مسؤول مصري: «أوبك» قادت سوق النفط للاستقرار رغم تراجع حصتها العالمية

  • 2/28/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

يواجه الاقتصاد العربي عديدا من التحديات الراهنة منها التوترات السياسية في عديد من دول المنطقة وتصاعد أنشطة الجماعات الإرهابية المسلحة، إضافة إلى أعباء التراجع الحاد في أسعار الطاقة خاصة النفط الخام والانكماش الاقتصادي الذي يواجه الكثير من الاستثمارات النفطية والصناعية. وتتطلب المرحلة القادمة دورا أكبر لمنظمات الأعمال والغرف التجارية والصناعية وجمعيات رجال الأعمال من أجل إعطاء دفعة قوية للعمل الاقتصادي ومساعدة المنطقة العربية على تحقيق الرواج الاقتصادي المنشود، والحفاظ على معدلات نمو استثماري واقتصادي تتكفل بتوفير فرص العمل المناسبة لمواكبة الزيادة السكانية والحفاظ على الموارد الطبيعية وتنميتها وتطوير الموارد البشرية لتلبية طموح الشعوب العربية في مستويات معيشة مرضية. وللكشف عن آليات مواجهة تلك الأزمات وكيفية العبور إلى أداء اقتصادي جيد ومعدلات نمو مرتفعة في دول الخليج والمنطقة العربية بشكل عام، التقت “الاقتصادية” محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات المصرية، الذي حضر إلى العاصمة النمساوية فيينا على رأس وفد من رجال الأعمال للترويج للمؤتمر الاقتصادي الدولي في شرم الشيخ، والمقرر انعقاده في مارس المقبل، والمتوقع أن يحظى بمشاركة كبيرة من رجال الأعمال العرب والخليجيين ويعتبر من المؤتمرات الدولية المهمة للترويج الاقتصادي وجذب رؤوس الأموال العربية للاستثمار.. وفيما يلي نص الحوار. هل تعتقد أن انخفاض أسعار النفط الخام أضعف اقتصاديات المنطقة العربية؟ لا أعتقد ذلك فالانخفاض والارتفاع في أسعار النفط الخام أمور معتادة في سوق النفط على مدى سنوات طويلة والمنتجون اعتادوا على التعامل مع تلك الأزمات ونجحوا في تخطى الكثير من الظروف الصعبة، كما أن الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء يدركون هذه الحقيقة ولديهم الآليات الفاعلة لمواجهة هذه الأزمات التي تستمر بعض الوقت لكن لن تدوم. كيف ترى حجم التحديات التي تواجه الصناعات والاستثمارات النفطية؟ هي تحديات يمكن مواجهتها والتعامل معها إذا تم اتخاذ الآليات المناسبة، وقد وجدنا الكثير من الاستثمارات تعيد تقييم مشاريعها، وتؤجل بعض التوسعات وتقلص الميزانيات، وهذه المرونة هي السمة الأساسية لأي مشروع ناجح، أما الأزمات فهي واردة بصفة مستمرة ولا يمكن منعها لأن هذه طبيعة الاقتصاد. كيف تقيم تعامل منظمة "أوبك" مع ظروف تراجعات سوق النفط؟ التعامل كان جيدا واتسم ببعد النظر والرؤية المستقبلية الواضحة والتحول من الحفاظ على الأسعار إلى الحفاظ على الحصص السوقية، وهو أمر جيد وذكي، لأن الحصص السوقية أبقى في ظل وفرة العرض والتنافس الحاد بين المنتجين. "أوبك" كان لديها قناعة تامة بأن السوق سيصحح نفسه، وأن حالة الانخفاض المستمر ستتوقف، حيث إن الأمر تكرر في أزمات سابقة في عام 2008 وقبلها أيضا، واستطاعت أن تقود السوق إلى الاستقرار رغم تراجع حصتها في الإنتاج إلى ثلث الإنتاج العالمي فقط. ما تقييمك للأداء الاقتصادي في دول الخليج في ضوء تراجع أسعار النفط؟ دول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات تتمتع باحتياطيات مالية وفوائض تمكنها من تجاوز فترات المصاعب الاقتصادية وتحافظ على معدلات النمو ومستويات معيشية جيدة لمواطنيها، والاستثمارات السعودية والإماراتية موجودة في مصر والمنطقة العربية بقوة وتتنامى رغم كل الظروف أو حدوث أي انكماش أو تباطؤ اقتصادي. أزمة تراجع النفط لها أوجه كثيرة إيجابية، وهي حافز للمنتجين على تطوير وتنويع الموارد وعدم الاعتماد على تصدير النفط الخام، والأزمة تحمل نوعا من الإنذار خاصة للمنتجين الضعفاء بضرورة أن يتيقنوا أن البترول ثروة لها عمر افتراضي كما أنها متقلبة الأسعار، ونحن بحاجة إلى استثمارات متعددة ومحافظ مالية متنوعة لتأمين اقتصاديات المنتجين. ما مستقبل إنتاج النفط الصخري في ضوء الظروف الراهنة؟ إنتاج النفط الصخري صناعة مهمة، استوعبت الكثير من العمالة واستفادت من التكنولوجيات المتطورة، لكنها صناعة باهظة التكاليف ولا تستطيع الاستمرار في ضوء الأسعار المتدنية، ولذا كان متوقعا أن يتقلص الإنتاج وربما يتقلص أكثر في الفترة القادمة ولن تستطيع الاستمرار إلا بتخفيض شديد في تكلفة الإنتاج بالتوصل إلى تكنولوجيات أكثر تطورا وأقل تكلفة. كيف يمكن تسويق المنطقة العربية اقتصاديا في ظل الظروف الراهنة وتصاعد أنشطة التنظيمات الإرهابية؟ ليست كل المنطقة العربية مضطربة، بل توجد أسواق مستقرة وناجحة مثل السعودية وباقي دول الخليج ومصر، ورجال الأعمال الأوروبيون يدركون ذلك جيدا ويعلمون أن هذه الدول آمنة وتسير بخطوات جيدة نحو النمو وتتمتع بالاستقرار الاقتصادي وينظرون إلى هذه الأسواق كنقطة انطلاق إلى أسواق أخرى مثل وسط آسيا وإفريقيا وغيرها. ما تقييمك للاتصالات التي تجرى بين رجال الأعمال العرب والأوروبيين بشأن مؤتمر شرم الشيخ؟ الاتصالات جيدة ومتميزة واتسمت بالصراحة وهناك عديد من رجال الأعمال النمساويين والأوروبيين لديهم رغبة قوية في الاستثمار في المنطقة العربية ويدرسون الشراكة مع عديد من رجال الأعمال العرب في عديد من الاستثمارات خاصة النفطية والصناعية. كيف تتوقع مستوى المشاركة الخليجية في المؤتمر؟ أتوقع مشاركة خليجية كبيرة ومتميزة، وهناك بالفعل طلبات عديدة من رجال أعمال من عديد من دول العالم تطلب المشاركة في المؤتمر، لكن الأولوية لرجال الأعمال العرب، خاصة من السعودية والإمارات والكويت الذين قدموا الكثير للاقتصاد المصري وما زالت استثماراتهم تنمو بقوة رغم كل الظروف الراهنة. ما دور القطاع الخاص في عملية التنمية بالمنطقة؟ كيف يمكن منح فرصة القيام بدور رئيس في النهضة الاقتصادية؟ القطاع الخاص له دور رئيس ومتنام في كل دول المنطقة العربية وعلى الحكومات مساعدته وتقديم تسهيلات أكبر للقيام بمهمته لأنه بدون القطاع الخاص لن تتحقق تنمية حقيقية، والقطاع الحكومي لا يستطيع القيام بكل أعباء التنمية، وعليه أن يركز دوره على توفير البنية الأساسية وتطوير المرافق والاتصالات والمواصلات بما يسهل عمل المستثمرين ويشجعهم على مزيد من الجهود التنموية.

مشاركة :