يبحث بوروسيا دورتموند الألماني عن معجزة لمواصلة مشواره في مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عندما يستضيف توتنهام الإنجليزي اليوم في إياب الدور ثمن النهائي، الذي يشهد أيضا لقاء ريـال مدريد الإسباني مع أياكس أمستردام الهولندي في مواجهة الفرصة الأخيرة لحامل اللقب ومدربه الأرجنتيني سانتياغو سولاري بإحراز لقب هذا الموسم.على ملعبه يتطلع بوروسيا دورتموند لتعويض خسارته المذلة ذهابا على ملعب ويمبلي قبل 3 أسابيع (صفر - 3)، وبات بحاجة إلى رباعية نظيفة لبلوغ الدور ربع النهائي للمرة السابعة في تاريخ مشاركاته في المسابقة بنظامها الجديد والتي توج بلقبها عام 1997 على حساب يوفنتوس الإيطالي (3 - 1)، وحل وصيفا عام 2013 عندما خسر أمام مواطنه بايرن ميونيخ 1 - 2.لكن مهمة دورتموند لن تكون سهلة أمام فريق إنجليزي يبدو الأقرب لخطف بطاقة التأهل إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ موسم 2010 – 2011، والثانية بنظام المسابقة الجديد، بعدما كان بلغ نصف النهائي في مشاركته الأولى حسب النظام القديم (بطولة الأندية البطلة) موسم 1961 - 1962.ويتعين على الفريق الألماني الذي بلغ نصف نهائي المسابقة في 1963 – 1964، تصحيح أخطائه الدفاعية لتفادي استقبال شباكه لأهداف تزيد من صعوبة مهمته، خصوصا أنه سيواجه هجوما مرعبا يقوده القائد الدولي هاري كين والدولي الكوري الجنوبي هيونغ - مين سون.وقال قائد دورتموند ماركو رويس عقب الخسارة المفاجئة أمام أوغسبورغ 1 - 2 الجمعة في الدوري المحلي: «نحتاج في هذه المرحلة إلى الاستقرار بسرعة وإلا فستزداد الأمور صعوبة». وحقق بوروسيا دورتموند فوزا واحدا في مبارياته السبع الأخيرة في مختلف المسابقات، ما سمح لمطارده المباشر بايرن ميونيخ حامل لقب البوندسليغا باللحاق به إلى الصدارة بعدما كان يتخلف عنه بفارق 9 نقاط.وأضاف رويس الذي سيقود هجوم دورتموند أمام توتنهام بعدما غاب عن مباراة الذهاب بسبب الإصابة: «عمليا، نحن من تسبب في تسجيل هدفين لأصحاب الأرض بسبب خطأين فرديين».من جهته، قال مدرب دورتموند السويسري لوسيان فافر: «يجب أن نبقى هادئين وألا نرتكب أخطاء أخرى». ويعول بوروسيا دورتموند كثيرا على عودة رويس الذي غاب نحو 4 أسابيع بسبب إصابة في الفخذ، وتشير الأرقام إلى أهميته في تصدر دورتموند للدوري، إذ سجل 13 هدفا في 19 مباراة في البوندسليغا، حيث يحتل المركز الثاني على لائحة الهدافين بفارق هدفين خلف مهاجمي إينتراخت فرانكفورت الدولي الصربي لوكا يوفيتش وبايرن ميونيخ الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي.كما يعتمد دورتموند على عودة صانع ألعابه الدولي ماريو غوتزه إلى التألق واستعادة مستواه الذي قاد به ألمانيا إلى الظفر بمونديال 2014، فضلا عن البديل الإسباني باكو ألكاسير، شريك رويس في وصافة هدافي البوندسليغا، والدولي الإنجليزي الواعد والموهوب جايدون سانشو.ولا تختلف حال توتنهام عن بوروسيا دورتموند، فالفريق اللندني فشل في تحقيق الفوز في مبارياته الثلاث الأخيرة محليا. وإذا كان دورتموند سيستعيد خدمات قائده رويس، فالأمر كذلك بالنسبة لتوتنهام الذي يعقد آمالا كبيرة على عودة قائده وهدافه كين الذي غاب عن مباراة الذهاب بسبب الإصابة في الكاحل. وأكد كين، 25 عاما، على أن توتنهام سيتخلص من انتكاسة الدوري الإنجليزي وبلوغ ربع نهائي المسابقة القارية العريقة.