«حين يُسدل الستار»... تنطلق الفعاليات.فقد افتتحت الدورة 12 لمهرجان أيام المسرح للشباب فعالياتها مساء أول من أمس بعرض مسرحي بعنوان «حين يسدل الستار»، قدمته فرقة مسرح الشباب.المهرجان الذي انطلق تحت رعاية وزير الإعلام، وزير الدولة لشؤون الشباب محمد ناصر الجبري، وتنظمه الهيئة العامة للشباب، شهدت على احتفاليته خشبة مسرح الدسمة تحت شعار «عناصر الرؤية عند المخرج المسرحي»، بحضور نخبة من الشخصيات القيادية والفنية والإعلامية يتقدمهم المدير العام للهيئة العامة للشباب عبدالرحمن بداح المطيري، رئيس المهرجان عبدالله عبدالرسول، رئيس فرقة مسرح الشباب المخرج عبدالله البدر، المخرج القدير عبدالعزيز السريع وآخرون، وقدم الحفل كل من المذيعين شيمان ومحمد المساعيد.وبالعودة إلى عرض الافتتاح، فهو للمؤلفة تغريد الداود والمخرج محمد الشطي، تمثيل حنان المهدي وفهد البناي ومشاري المجيبل. وتطرق العمل إلى ما يدور خلف الستار وما يعانيه الفنانون وأهل الفن، وصراعات مخفية يعانيها من هم تحت الأضواء.وكان الحفل بدأ في أجواء وطنية خالصة عرضت خلالها كلمات سامية لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح في دعم واستثمار طاقات وقدرات الشباب الكويتي.بعدها ألقى المطيري كلمة شدد فيها على إيمان الهيئة العامة للشباب «بأهمية المسرح كأحد المجالات الشبابية الإبداعية، باعتباره فناً للحياة يتجاوز المهارات، ويجمع أنواع الفنون كافة. كما أنه وحدة فنية متناغمة ذات إيقاع صادق تجمع بين المباشر واللامباشر الذي يساهم في إيقاظ وتنبيه السلوك الإنساني الشبابي».وأضاف المطيري أن «المهرجان جاء على مر سنوات متتالية وصولاً إلى دورته الحالية الثانية عشرة ليؤكد أهمية المسرح في إيقاظ السلوك الإنساني من خلال تعزيز معرفة الشباب لذواتهم وقدراتهم وحسن توظيفها، ومن ثم خلق مساحة إبداعية للتفاعل والمشاركة والعمل بينهم وبين المجتمع، ولا شك أن هذا الأمر يعزز إحساس الشاب وشعوره الوطني باعتباره شريكا حقيقيا في المنجزات وبناء التماسك الوطني».واعتبر المطيري أن مهرجان المسرح الشبابي «وسيلة لبناء رأسمال اجتماعي شبابي، ويلعب دوراً بارزاً في التنشئة الاجتماعية كمساحة للتعلم والمشاركة، حيث التعلم من خبرات الرواد والمشاركة في بناء الحاضر وريادة المستقبل، ولهذا فقد تم تخصيص الجائزة الكبرى لأفضل عرض مسرحي متكامل باسم الفنان القدير سعد الفرج، واختيار الكاتب المسرحي القدير عبدالعزيز السريع الشخصية المسرحية الرائدة للمهرجان، باعتبارهما من الرواد الذين تركوا بصمة في مجال المسرح الكويتي والعربي، تأكيداً وعرفانا ووفاء من جيل الشباب إلى الرواد الذين صنعوا لنا التاريخ والانجازات المسرحية طوال السنوات...».وعرضت بانوراما عن العروض المشاركة في المسابقة الرسمية في المهرجان، قبل أن يأتي دور رئيس المهرجان المخرج عبدالله عبدالرسول ليلقي كلمته التي رأى فيها أن «المهرجان، وعلى مدى دوراته السابقة، قد حقق الإنجازات المسرحية الشبابية الكبيرة»، مؤكداً على تنمية ورعاية الشباب المسرحي، في شتى مجالات علوم المسرح المختلفة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن المهرجان أصبح واقعاً مهماً في مسيرة المسرح الشبابي على المستويين المحلي والخارجي، وأصبح حدثاً فنياً ثقافياً تسعى الهيئة العامة للشباب إلى إقامته لإبراز الصورة المميزة للشباب.