ورطة حزب الله.. دوام الحال من المحال!

  • 3/5/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

قطع إمدادات حزب الله وتجفيف منابع تمويله، أصبح ضرورة، وطالما تم تجريمه كمنظمة إرهابية، فإنه يمكن استهدافه عسكرياً لتنتهي حقبة مظلمة لإحدى الأدوات التي اعتمد عليها نظام الملالي في تنفيذ عملياته الإرهابية القذرة.. أُدرج جناح حزب الله السياسي على قائمة الإرهاب البريطانية كمنظمة إرهابية بعدما كان جناحه العسكري على قمة القائمة منذ سنوات، ما يعني أن الحلقة بدأت تضيق فعلا على إحدى أذرع إيران، وهو الحزب الذي دمر أمن واستقرار ومكتسبات لبنان. نستحضر هنا كلاما مهما سبق أن ذكره الوزير الجبير قبل عدة أشهر، وقد اتضحت صورته الآن حينما أشار إلى وجود مشاورات وتنسيق دولي يُعيد للبنان سيادته، ويحجم الدور السلبي الذي يقوم به حزب الله، واصفا إياه بأنه أداة للحرس الثوري الإيراني. المملكة رحبت بالموقف البريطاني على لسان رئاسة أمن الدولة، وهي جهة معنية بمحاربة الإرهاب، ورأت أن القرار يعكس حرص بريطانيا على محاربة الإرهاب بكل أشكاله، والتصدي للجماعات الإرهابية والأيديولوجيات المتطرفة. وحثت المملكة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية على اتخاذ مثل هذه الخطوة، وتكثيف التعاون المتبادل، وتعزيز التنسيق بما يكفل القضاء على الإرهاب بكل أشكاله، مؤكدة أنها ستواصل وبالشراكة مع حلفائها العمل على "وقف تأثير "حزب الله" وإيران المزعزع للاستقرار" في المنطقة بما يكفل حفظ الأمن والسلم الدوليين. الترحيب السعودي ليس غريبا، وهناك دول أخرى رحبت بالخطوة البريطانية؛ لأنها وغيرها تضررت من السلوك الإيراني، وإرهاب ميليشيات حزب الله، كما شاهدنا في سورية واليمن والبحرين والكويت. أساليب إيران في الإساءة إلى المملكة لم تتوقف منذ عقود، والأدلة كثيرة وموثقة ومعروفة، بدليل أن حزب الله الذي ينفذ الأجندة الإيرانية فتح معسكراته في البقاع لتدريب بعض الشباب للقيام بأعمال إرهابية ضد بلادهم، وأصبحت له فروع في أغلب دول الخليج، كما أن الصواريخ التي أطلقها الحوثيون في اتجاه الرياض وأسقطها دفاعنا الجوي ما هي إلا صواريخ إيرانية، ومن أسهم في تركيبها وإطلاقها عناصر تنتمي إلى حزب الله، وهذا أمر مثبت ومعلن. المعلومات عن تورط طهران وحزب الله في اعتداءات مشابهة لا تمثل مفاجأة لكثيرين لمن يعرفون دور إيران كراعية للإرهاب وذراعها حزب الله، ولكن التمادي في هذه الممارسات أسقط الأداة الإيرانية في الفخ. الذاكرة تعود بنا هنا إلى أحداث انقلاب بيروت 2006، كدليل قاطع على أن وقوعه حينذاك لم يكن رد فعل بقدر ما كان تنفيذا لتوجيهات خارجية، واستغل لتصفية حسابات داخلية، ما يعني الدوران في الفلك الإيراني، ولا سيما عندما تكون المصالح الإيرانية في خطر، أو تتعرض لضغوط، رغم أننا نقف مع لبنان وقلوبنا مع شعب لبنان، إلا أن الحلول آتية، والمواجهة لا بد أن تحدث، وقلوبنا مع لبنان وشعب لبنان، بدليل استشعار المجتمع الدولي خطورة ما تفعله إيران وحزب الله هناك، وهو ما دفع الأصوات إلى أن تطالب بإلغاء الدور السلبي للحزب، وأهمية تعزيز السلام في العالم، وذلك باللجوء إلى مواجهة أذرع إيران المنتشرة في عالمنا العربي. قطع إمدادات حزب الله وتجفيف منابع تمويله، أصبح ضرورة، وطالما تم تجريمه كمنظمة إرهابية، فإنه يمكن استهدافه عسكرياً لتنتهي حقبة مظلمة لإحدى الأدوات التي اعتمد عليها نظام الملالي في تنفيذ عملياته الإرهابية القذرة. نهاية الحزب اقتربت ولا سيما بعدما سقطت مصداقيته، وانفضحت كذبة المقاومة، خاصة مع كشف أسماء عناصره المتعاونة مع إسرائيل، التي كانت صدمة لكثيرين. انهارت مشروعيته بعدما أدار وجهة سلاحه مشاركا ومتورطا في جرائم نظام دمشق الدموي، وكذلك دوره الطائفي المقيت قبل أكثر من عشر سنوات عندما وجه السلاح إلى الصدر اللبناني بدلا من إسرائيل. حزب الله هو ابن شرعي للثورة الإيرانية، وإيران دعمت حزب الله ماليا وسياسيا ومعنويا؛ حيث أرسل الخميني عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى لبنان لبناء حزب الله عسكريا وإنشاء قناة المنار. المتأمل في أسباب أزمات وصراعات المنطقة يجد أن خيوطها عادة ما تنطلق من الضاحية وطهران، ما يكشف علاقتهما بالمشروع التدميري للمنطقة. قرار البرلمان البريطاني خطوة على الطريق الصحيح، وتزامن مع مزاج دولي لمواجهة تدخلات إيران وممارسات حزب الله، والمؤمل أن يتبنى المجتمع الدولي هذه المبادرة؛ لأنه من غير المنطقي أن العالم كله يُحارب الإرهاب في حين يظل الحرس الثوري وميليشيا حزب الله يعبثان بالسلم العالمي وفقا لأجندة نظام ولاية الفقيه.

مشاركة :