اختتام معرض «أن لا يحدث ذلك كله» لنور السيف

  • 2/28/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اختتم الخميس الماضي المعرض الشخصي الأول للفنانة التشكيلية نور هشام السيف، «أن لا يحدث ذلك كله»، والذي افتتحه المهندس لؤي رضا الحكيم في المركز السعودي للفنون التشكيلية في صالة عبدالله القصبي بجدة، الفنانة نور تبحث من خلال لوحاتها في المسببات في هذا التصدع الذي يتمدد ويبتلع معه قدر المستطاع كل الجذور الطيبة، الحروب التي لا تهدأ في المشرق أفرزت ثقافة هدم الإنسان قبل كل شيء، ذلك الشعور بالآدمية الذي بدأ يتلاشى، لكن الذاكرة هي الأكثر وجعاً، إنكارنا أو تناسينا لمرارة تاريخٍ مضى جعلنا في كل مرة عاجزين أمام مشهد حديث يلوح بريحٍ عاتية. المعرض الذي اشتمل على 22 عملا، قدمت بألوان الاكريلك مع الوان الدهانات، تقول عنه الفنانة: رغم أن الصور في الأعمال هي مجموعة أوجاع مترجمة من أدباء اخرين أمثال سعدالله ونوس وممدوح عدوان وجبرا إبراهيم جبرا والطاهر بن جلون وعبدالرحمن منيف، هؤلاء اقرأ لهم بكثافة، بالاضافة الى مشاهد حية ومختزنة من الذاكرة الانفعالية، لكن تبقى جملة غسان كنفاني هي الخالدة على مدى سنوات والمحفورة في الذاكرة الجمعية ويزداد تداولها عند كل مرحلة مأساوية يمر بها المشرق العربي، ما قمت به هو أنني شددت بحرف النون عمدا (أن) - لا يحدث ذلك كله، التشديد هنا هو بمثابة الصرخة في وجه العبث اليوم، عبارة تختزل الالم والخيبة والانكسارات المعنوية والشعور بالعراء داخل الوطن والموت البطيء خارجه. وتضيف السيف عن أعمالها السابقة التي قدمتها بالقهوة أن المحتوى في هذه المجموعة ثقيل ومتضخم بتصوير الاحداث الآنية وربطها بسلسلة زمنية تاريخية متوارثة بالاضافة الى تحوير بعضها بطريقة فانتازية ساخرة وهذه الغزارة في المضمون لا تتوازى مع القهوة التركية بتقنيتها الناعمة البسيطة، الرسم بالقهوة عموما يمنحنا طابعا شاعريا وأنيقا، بينما أنا هنا أمام ملحمة درامية علي أن اوظفها بنسب مختلفة وبألوان ناطقة وتقنيات بارزة. وتنوه أن ما قدمته تعبير صادق وغير مصطنع، وتضيف: ربما كان مشروعي قاسيا بطريقة مباشرة، وذلك لعدم قدرتي على تجميل الحقيقة المشوهة للخسارات البشرية التي تتفاقم كل يوم، وتطرح مشهدا حاضرا مستمدا من تاريخ مضى لكنه متجدد وغير مكرر أقول فيهما أننا امام تفاسير ووجوه متسلسلة عبر القرون حول مفهوم بربرية العالم (الاسلاموي)، ووقاحة ووحشية العدو الخارجي، ودور المثقف العربي حيال كل هذا العجز والبؤس واغتيال الطفولة وهدم الانسان في مدن تصنف من أقدم حضارات العالم. يذكر أن نور هشام السيف شاركت في العديد من المعارض الفنية في المنطقة الشرقية وخارجها، وتحمل عضوية «جمعية الثقافة والفنون في الدمام وجمعية جسفت، وجمعية التشكيليين في البحرين».

مشاركة :