ميثاق العمل الوطني وثيقة وطنية حقوقية بامتياز لا تقل عن العهد الأعظم البريطاني أو إعلان الحقوق والمواطن الفرنسي... وثيقة نقلت البحرين من حقبة الدولة إلى حقبة المملكة ذات الشموخ العالي والطموح الذي يصل لعنان السماء. تضمن الميثاق ضمن استشرافات المستقبل تحولها من دولة إلى مملكة ومن نظام مجلس واحد إلى نظام المجلسين وتم تعديل دستور 1973 بناء على ذلك وتمخضت تعديلات عام 2002. قبل أن يبدأ العهد الإصلاحي الجديد تمت المصالحة الوطنية وتحققت العدالة عندما صدر العفو الشامل عن الجرائم الماسة بأمن الدولة مما مهد بدخول أبناء البحرين في الخارج في مسيرة الإصلاح والتنمية. انضمت البحرين لأهم اتفاقيتين دوليتين عام 2006 و2007 وهما على الترتيب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما عزز من صون حقوق وحريات الأفراد وعمق من التحام القيادة مع الشعب تحت مظلة هذا الميثاق الذي صدر في شهر فضيل هو شهر رمضان حتى سمي الميثاق نفسه بأنه (وثيقة رمضان) شهر الخير وهو ما انعكس على الخير الكبير الذي تحقق بعد صدور ميثاق العمل الوطني. وحظيت جميع مؤسسات الدولة وسلطاتها بتغييرات جذرية في سبيل إعدادها لتنفيذ رغبة الملك والشعب لتحقيق الإصلاح الشامل لمملكة البحرين وتعزيز حقوق وحريات جميع افراد المجتمع ومكوناته في جميع الممارسات والشؤون العامة بما لا يخالف القانون. ان ما توافق عليه الجميع في مملكة البحرين وفي تلك الظروف التاريخية للإرادة الشعبية يجعله وثاقا ثابتا يدافع عنه الجميع ويحافظ على مقوماته ويساهم في تنميته وتكريس مبادئه لتكوين دولة عصرية تسودها العدالة والمساواة امام القانون ومؤسساته. فتنوعت الإنجازات وكان أبرزها: 1- مشاركات المرأة البحرينية في الشؤون العامة، فقد دخلت مجلس الشورى منذ تولي حضرة صاحب الجلالة مقاليد الحكم وتأسيس المجلس في عام 2000 حيث كانت عضوة في لجنة إعداد ميثاق العمل الوطني بتمثيل 6 سيدات ومن ثم عضوة بسيدتين في لجنة تفعيل الميثاق. كما استشرفت المرأة البحرينية عصرا ذهبيا في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى وبدعم بارز وملموس من لدن سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة بترؤسها للمجلس الأعلى للمرأة الذي كان احدى ثمرات هذا العصر وتم تأسيسه في 22 اغسطس 2001. فنهضت المرأة البحرينية وقرأت وشاركت وتعلمت ومكنت وتمكنت على الصعيد التشريعي والاجتماعي والاقتصادي وريادة الاعمال فخطت خطوات واثقة ونافست إذ نجحت وحققت مكانة سباقة بين مكانات المرأة في مصاف الدول عربيا وعالميا. فهنيئا للبحرينية بما تتمتع به في بلد حاضن وداعم لها في كافة نشاطاتها. 2- الخدمات الإسكانية مضت المشاريع الاسكانية قدما عبر السياسة الإصلاحية التي طالت وزارة الاسكان لتوفير مقوم السكن وهو احد المقومات الاساسية للحياة وقد اتخذت مملكة البحرين استراتيجية لإنشاء وتجديد المدن والقرى روعيت فيها جميع ظروف وعناصر المجتمع، كما شرعت وزارة الاسكان حينها في منح وتوزيع استحقاقات الطلبات الاسكانية بوتيرة سريعة في مختلف المشاريع التي انشأتها الوزارة لمختلف اهالي المناطق في جميع المحافظات، وبمتابعة حثيثة من صاحب سمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة شخصيا والتزمت الوزارة بجداول زمنية للتوزيع، ذلك ما عكس رؤى وتطلعات جلالته وتوجيهات الحكومة. 3- ولا يفوت المتابع للإنجازات والجهود التي بذلت ذكر ما تحقق للمجال الرياضي والرياضيين على كافة المستويات، فقد شهدت البنى التحتية للرياضة والمنشآت الرياضية ومرافقها دعما كبيرا مضاعفا حيث شيدت الملاعب الرياضية وطورت الاندية والصالات والمسابح بما جعل منها محطا للفعاليات الرياضية على اعلى المستويات وكانت حلبة البحرين الدولية احد أهم الإنجازات والمكتسبات، كما استطاعت البحرين بذلك الدعم تنظيم بطولات متعددة وزخرت بالخبرات الادارية المتميزة التي ارتقت بالرياضات على اختلافها وتأهلت إقليميا وعالميا فأحرزت البحرين اولى ميدالية اولمبية في سباق 1500 الأولمبياد لندن، و19 ميدالية متنوعة بدورة الألعاب الآسيوية، ونالت سلسلة من الالقاب والبطولات في عدد من الألعاب، ما يشهد على ان الحركة الرياضية والشبابية اصبحت اكثر اشراقا في عهد جلالته الإصلاحي. فحمى الله البحرين قيادة وشعبا.
مشاركة :