مصنع يخنق مزارع الذيد بدخانه .. ومطالبات بإزالته

  • 3/5/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الذيد: محمد الماحي تولي الدولة أهمية قصوى للزراعة، من خلال توفير احتياجات أصحاب المزارع ومساعدتهم على زيادة المنتجات الزراعية ومساعدة المواطنين ودفعهم للإنتاج، ووزعت عدداً كبيراً من المزارع على المواطنين، ويشارك العديد من الجهات الحكومية في دعم المزارع والقطاع الزراعي ومنها البلديات وبعض الوزارات، وكل ذلك من أجل المساعدة على الارتقاء بهذا القطاع الإنتاجي الحيوي.والتحديات التي تواجه التنمية الزراعية في مناطق مختلفة من الدولة اليوم، ليست نتيجة لندرة المياه الطبيعية كالأنهار، وقلة الأمطار فقط، ولا نتيجة للري الجائر أو الحشرات المتسللة داخل الأشجار المستوردة كذلك، وإنما البعض منها تحديات ناجمة عن سلوك الناس في المناطق الزراعية نفسها. خسائر مالية في مدينة الذيد على سبيل المثال، انحسرت بعض المناطق الزراعية بعد الطفرة والتطور الذي حصل من الناحية الاقتصادية، بالإضافة إلى نقص المياه الجوفية بسبب الحفر غير المقنّن لآبار المياه، وبدأت تظهر المصانع والورش وسكن العمال في أغنى المناطق الزراعية بالمدينة، وهذا الأمر بالتأكيد سيؤدي إلى خسارة جزء مهم من الإنتاج الزراعي، يخشى أن يزيد إذا استمر استنزاف الأرض الزراعية لحساب التمدد العمراني، واستسلاماً للعوائق التي تحول دون تحقيق النمو الزراعي المنشود.واشتكى عدد من أصحاب المزارع في منطقة وشاح بمدينة الذيد، من قيام إحدى الشركات الخاصة بإنشاء مصنع لإنتاج الأسمنت، والمعدات الخرسانية، ومجمع سكني للعمال وسط المزارع.هذا المصنع يأتي على حساب التوسع المطلوب في الأرض الزراعية، إلى جانب ما ينتج عنه من أضرار، جرّاء الغبار الكثيف الذي يصاحب تشغيله، فيؤثر سلباً في المزارع والماشية، ويؤدي إلى إتلاف الكثير من الأشجار المثمرة.وطالبوا الجهات المسؤولة بالتدخل لوضع حد لأزمتهم، مشيرين إلى أن إقامة المصنع، تحمّلهم خسائر مالية نتيجة إتلاف الكثير من المزروعات والماشية. كانت أفضل لم يعد سراً يخفى على أحد، قدر الاختلاف الكبير في القطاع الزراعي الحالي، عن ذلك الذي كان عليه قبل خمس عشرة سنة، وليس هذا التحليل من بنات أفكارنا وإنما هو نتيجة يلمسها كل من يعيش بشكل يومي في الحقول الزراعية والمزارع في الدولة.. هكذا علقت «أم سلطان» صاحبة مزرعة في منطقة وشاح وتمتلك الكثير من الماشية بكل أنواعها والعديد من أصناف الطيور، قائلة: إن الزراعة في التسعينات كانت في عزّها، وكانت أفضل، بفضل الدعم الذي توقف بشكل شبه نهائي في السنوات القليلة الماضية، وهناك مؤشرات على تراجع الزراعة ويمكن ملاحظتها بشكل واضح، ومنها إنشاء المصنع والورش الصناعية وسكن العمال وسط المزارع التي لها آثار سلبية على الإنسان والمزروعات والحيوانات.وطالبت الجهات المسؤولة عن الزراعة بالتدخل لوضع لهذا المصنع وسكن العمال، وأشارت إلى أن مثل هذه المصانع والورش تحمّلهم خسائر مالية كبيرة.وقالت إن مزرعتها ملاصقة للمصنع، وقام صاحب المصنع بتوسيعه وإنشاء سكن للعمال، وأنا أملك الكثير من المواشي وهي عرضة للضرر بطبيعة الحال نتيجة تشغيل المصنع.وأوضحت أن سوء تخطيط وتوزيع الأراضي الصناعية أدى إلى تلاصق المزارع بها، ما نجم عنه تأثير مدمر للمزارع، مشيرة إلى أنها خاطبت الجهات المعنية بالمشكلة، من دون جدوى، مؤكدة أن المعاناة لا تزال مستمرة، خصوصاً أن المصنع مقابل المزرعة، وتناشد المسؤولين في الجهات المعنية، التفضل بالنظر في أمر شكواها. مسؤولية «التخطيط» مدير بلدية الذيد علي مصبح الطنيجي قال إن تخصيص الأراضي وتوزيعها يقع تحت مسؤولية دائرة أخرى، مؤكداً أن المصنع تم إنشاؤه في منطقة صناعية جديدة مقابلة لبعض المزارع تم تخطيطها وتوزيعها من قبل دائرة التخطيط، مضيفاً أنهم سيعملون بالتنسيق مع دائرة التخطيط لحل هذه المشكلة. نقل المصنع أكد سالم محمد أن قرب المصنع من المزارع مخالف للشروط البيئية، وأنه يخشى من نتائج هذه الانبعاثات مستقبلاً في التأثير على المزروعات والماشية التي يمتلكها الناس، فضلاً عن التلوث البيئي في المنطقة، مطالباً بلدية الذيد بنقل المصنع بعيداً عن المزارع. عيون الكاميرا «الخليج» تجوّلت في منطقة المزارع في مدينة الذيد وتحديداً منطقة وشاح، وشاهدت عدداً من العمال يعملون في إنشاء مجمع سكني مصاحب للمصنع الأصلي، بالإضافة إلى الغبار الكثيف الذي ينتج عن الأعمال الإنشائية.

مشاركة :