دبي: علاء الدين محمود ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب، عقدت أمس الأول في قاعة «الواحة»، ورشة للكتابة الإبداعية بعنوان «ملامح الهوية المختلفة»، أشرف عليها الروائي جبور الدويهي، وشارك فيها مجموعة من هواة كتابة الرواية والقصة. وهدفت الورشة إلى تعريف المشاركين بأساسيات الكتابة الإبداعية باللغة العربية في مجال السرد الروائي والقصة بمختلف أنواعها. قدم الدويهي خلال الورشة عصارة تجربته في الرواية، والأسس المعرفية التي تنهض عليها الكتابة السردية، وركز بصورة خاصة على مسألة الهوية، وكيفية تشكيل ملامحها في الكتابة الإبداعية، وأهمية إبرازها في تفاصيل العمل السردي لكل كاتب، بحيث يكون للروائي أو القاص بصمته وأسلوبه الخاص به، بحيث يقدمه للقرّاء ضمن رؤية شمولية على صعيدي الموضوع والأسلوب. وعمل الدويهي خلال الورشة على استكشاف إمكانيات كل مشارك من الكتاب الواعدين، من خلال خطة لكتابة العمل القصصي بشكل تفاعلي مباشر، بحيث يتم طرح فكرة محددة يتناولها ويعالجها المشاركون في قالب سردي قصير، وهي العلمية التي أقبلوا عليها بهمة وروح عالية، يدفعهم في ذلك الأسلوب المتمكن للدويهي، والذي يعتبر من الأكاديميين المختصين، فهو حاصل على شهادة الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة السوربون، ويعمل حالياً أستاذاً للأدب الفرنسي في الجامعة اللبنانية في بيروت، ويعد من أبرز المدربين في مجال الكتابة الإبداعية، إضافة إلى رصيده الكبير من الأعمال الروائية المميزة، حيث وصلت روايته «مطر حزيران» إلى القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية عام 2008. وتناولت الورشة كيفية إعداد المشاركين لقصة جيدة، عبر التعرف على أساليب وأفكار ومفردات جديدة من خلال مجموعة من التمارين، كان الهدف منها أن يكتسبوا كل المهارات المطلوبة واللازمة في العملية السردية، وفي ذات الوقت تمثل نقطة انطلاق لهم مع الكتابة الإبداعية بحيث يستطيعون أن يقدموا أعمالاً روائيةً متميزة في المستقبل. وعمد الدويهي إلى إشراك الجميع في تكوين الأفكار الخاصة بالقصة المعينة، والتي أراد لها أن تعبر عن أنفسهم وسيرتهم الذاتية، وهو ينطلق في ذلك من فكرة أن الإنسان يبدع أكثر في الكتابة عن ذاته، والأشياء المتعلقة به من ذكريات، والأشياء من حوله، حيث عمل على توجيههم إلى أمثل الطرق في اختيار أسماء الشخصيات، واستثمار التاريخ العائلي والسيرة الذاتية، في عملية بناء الشخصية، وتحديد ملامحها، ورسم أبعادها النفسية بحيث يتلقاها القارئ بوضوح. وقدّم المشاركون العديد من النماذج التي استوعبت أسس وفكرة الكتابة الإبداعية، وجاءت متباينة في مستوياتها، فصحّح الدويهي بعض الأفكار والطرق في الكتابة، وزود المشاركين بالنصائح من أجل التقليل من الأخطاء، وهي العملية التي استمرت مع كل مرحلة جديدة من المراحل التي قسمها المدرب في الورشة. وأشار الدويهي إلى أن الكتابة الإبداعية تختلف في أساليبها وجمالياتها عن أي كتابة أخرى، فالصحفي أوالمدون على سبيل المثال، تختفي هويته ولا تظهر للقارئ؛ إذ إنه يحكي عن آخرين، أو ينقل عنهم، بينما نجد أن المبدع هو الذي تظهر ملامحه في الكتابة، فهي تعبر عنه وعن أفكاره وليست عن آخر، بالتالي تحمل سماته وبصمته، أي هويته ككاتب إبداعي. وشرع الدويهي في تقديم نماذج سردية للعديد من الكتّاب العرب والعالميين، والتي تستقي أساليبها من مدارس أدبية مختلفة.
مشاركة :