كشفت صحيفة «دي تسايت» الألمانية، سر تمسك قادة الجيش والعسكريين الكبار في فنزويلا بالرئيس الحالي، نيكولاس مادورو، ومن ثم الوقوف في صفه في وجه زعيم المعارضة خوان جوايدو. وكان جوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسًا بالوكالة للبلاد في 23 يناير الماضي، داعيًا مواطني فنزويلا للاحتشاد خلفه من أجل خلع مادورو، قد خاطب جنرالات الجيش بإمكانية منحهم عفوًا عن أي أعمال ارتكبوها في مقابل انحيازهم لمطالب المواطنين المعذبين تحت وطأة القمع السياسي والأمني والانهيار الاقتصادي والمالي الحاد. إلا أن دعواته في هذا الشأن لم تلقَ أي استجابة من جانب الجيش، وباستثناء عشرات الانشقاقات في صفوف الرتب الصغيرة، فضلًا عن نفر قليل من القادة الكبار في الداخل والخارج لا يكاد يزيد عددهم عن أصابع اليد الواحدة، فإن الجيش بأكمله لا يزال على ولائه لمادورو. وحسب «دي تسايت» فإن الرئيس الحالي ربط سلطته وحكمه وحكومته بجنرالات الجيش الذين يتولون أرفع وأهم المناصب، كوزارتي الداخلية والنفط. كما أن تورط العشرات منهم في تجارة المخدرات المحلية والإقليمية، وفي عمليات تهريب واستغلال لهيئات وموارد الدولة في التربح والتلاعب في أسعار العملة، فضلًا عن ملاحقتهم من جانب واشنطن لارتكابهم أعمالًا مشبوهة، يجعلهم أكثر حرصًا على بقاء النظام الذي يحميهم تحت إدارة مادورو. وتشير الصحيفة الألمانية، إلى سبب آخر لثبات العسكريين في فنزويلا إلى جانب مادورو، ومفاده أن المعارضة الفنزويلية منقسمة، ولا ضمانة على الإطلاق أن يقدم جوايدو كمرشح توافقي يحظى بإجماع لقيادة البلاد بعد سقوط حكم الرئيس الحالي، الأمر الذي يجعل من مسألة العفو عنهم أو التدخل لعدم ملاحقتهم من جانب الولايات المتحدة مستقبلًا، محل شك. واعترفت أكثر من 60 دولة، من بينهم الولايات المتحدة وعدد كبير من بلدان الاتحاد الأوروبي، بجوايدو كرئيس مؤقت لفنزويلا، بينما يلقى مادورو دعمًا من كل من روسيا والصين وكوبا وبوليفيا ونيكاراجوا. وانطلق جوايدو في 22 فبراير الماضي في جولة خارجية، بدأت بكولومبيا ثم إلى البرازيل والأرجنتين وبيرو، وذلك في محاولة لحشد الدعم الدولي خلفه في مواجهة الديكتاتور مادورو، وذلك وسط أنباء عن عودته إلى البلاد اليوم الاثنين رغم الشكوك المحيطة بإمكانية إلقاء القبض عليه بمجرد وصوله كراكاس من قبل الشرطة الموالية للرئيس الحالي.
مشاركة :