أثبتت المملكة العربية السعودية أنها تتمتع بدبلوماسية على مستوى عالٍ جدًّا من الخبرة والكفاءة؛ وهو ما يؤهلها لتحقيق ما عجزت عنه أقوى الدبلوماسيات في العالم؛ وذلك ما يعكسه تصريح وزير الإعلام الباكستاني فؤاد شودري، الذي أكد فيه أن السعودية أدت دورًا مهمًّا في تخفيف التوتر العسكري بين باكستان والهند من خلال قوة النفوذ الدبلوماسي السعودي، وقدرته على "التفاوض"، ومن ثم "الإقناع" لتحقيق الأهداف المرجوة. وتفصيلاً، كانت الخلافات بين الجارتين الهند وباكستان قد نشبت على وقع اتهامات متبادلة بين حكومتَي البلدَين بسبب مناوشات مسلحة، وقعت على الحدود بينهما؛ وهو ما أثار موجة من المخاوف الدولية لتطور تلك المناوشات بين الجارتين النوويتين إلى حرب لا تُحمد عقباها. وقال الوزير الباكستاني إن "السعودية حرَّكت باقي الدول كالإمارات والولايات المتحدة لأداء دور في منع الهند من الاستمرار في تصعيد التوتر مع باكستان"، في إشارة إلى ما تتمتع به السعودية من شبكة علاقات قوية مع دول المنطقة والعالم، وقدرتها على التأثير الإيجابي في هذه الدول، بما يعزز السلم والأمن الدوليَّين. وقد يحرج تصريح وزير الإعلام الباكستاني الدبلوماسيات الغربية، ويضعها في موقف محرج للغاية؛ لأنها فشلت فيما نجحت فيه الدبلوماسية السعودية؛ فالوزير الباكستاني على علم تام بجهود الدول التي سعت لرأب الصدع بين الهند وباكستان، ويعلم أيضًا بثقل كل دولة وخبراتها في حل الخلافات الدولية، ويشير تصريحه إلى أن الحل جاء على وقع الجهود الدبلوماسية السعودية دون غيرها، وهو ما قد يعيد النظر في قدرة الدبلوماسيات الغربية. وفي هدوء تام، وبعيدًا على فلاشات كاميرات الإعلام، نجحت المملكة العربية السعودية في رأب الصدع بين إسلام أباد ونيودلهي، وإقناع قادة البلدين بأنه لا مناص من الجلوس على طاولة المفاوضات، والتحاور والنقاش لحل الخلافات العالقة. وقد نجحت الدبلوماسية السعودية في أهدافها ومساعيها النبيلة؛ وهو ما يضعها في مقدمة الدول الكبرى التي سيتم الاستعانة بها في الأزمات الدولية. وترتكن الدبلوماسية السعودية على الثقل السياسي والاقتصادي والديني والثقافي للمملكة، التي تلتزم بمبادئ وقيم لا تحيد عنها.. هذه القيم أرساها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه ـ، وجلبت الاحترام للمملكة. وتتبع السعودية دبلوماسية هادئة، تتسم بالتعقل والحكمة، وترفض التدخل في الشأن الداخلي للدول الأخرى مهما كانت الأسباب، إلا في المواقف التي تستدعي التدخل الملتزم بهدف تعزيز سبل السلام، أو إسداء النصح والإرشاد.. ولا يتم التدخل إلا بعد أن تؤكد السعودية لتلك الدول أن تدخلها للصالح العام.
مشاركة :