وقال «إن صمت المجتمع الدولي أمام هذه الجرائم غير مقبول»، مشدداً على ضرورة قيام المنظومة الأممية والدولية بإجراءات فورية تعمل على الإنهاء السريع والفوري لكافة الانتهاك بحق العملية الإنسانية في اليمن. من جهته، قال عضو الفريق الحكومي اليمني في لجنة التنسيق وإعادة الانتشار في الحديدة العميد صادق دويد إن اللجنة استأنفت اجتماعات منفصلة برئاسة الأمم المتحدة في مسعى جديد لإنقاذ اتفاق الحديدة المتعثر للشهر الثالث على التوالي. وذكر في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية أن رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال مايكل لوليسجارد اجتمع بفريق الحكومة في مناطق سيطرتها شرقي الحديدة لبحث تنفيذ اتفاق استوكهولم المتعلق بإعادة نشر القوات من المدينة وموانئها الاستراتيجية. واكد حرص الفريق على تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق موضحا أن الاجتماع تطرق أيضا إلى تفاهمات بتسليم المناطق المشمولة بإعادة الانتشار إلى قوات الأمن المحلية التي كانت قبل انقلاب الحوثيين في سبتمبر 2014. لكنه أضاف أنه لم يتم خلال الاجتماع تحديد موعد زمني جديد لانسحاب الحوثيين من ميناءي الصليف ورأس عيسى، كما لم يتم إعلان موعد استئناف الاجتماعات المشتركة المعلقة بين الجانبين منذ منتصف فبراير الماضي. وتابع قائلا «إن الحوثيين يعيقون تنفيذ الاتفاق ويقدمون اشتراطات جديدة للتنصل من تنفيذ التزاماتهم»، داعيا الأمم المتحدة إلى تحديد موقف واضح إزاء مراوغة الحوثيين وتعطيلهم للاتفاق. إلى ذلك، صدت قبائل حجور اليمنية بإسناد جوي من التحالف العربي، أمس، زحف ميليشيات الحوثي الانقلابية على مديرية كُشَر الاستراتيجية بمحافظة حجة شمال غرب اليمن. وذكرت مصادر ميدانية لـ «الاتحاد» إن مقاتلي قبائل حجور صدوا هجمات عنيفة شنتها الميليشيات على مناطق جبلية شرق وجنوب المديرية حيث تدور على أطرافها معارك عنيفة بين الطرفين منذ 24 يناير الماضي. وأوضحت أن مقاتلي «حجور» كسروا بعد اشتباكات عنيفة استمرت قرابة 7 ساعات هجوماً كبيراً للميليشيات لاستعادة جبل حصن المنصورة الذي حرره المقاتلون القبليون قبل أيام على الأطراف الشرقية لمديرية كُشَر، مشيرة إلى أن رجال القبائل أفشلوا أيضاً هجوماً جديداً للحوثيين للسيطرة على جبل جمانة في منطقة بني رسام جنوبي المديرية. وسيطر مقاتلو حجور، على منطقة «بني شوس» التي كان الحوثيون استولوا عليها قبل نحو أسبوعين، حسبما أفاد مصدر في القبيلة، مؤكدا أن مقاتليها أحكموا سيطرتهم على هذه المنطقة وبدأوا بملاحقة فلول الانقلابيين الذين لاذوا بالفرار باتجاه مناطق مديرية أفلح الشام المجاورة. وقتل 10 حوثيين خلال المواجهات التي انتهت بتحرير منطقة «بني شوس»، فيما سقط في صفوف القبائل قتيل واحد. كما قتل نحو 20 حوثياً وأصيب عدد آخر في ضربات جوية للتحالف على تعزيزات للميليشيات شرق مديرية كُشَر على الطريق الممتد من عمران، ما أدى إلى تدمير آليات ومعدات عسكرية ، وسيارة كانت تنقل أسلحة وذخائر. وقالت المصادر إن حصيلة المعارك في كُشَر، خلال 48 ساعة ارتفعت إلى 60 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى في صفوف الحوثيين بينهم القيادي نبيل عبدالله صالح القعود. ولفتت إلى انضمام أعداد كبيرة من رجال القبائل في حجة إلى قبائل حجور لمساندتها في حربها ضد الحوثيين.وفي سياق ميداني آخر، أعلن الجيش اليمني، أمس، تحرير مواقع استراتيجية جديدة من ميليشيات الحوثي في صعدة المتاخمة للحدود السعودية. وقال الجيش في بيان إن قواته حررت «شعاب الحنكة» وسلسلة جبال «بني أمية» في منطقة النقعة بمديرية الصفراء عقب معارك ضارية خاضتها مساء السبت مع الميليشيات، مضيفاً أن القوات تمكنت أيضاً من تحرير جبل «نواف» الاستراتيجي، الذي يطل على مناطق «الرزامات» و»النقعة». وأكد البيان سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات خلال المواجهات مع القوات الحكومية التي استولت على مخزن أسلحة وذخائر. كما حررت القوات اليمنية التي تقاتل الحوثيين في مديرية رازح غربي صعدة، أمس، منطقة «قلة زيد» وقريتي «القد» و»الحصن» في منطقة «مسن القد» الاستراتيجية بالمديرية. وقال مصدر عسكري إن قوات الجيش أحكمت سيطرتها على هذه المناطق بعد معارك عنيفة مع الميليشيات قتل خلالها عدد من عناصرها، مشيراً إلى أن الفريق الهندسي التابع للجيش انتزع أكثر من 50 لغماً كانت الميليشيات قد زرعتها في تلك المناطق. ونجحت قوات الجيش في كسر هجوم لمليشيات الحوثي باتجاه مدرسة وقرى القحيفة في مقبرة غرب تعز. وقال مصدر إن المواجهات استمرت منذ الفجر بعد تسلل الميليشيات إلى مدرسة بلال والتقدم صوب مواقع الجيش قبل أن تلوذ بالفرار. مؤكدا سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الانقلابيين. الإرياني يطالب بتحقيق أممي في تجنيد الانقلابيين للأطفال كثفت ميليشيات الحوثي الانقلابية من عمليات التجنيد الإجباري للمدنيين من أبناء القبائل في محافظات عمران، وحجة، والمحويت خلال الأيام الماضية. وأوضح وزير الإعلام معمر الإرياني أن الميليشيات تزج بالمجندين الجدد للقتال في صفوفها، تحت تهديد السلاح، بعد الهزائم التي لحقتها والخسائر البشرية القاسية التي منيت بها واتساع رقعة الرفض الشعبي لها في محافظات الشمال. وقال إن ‏بلاغات ميدانية أكدت إجبار ‎الميليشيات، للمدنيين بين التوجه للجبهات بالقوة أو تسليم أحد أبنائهم، بعد حصولها على بيانات كاملة بعدد أفراد كل أسرة بتعاون المشرفين المعينين من قبل الانقلابيين في المحافظات. وطالب، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمبعوث الخاص لليمن ومنظمات حقوق الإنسان بالتحقيق في عمليات التجنيد الإجباري التي تنفذها الميليشيات في مناطق سيطرتها واقتياد الأطفال للجبهات بقوة السلاح بعد عزوف أبناء القبائل عنها، باعتبارها عمليات قتل جماعي وجرائم حرب.

مشاركة :