وتبخرت آمال الفريق اللندني في المنافسة على لقب الدوري المحلي خلال 7 أيام، حيث مني بخسارتين، أمام بيرنلي السبت قبل الماضي، وتشيلسي الأربعاء، ثم تعادل مع آرسنال قبل يومين (1 - 1)، علما بأنه كان قاب قوسين أو أدنى من الخسارة الثالثة تواليا لولا تصدي حارس مرماه الدولي الفرنسي هوغو لوريس لركلة جزاء نفذها الغابوني بيار إيميريك أوباميانغ في الدقيقة 89. وقال كين الذي سجل هدف التعادل لفريقه في مرمى آرسنال من ركلة جزاء: «بعد نتيجتين مخيبتين في أسبوع واحد، كانت هذه هي المباراة المثالية، ديربي شمال لندن، لنثبت للمشجعين أننا مستعدون للقتال بقية الموسم».وأضاف: «إنها نقطة، كنا نرغب في ثلاث نقاط، لكنها نقطة ثمينة توقف سلسلة هزائمنا، وبات بإمكاننا التركيز على المباراتين المقبلتين ضد دورتموند ثم ساوثهامبتون».وتابع: «الأسبوع الماضي وضعنا أنفسنا تحت الضغط، لكننا فعلناها في الماضي، وكل مباراة ستكون كبيرة».ويعول توتنهام كثيرا على المسابقة الأوروبية لاقتناع كين بأن الفريق قادر على الصعود إلى منصات التتويج الغائب عنها منذ 2008 عندما توج بلقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة. وللمفارقة، فإن تراجع نتائج توتنهام حصل مع عودة كين، لكن الدولي الإنجليزي سجل هدفين في المباريات الثلاث التي خاضها بعد عودته، رافعا رصيده إلى 22 هدفا في مختلف المسابقات هذا الموسم.وعلى ملعبه سانتياغو برنابيو يخوض النادي الملكي بطل المواسم الثلاثة الماضية قاريا، مباراة اليوم مع أفضلية فوزه ذهابا في هولندا 2 - 1، لكنه يدخل اللقاء بمعنويات منخفضة في ظل تراجع أدائه محليا، وخروجه في منتصف الأسبوع الماضي من نصف نهائي كأس إسبانيا على يد غريمه التاريخي برشلونة بالخسارة بثلاثية نظيفة على ملعبه سانتياغو برنابيو، قبل خسارة ثانية تواليا على الملعب ذاته أمام العملاق الكاتالوني، وهذه المرة بنتيجة صفر - 1 بالدوري.واختصر مدافع ريـال داني كارفاخال الوضع بالقول: «علينا أن نقوم برد فعل، هذا قد يكون من أصعب الأسابيع التي اختبرتها طوال وجودي هنا».وحمل ريـال لقب دوري الأبطال في المواسم الثلاثة الماضية بإشراف المدرب الفرنسي زين الدين زيدان الذي رحل عنه بنهاية الموسم الماضي، ليحل بدلا منه جولن لوبيتيغي قبل إقالته في خريف العام 2018 بعد سلسلة من النتائج السيئة، ويتم تعيين سولاري بدلا منه.ويتشابه زيدان وسولاري بكونهما دافعا سابقا عن ألوان النادي، وانتقلا من الإشراف على الفريق الرديف «كاستيا» إلى منصب مدرب الفريق الأول.وإذا أراد سولاري أن يبقى أهلا للبقاء في منصبه، يتوجب عليه قيادة ريـال مدريد إلى اللقب الرابع عشر في المسابقة الأوروبية الأهم، والرابع على التوالي.وأقر الحارس البلجيكي تيبوا كورتوا المنتقل في بداية الموسم من تشيلسي الإنجليزي، بأن حظوظ فريقه باتت محصورة بدوري الأبطال، وقال: «دوري أبطال أوروبا هو الأمل للخروج بلقب هذا الموسم، في أسبوع واحد فقدنا الكثير، وأمل في أن تسير الأمور على ما يرام».