ارتفع معدل امتلاك المنازل في الولايات المتحدة في الربع الرابع من 2018 إلى أعلى مستوى له منذ ما يقرب منذ 5 سنوات، ما يوفر دليلاً جديداً على أن الزخم يتحول إلى الامتلاك بدلاً من الإيجار. وارتفعت حصة الأسر الأميركية التي تملك منازلها إلى 64.8 في الربع الرابع من العام الماضي، مقارنة بـ 64.2 في العام السابق، وفقاً لأرقام مكتب الإحصاء الأميركي الذي صدر نهاية فبراير 2019، يُذكر أن آخر مرة كان معدل تملك المنازل بهذا الارتفاع، كان في عام 2014. ورغم وجود مخزون ضئيل من المساكن وانخفاض القدرة على تحمل التكاليف، فإن «المشترين يعبرون بالفعل عن رغبتهم في تحقيق الحلم الأميركي، وإن كان ذلك يتحقق بالفعل ولكن ببطء»، حسب ما يقول رالف ماكلولين، نائب كبير الاقتصاديين في شركة «كورلوجيك»، وهي شركة بيانات عقارية. وشهد عدد من أصحاب المنازل أكبر زيادة في العام الماضي منذ عام 2004، وفقا لجويل كان، نائب الرئيس المساعد للتنبؤات الاقتصادية والصناعية في جمعية المصرفيين للرهن العقاري. واستمر التحول في الولايات المتحدة نحو الإيجارات على حساب ملكية المنازل منذ سنوات بعد انهيار سوق العقارات، لأسباب تتعلق بأسلوب الحياة والقدرة على تحمل التكاليف. وحاليا، هناك أدلة متزايدة على أن الاتجاه قد يكون عكس الاتجاه، فقد أضافت الولايات المتحدة نحو 1.7 مليون أسرة مالكة لعقار في عام 2018 إلا أنها فقدت بالتالي 167 ألف أسرة مستأجرة، وفقا لمكتب الإحصاء. وقال ماكلولين إن «النمط الواضح جدا في العامين الماضيين هو أن هناك عددا أقل من الناس يستأجرون بينما يتزايد امتلاك الناس للعقارات، «هذا تحول مهم للغاية في سوق الإسكان في الولايات المتحدة وقد يستمر لمدة 5، 10 أو 15 سنة»، وتقدم ملكية المنازل أيضا دفعة للاقتصاد على النطاق الأوسع. وساعد الملاك الجدد، سواء الذين خرجوا من منازل لوالديهم، أو من الشقق التي يشاركونها مع زملائهم في السكن، على زيادة الطلب على حركة البناء الجديدة، والتجديدات، والأثاث، وخدمات الوساطة العقارية. وكانت الزيادة في الربع الرابع مدفوعة بشكل خاص من قبل من هم بين سن 35 إلى 44 سنة. وفي جزء منه، قد يكون ذلك لأن المشترين الذين فقدوا منازلهم لصالح شركات الرهن العقاري أو البيع بخسائر خلال فترة الانهيار بدؤوا في العودة إلى السوق. إضافة إلى ذلك، فإن بعضا من الجيل الأقدم كانوا يؤخرون امتلاك المنازل ولكنهم بدؤوا في شراء منازل بأعداد أكبر عند دخولهم منتصف الثلاثينيات. وارتفع معدل تملك المساكن بين الأسر التي يرأسها شخص ما بين 35 و44 سنة إلى 61.1 في الربع الرابع من 2018 مقارنة بـ 58.9 في العام السابق عليه. ولم يكن التغيير في ملكية المنازل بشكل عام مقارنةً بالعام السابق له أهمية إحصائية. وهو أيضاً مؤشر متأخر لا يعكس تماما تباطؤ مبيعات المنازل وتراجع الأسعار خلال الشهرين الماضيين من العام الجاري. رغم ذلك، قال بعض الاقتصاديين إن تراجع نمو الأسعار والتراجع الأخير في معدلات الرهن العقاري يمكن أن يساعد بعض هذه الأسر الأصغر سنا من خلال جعل المنازل في متناول أيديهم بشكل أكبر من الناحية المالية. وقال ماكلولين «نحن ندخل في وضع أفضل حيث تكون المزيد من الأسر الشابة قادرة على تحمل تكاليف الانتقال إلى منازلهم الخاصة».