أظهرت دراسة أن المرأة عندما تكون بحاجة إلى مرشد فهي تبحث عادة عن شخص يكون صديقا لها عوضا عن شخص يمكنها التعلم منه. كما أن النساء لا يحصلن على التعليقات البناءة للمضي قدما، وهن بحاجة لمرشد يدفعهن إلى الأمام ويضغط عليهن لقبول التحديات الصعبة. وبينت الكاتبة ليزا روبي، في تقرير نشرته مجلة "فاست كومباني" الأميركية، أنه حسب الدراسة التي نشرتها مجلة "هيومن ريلايشنز" فإن الاختلاف بين الرجال والنساء لا يعود لسهولة وصول الرجال للسلطة وقلة تعرضهم للتحيز فقط، وإنما لأن الجنسين يبنيان علاقاتهما بشكل مختلف أيضا، مما يؤثر على فرصهن في التوظيف.في المقابل، يسعى الرجال عادة للتقرب من أي شخص حتى لو كان لا يروق لهم طالما أنه سيساعدهم على تحقيق أهدافهم، لأنهم يدركون أنه يمكن الاستغناء عن علاقات العمل متى شاؤوا، في حين ترفض النساء استغلال الروابط الاجتماعية ويركزن على أهمية الجوانب الأخلاقية للعلاقات الاجتماعية.ست طرق لبناء شبكة علاقات فعالةصرحت رئيسة منظمة "لين إن"، راشيل توماس "أعتقد أن الرجال يتأقلمون منذ البداية مع مسألة خلط علاقة العمل بالصداقة، لكننا نحن النساء لا نرتاح عند فعل ذلك". وفيما يلي ست طرق من شأنها أن تساعدكِ على بناء شبكة علاقات فعالة توفر لك المشورة المهنية المناسبة:اطلبي المساعدة والتوصياتيقل احتمال توظيف النساء بمناصب قيادية أو ترقيتهن. وأظهرت دراسة حول النساء في مقر العمل أجريت سنة 2018 من قبل شركة "ماكينزي أند كو" ومنظمة "لين إن"، أنه مقابل ترقية 79 امرأة يترقى 100 رجل. واعترفت توماس أنه من الصعب على النساء بشكل خاص بناء شبكة علاقات قوية لأنهن يتلقين عادة دعما يوميا أقل في العمل، ونادرا ما يكن على مقربة من كبار المديرين.وأضافت أليكسيس كريفكوفيتش، مديرة شريكة في مكتب ماكينزي في وادي السليكون وإحدى مؤلفي دراسة "النساء في مقر العمل"، أن المرأة لا تحظى عادة بالتكوين المناسب فيما يتعلق بسياسة الشركة، ولا تنال التوصية بها من أجل الفرص الهامة والترقيات، لذلك على المرأة أن تكون سباقة في بناء واستخدام شبكة علاقاتها.شبكة العلاقات أداة إستراتيجيةمن الضروري عدم الخلط بين الصداقة والإرشاد. وعليك إنشاء شبكة علاقات من خلال تقسيم الأشخاص بين من ستطلبين منهم المشورة المهنية، ومن سترغبين في دعمهم لك، ومن تطمحين لتحديهم.وفي الواقع، يتمحور الدعم حول خلق الفرص، والإرشاد يمثل المشورة، أما الحليف فهو الشخص الذي سيكون بطلك الشخصي. وكل ما عليك فعله هو اختيار الأدوار التي تريدينها ضمن شبكتك لجعلها أقوى.التركيز على العمل منذ البدايةرغم أن الروابط الاجتماعية تتشكل من خلال بناء العلاقات، فإن هذا لا يعني بالضرورة تطوير صداقة شخصية وعميقة مع جميع الأشخاص. بدلا من ذلك، ركزي على طموحاتك المهنية في مقر العمل.وحسب كريفكوفيتش فإنه "إن لم تتحدثي عما تريدين تحقيقه في مجال عملك، فسيقوم أشخاص آخرون بملء الفراغات". وقد يفترضون حينها أنك لا تريدين التقدم بمسيرتك المهنية، أو لا ترغبين في السفر أو الانتقال إلى مدينة أخرى من أجل العمل.لا تستبعدي الرجاليحظى الرجال بغالبية المناصب القيادية، وهم المتحكمون في معظم مهام التعيينات والترقيات. ومن المرجح أن يجتمع زملاؤك الرجال مع مديريهم خارج مكان العمل، وهو ما يخلق صداقة من شأنها أن تمنحهم فرصة مناسبة. وفي هذا السياق، أكدت كريفكوفيتش بأنه حتى في عالم وسم (هاشتاغ) "أنا أيضا"، تحتاج النساء اليوم إلى طرق تساعدهن في بناء علاقات مريحة مع مديريهن الذكور، من قبيل الاجتماع لتناول فطور الصباح أو شرب القهوة بدلا من العشاء.طلب المساعدةلا تترددي بطلب المساعدة من شخص ما، حتى إذا لم تكونا على معرفة جيدة، وذكرت كارين ويكر، مؤلفة كتاب "العمل وشبكة العلاقات الاجتماعية: دليل الشخص الانطوائي لبناء العلاقات المفيدة"، أن "معظم الأشخاص يشعرون بالإطراء عندما يلاحظون مدى حاجة الآخرين لهم ويرغبون بمساعدة بعضهم البعض. وإن وافق أحدهم على مساعدتك، فذلك لا يعد استغلالا".وأوضحت مؤسِّسَة شبكة "فيراندا" الافتراضية، شيلي يورغيسين، أنه "عند حضورك للاجتماعات والمناسبات، عليك الأخذ بعين الاعتبار أن الأشخاص موجودون لمساعدة بعضهم بعضا. فالعلاقات الاجتماعية تتمحور حول مساعدة وخدمة بعضنا".سخّري شبكة علاقاتك لدعم النساء الأخرياتلا تشعر النساء دائما بالارتياح عند الدفاع عن أنفسهن، لذا يجب على النساء استخدام شبكتهن لدعم النساء الأخريات. فعلى سبيل المثال، تستطيع المرأة خلال محادثة مع أحد المديرين أن تمدح إحدى زميلاتها.وكشفت توماس أنه على عكس الرجال، غالبا ما تواجه النساء رد فعل سلبي عندما يمدحن أنفسهن "وهنا تظهر أهمية العلاقات الاجتماعية بالنسبة للنساء، إذ يمكنك أن تطلبي من أحد معارفك أن يذكر أحد إنجازاتك ويمدحك أمام مديرك، دون خوف".
مشاركة :