ورغم فوزهم ذهابا على ملعب يوهان كرويف أرينا في أمستردام، يبدو لاعبو ريـال مدريد غير واثقين من أنفسهم قبل استضافتهم أياكس حيث تلقوا ثلاث هزائم متتالية (الأولى أمام جيرونا في الدوري 1 - 2)، للمرة الأولى منذ 2004.وما يزيد الطين بلة بالنسبة إلى ريـال، افتقاده لقائده سيرجيو راموس الموقوف مباراتين من قبل الاتحاد الأوروبي، بعد اعتبار الأخير أنه تعمد نيل البطاقة الصفراء في مباراة الذهاب ضد أياكس.وأقر راموس بأن الفريق أجهِد جراء مباريات الفترة الماضية، لا سيما مواجهة برشلونة مرتين في أقل من أسبوع. وأوضح: «مباراتا الكلاسيكو كانتا شديدتين علينا مع كثير من الجهود المبذولة، وهذا له أثره. لم يكن لدينا الوقت الكافي لالتقاط أنفاسنا». اختبر زيدان هذا الوضع مع ريـال مرتين في 2016 و2018 حيث ركز على المسابقة الأوروبية ونجح في المرتين. لكن النجم الفرنسي السابق كان يشرف على مجموعة أكثر تعطشا للفوز مع وجود رأس الحربة البرتغالي كريستيانو رونالدو أفضل هداف في تاريخ المسابقة الأوروبية.وبحسب الكثير من محللي اللعبة، يشكل عدم تعويض انتقال رونالدو إلى يوفنتوس في صيف 2018، بضم مهاجم بارع، أحد الأسباب الرئيسية لتراجع أداء ريـال في هذا الموسم، لا سيما على الصعيد التهديفي؛ حيث فشل الويلزي غاريث بايل والفرنسي كريم بنزيمة في سد الفراغ. واعترف الكرواتي لوكا مودريتش صانع ألعاب الريـال بأن مهاجمي فريقه لم ينجحوا في سد الفراغ الذي تركه رونالدو وقال: «نفتقر للثبات والاتساق في المستوى والقدرة على التهديف هذا الموسم، غياب رونالدو أمر ملموس يشعر به أي فريق. العثور على بديل له شبه مستحيل تقريبا. بالنظر إلى قام به من إنجازات معنا ومع الفريق فإننا نفتقد رونالدو بشدة». وأضاف: «النادي يرغب أن يرتقي اللاعبون الآخرون للوصول إلى ما أنجزه رونالدو مع الفريق. هذا دور موزع بين عدة مهاجمين لكن المهمة ليست سهلة، هز كريستيانو الشباك 50 مرة لكننا لا نجد مهاجما اليوم يستطيع تسجيل هذا العدد من الأهداف». وواصل: «على بعض اللاعبين اتخاذ خطوة أخرى إلى الأمام. فإذا كان من غير الممكن أن يحرز لاعب واحد 50 هدفا فإننا نحتاج أن يحرز ثلاثة لاعبين 15 أو 20 أو عشرة أهداف لكل منهم. لكن هذا لم يتحقق. هذه هي أكبر عقبة تواجهنا هذا العام». وعلق سولاري بالقول: «في أحيان كثيرة تذهب جميع الكرات في العمق، وفي هاتين المباراتين (أمام برشلونة)، لم تذهب أي كرة في هذا الاتجاه». سبب آخر تطرق إليه مدرب سابق للملكي هو البرتغالي جوزيه مورينيو الذي قال في تحليله «الكلاسيكو»: «أعتقد أن هذا لم يكن أداء فريق سعيد، فريق يتمتع بإيمان وثقة بالنفس، من الواضح أنهم حاليا في فترة نتائج سيئة، لا سيما بعد مباراة الكأس، ويشعرون بتراجع الثقة بالنفس».يعرف سولاري ريـال جيدا، ويدرك أن انتهاء الموسم من دون لقب سيجعل منصبه تحت رحمة مقصلة المشجعين والرئيس فلورنتينو بيريز، على رغم تتويجه بلقب مونديال الأندية في الإمارات أواخر عام 2018. في أي حال، يحتاج سولاري لمنح فريقه طاقة تكفيه للحد من حيوية شباب أياكس بقيادة فرنكي دي يونغ.
مشاركة :