أوضح مختصون في مجال التمويل أن البنوك المحلية والخليجية تطرق باب تمويل شركات الطيران بحثاً عن زيادة الأرباح مشيرين إلى أن البنوك تقوم بتمويل شراء الطائرات بمقابل ضمانات حكومية للهروب من العجز في السداد، مضيفين أن البنوك تتسابق نحو المشاريع غير التقليدية ومنها صناعة النقل الجوي، وذلك لأن بعض الدول الخليجية تقدم بعض المميزات لشركات الطيران على هيئة وقود مدعوم خلال فترة الحضانة لهذة لشركات. وأشار المختص في المجال المصرفي فضل البوعينين إلى أن اتجاه البنوك المحلية والخليجية لتمويل شركات الطيران الخليجية والمساهمة في طفرة صناعة الطيران في المنطقة، وسعيها لتنويع المحافظ الاستثمارية والتركيز على القطاعات المحققة للربحية هو السبب الذي جعل البنوك المحلية والخليجية تقرر الدخول في مجال تمويل قطاع شركات الطيران، وبما لا يحملها مخاطر كبيرة في القروض المعطاة. وأوضح ابوعينين ل"الرياض" أن البنوك تقوم بتمويل شراء الطائرات بمقابل ضمانات حكومية للهروب من العجز في السداد مستقبلاً، مشيراً إلى أن هذه الصفقات تكون غالباً بمبالغ ضخمة قد يعجز بنك واحد عن تمويلها الأمر الذي يجعل البنوك تتحالف فيما بينها. وأكد أن التمويل الحكومي المباشر يتركز على الدعم المادي المباشر في ربحية هذه الشركات لتتوسع بشكل أكبر، لافتاً إلى أن انخفاض أسعار الوقود زادت من ربحية شركات الطيران وزادت من الفوائض المالية لديها مما دفعها لشراء طائرات جديدة لتحديث اسطولها. وبين أن بعض الدول الخليجية تعطي لبعض شركات الطيران وقوداً مدعوماً في فترة الحضانة مما يدعم ربحيتها واستمراريتها مستقبلاً، لافتا إلى أن هناك شركات طيران تحصل على مميزات تفضيلية تعطيها بعد أكبر من ناحية المنافسة مع شركات الطيران الأخرى. من جهة أخرى أوضح المحلل الاقتصادي والمالي الدكتور عبدالله باعشن أن تمويل الشركات من أهم نشاطات البنوك، ومن الملاحظ أن بنك الأهلي ومجموعة سامبا يتركز عملهم على تمويل الشركات ويقتصر عمل بقية البنوك في المملكة على تمويل الأفراد. وأضاف باعشن أن قطاع الطيران من القطاعات التي تشهد نمواً في الوقت الحالي بسبب انخفاض أسعار النفط وزيادة عدد المسافرين في منطقة الخليج، مستدركاً أن قيام البنوك المحلية والخليجية بتمويل قطاع شركات الطيران يدل على أن البنوك وجدت مجال ذو ربحية عالية، وتنافسية وسوق كبيرة تنمو بشكل سريع. وأكد على أن البنوك تفضل الشركات التي تعتمد ضوابط الحوكمة في أنظمتها المحاسبية كون ذلك يمثل اتجاهاً عالمياً وفق الممارسات المعمول بها، مبيناً أن هناك سباق محموم من البنوك المحلية والخليجية نحو المشاريع غير التقليدية ومنها صناعة النقل الجوي وتمويل وإنشاء المطارات والنقلة النوعية التي تشدها دول الخليج العربي في زيادة شركات الطيران. إلى ذلك ذكرت شركة إيرباص الأوروبية لصناعات الطائرات أن 47% من صفقاتها لبيع الطائرات لشركات طيران في منطقة الشرق الأوسط في الأحد عشر شهراً الأولى من العام الماضي مولتها بنوك محلية وذلك بزيادة 17% عن عام 2013م باكمله، وتتزايد القدرات التنافسية للبنوك الخليجية التي تحوز ودائع نقدية ضخمة تقدر بنحو 1.15 تريليون دولار في أسوق إقراض صناعة الطيران، ويتيح ذلك لشركات الطيران في المنطقة الحصول على تمويل بكلفة أقل بينما يشكل تهديداً لهيمنة البنوك العالمية ومؤجري الطائرات والذين شهدوا انتعاشاً مع النمو المتسارع لصناعة الطيران في الخليج.
مشاركة :