كضريح نسيه الزمان والإنسان وقفت شاحبة مكتبة أولاد علام بالدقي، عدد كامل من الموظفين وكتب على الأرفف لم تداعبها أنامل منذ عقود. سجل حضور وانصراف به توقيعات فنان سينمائي وآخر تشكيلي اكتفيا بالصمت والعمل الروتيني. أمامها صبية صغار يناطحون الزمان فيهزمهم.. أجيال منسية يجوبون الحارات دون هوية واضحة.. صيد ثمين لأي فكر كان فلا روح في صدروهم تدفعهم إلى التمسك بالحياة ولا سبل ممهدة أمامهم للمعرفة. وطن يخوض معركة شرسة أمام الجماعات الظلامية وصبح قادم كبندقية بها طلقات فارغة.. أصوات ومواهب قادها "حبيشة" وأغاني المهرجانات حتى أنهم نسوا مفردات النشيد الوطني.في محاولة جادة منها حاولت حملة النائب عبد الرحيم علي أن تزيل الغبار من على أبواب المكتبة وتعطي لهؤلاء الأطفال أسبابا مقنعة للحياة بأدوات بسيطة لعقد ندوة تثقيفة لهؤلاء الصغار شارك فيها شباب المنطقة.. وكأنها صحوة حياة دبت في جثمان فعاد ينبض قلبه.أطفال يحملون جينات العظمة المصرية لكن روحهم باهتة كما قلوبهم.. يعزفون على أوتار أوجاعهم لحنا حزينا عله يصل إلى وزير الثقافة فينتشلهم قبل أن يغرقوا في بحر من التيه. شفق صبح محجوب خلف عيون صغيرة غائرة تبحث عن يد تمتد لهم لتضعهم على درجة أولى لتحقيق أحلامهم. حملة النائب عبد الرحيم وعدتهم بمساندتهم واستمرار تنظيم فاعليات ثقافية لاكتشاف المواهب ودعمها بشتى الطرق الممكنة ليكونوا روافدا للوطن لا ينضب معينها.