وأضاف «الدورة الجديدة من المهرجان جاءت لتؤكد أن المخرج المسرحي هو العنصر التكاملي لبلورة وقيادة العرض المسرحي في كل مكوناته، وأن المخرج هو القائد والمخطط لمشروع العرض المسرحي من الناحية الفنية في كل العناصر المسرحية، وهو العقل المفكر والمبدع لتفاصيل وكليات العرض المسرحي، وهو القيادة الفنية والفكرية للعملية المسرحية، وهو الذي يتولى فهم النص المسرحي، واستنباط المحتوى الدرامي منه، وتحويله من الحياة المثالية الأدبية إلى الحياة المادية على خشبة المسرح».بعدها تحدث رئيس اللجنة الفنية للمشاهدة في المهرجان عبدالله العابر عن توصيات اللجنة، لافتاً إلى أن اللجنة قامت بمهامها المنصوص عليها باللائحة، وهي التقييم والمتابعة الفنية للعروض المسرحية التي تم ترشيحها في المسابقة الرسمية للمهرجان، وبدأت أعمالها منذ شهر أكتوبر من العام الماضي من خلال قراءة النصوص المسرحية والاجتماعات مع الفرق المسرحية المشاركة بالمهرجان، والمتابعة الميدانية الفنية للتدريبات الخاصة بالعروض المسرحية.وتطرق إلى التوصيات، منها تقديم الدعم المالي للعملية الإنتاجية الخاصة بالفرق المسرحية المشاركة في المهرجان، وذلك دعماً منها للشباب المسرحي، ما ينعكس إيجابيا على المستوى الفني للعروض المسرحية، إضافة إلى التوصية بأن تخفض المرحلة العمرية الخاصة بمخرج العرض المسرحي الذي يحق له التنافس على جائزة الإخراج المسرحي لتصبح 18 عاماً بدلاً من 21 عاماً. كما أوصت اللجنة بأن يتم توحيد الجهود بين اللجنة الفنية للمشاهدة بالمهرجان، ولجنة الرقابة المسرحية في وضع الآليات المشتركة والتي من شأنها أن تعود بالفائدة الفنية للعروض المسرحية المشاركة بالمهرجان.الشخصية المكرمةبعد ذلك قدم فيلم تلفزيوني عن الشخصية المكرمة الفنان القدير عبدالعزيز السريع، قبل أن يتم تكريمه من قبل المطيري وعبدالرسول ورئيس فرقة مسرح الشباب المخرج عبدالله البدر.وألقى السريع كلمة ارتجالية قال فيها: «شعرت اليوم فعلاً أن لدينا في الكويت خصلة الوفاء والتكريم والتقدير، وأن الكويت بخير بفضل القيادات والعمل المؤسسي. وأنا أنصح المعهد العالي للفنون المسرحية والذي أتوسم الخير في العميد د. علي العنزي في أن يقوم بتخريج مسرحيين للساحة المحلية، وألا تكون عروض المعهد فقط أكاديمية ونخبوية يتم تصديرها للخارج».أعقب ذلك مراسم التكريم، حيث تم تكريم رجل الأعمال عبدالرحمن شيخان الفارسي، كما شمل التكريم نخبة من الفنانين الرواد والشباب، وضمت المخرجين المسرحيين القديرين السيد حافظ من مصر، ود. عبدالكريم بن علي من سلطنة عمان، إضافة إلى كل من الفنانين خالد أمين وخالد البريكي ومنى شداد وعلي الحسيني وميثم بدر وشهاب جوهر والكاتبة تغريد الداود.كما تم تكريم اللجنة الفنية للمشاهدة المكونة من الرئيس الدكتور عبدالله العابر، وعضوية كل من الدكتورة نورة العتال، الفنانة سماح والفنان عبدالله التركماني، الفنان محمد الربيعان. وجرى تكريم أعضاء لجنة التحكيم برئاسة د. محمد مبارك بلال، وعضوية كل من الفنان حسين المفيدي والدكتورة أحلام حسن، الدكتورة ابتسام الحمادي من الكويت، الكاتب المسرحي السعودي فهد ردة الحارثي، المخرج المصري مازن الغرباوي، الفنان السوري بلال مارتيني.ندوة حواريةانطلقت صباح أمس أولى الندوات الحوارية الخاصة بمهرجان أيام المسرح للشباب بحضور عدد من المهتمين في المسرح، تمت خلالها مناقشة عدد من الأمور الفنية والمسرحية المتعلقة بشعار المهرجان «عناصر الرؤية عند المخرج المسرحي». وأدار الندوة الزميل مفرح الشمري، فيما تحدث فيها كل من الدكتور والمخرج المصري عمر دواره والمخرج البحريني خالد الرويعي.
مشاركة :