"الحوثيون" يُصعِّدون في الحديدة ويرفضون تسليم الموانئ

  • 3/5/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صعَّدت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس، خروقاتها للهدنة في الحديدة التي تسري منذ 18 ديسمبر الماضي، بحسب اتفاق السويد، وكثفت لليوم الثاني على التوالي، قصفها المدفعي الصاروخي على تجمعات سكنية ومواقع عسكرية تابعة للقوات الحكومية شرق وجنوب غرب المدينة. وفيما أفادت مصادر عسكرية ميدانية، عن سقوط قذائف هاون أطلقها الحوثيون على صوامع الغلال بمطاحن البحر الأحمر، ذكر المركز الإعلامي لألوية العمالقة التي تقود قوات المقاومة المشتركة، أن الميليشيات قصفت بقذائف الدبابات المطاحن الواقعة في مناطق سيطرتها، ما ألحق أضراراً بصوامع الغلال التي تحتوي على 51 ألف طن من الحبوب، تكفي لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر. كما قصفت الميليشيات مواقع للقوات المشتركة بالقرب من حي 7 يوليو السكني شمال شرق الحديدة، وهاجمت بالقذائف المدفعية والصاروخية مواقع أخرى جنوبي المدينة. ورصد مراقبون عسكريون وسكّان خروقات نارية جديدة ارتكبتها الميليشيات، في مديريات الدريهمي وحيس والتحيتا. وذكروا أن الحوثيين قصفوا العديد من مواقع القوات المشتركة وأحياء سكنية في مديريتي حيس والتحيتا جنوبي الحديدة. وقتل وجرح 9 مدنيين من أسرة واحدة، بينهم خمسة أطفال، في مجزرة جديدة ارتكبتها الميليشيات في مديرية التحيتا الساحلية، حيث أفادت مصادر محلية وطبية أن الميليشيات أطلقت بكثافة قذائف مدفعية على منازل المدنيين في المنطقة، مشيرة إلى أن قذائف سقطت على منزل، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين، بينهم خمسة أطفال، نقلوا للعلاج في المستشفى بمديرية الخوخة المجاورة. وتنصّلت الميليشيات من اتفاق السويد الذي وقعته مع الحكومة اليمنية في 13 ديسمبر، وذلك غداة زيارة وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هنت، إلى عدن التي حذّر خلالها من موت عملية السلام في الحديدة إذا لم يتم تنفيذ بنود الاتفاق. وقال الناطق باسم الانقلابيين محمد عبدالسلام، في بيان «إن اتفاق ستوكهولم لم يشر بأي وجه من الوجوه إلى وجود جهات محايدة لا في ميناء الحديدة ولا في غيرها»، معتبراً أن «الاتفاق لم ينص على التوافق على أي سلطة أو قوات محلية». وأضاف: «قبولنا بدور رقابي للأمم المتحدة في ميناء الحديدة هو لإنهاء مبررات الطرف الآخر، وليس لتسليمه للطرف الحكومي»، وقال إن جماعته «لا تمانع الذهاب لنقاش أي تفصيل أو تفسير للاتفاق إذا لزم ذلك». ويناقض بيان الحوثيين اتفاق السويد الذي ينص على دور قيادي للأمم المتحدة في دعم الإدارة وعمليات التفتيش للمؤسسة العامة لموانئ البحر الأحمر اليمنية في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ويؤكد أن مسؤولية أمن المدينة والموانئ الثلاثة تقع على عاتق قوات الأمن المحلية وفقاً للقانون اليمني. وهاجم عبدالسلام في بيانه أيضاً مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، قائلاً «إنه كما يبدو للجماعة ليس مبعوثاً للأمم المتحدة، وإنما هو مبعوث يمثل بريطانيا»، متهماً في الوقت ذاته الأمم المتحدة بـ«التهرب من المضي في تنفيذ» اتفاق الحديدة. وقال معلقاً على تصريحات وزير الخارجية البريطاني: «لا نعتبر تصريحات بريطانيا مفاجئة أو غريبة، فهي مع التحالف العربي الداعم للحكومة اليمنية، وهي تعترف بذلك وتعلنه مراراً». إلى ذلك، نفذ التحالف العربي، أمس، عملية إنزال جوي سادسة لدعم قبائل حجور التي تقاتل ميليشيات الحوثي في مديرية كُشَر بمحافظة حجة شمال غرب اليمن. وذكرت مصادر قبلية في كُشَر لـ«الاتحاد» أن طيران التحالف أسقط في وقت مبكّر كميات من الأسلحة والذخائر والإمدادات الطبية على مناطق القبائل في المديرية الواقعة شرق حجة، وتدور على أطرافها معارك بين السكان المحليين والميليشيات. وأوضحت المصادر أن عملية الإنزال الجوي هي السادسة منذ بدء المعارك في كُشَر، مشيرة إلى أن مقاتلات التحالف شنت في وقت لاحق غارات على مواقع وتحركات للميليشيات في منطقة المندلة شرقي المديرية. وأوقع القصف قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين الذين تكبدوا ما لا يقل عن 500 قتيل منذ بدء القتال. في المقابل، وبعد سلسلة الانتفاضات القبلية ضدها خلال الأسابيع الماضية، أعلنت ميليشيات الحوثي مساء الأحد البدء الفوري بتنفيذ ما أسمته «ميثاق الشرف القبلي»، الذي روجت له منذ عام 2015، بغرض مواجهة خصومها القبليين. وأفادت مصادر يمنية بأن بنود الميثاق تسمح بعزل المناطق والأشخاص الداعمين للحكومة الشرعية، إضافة إلى مصادرة أموالهم وأراضيهم واستخدام القوة ضدهم. وأكد خبراء أن هذا الميثاق، ما هو إلا وسيلة لزرع الخلافات والشقاق، وإذكاء الثارات وبث الفرقة والاقتتال بين القبائل، خصوصاً أن الميليشيات تعاني منذ أكثر من خمسين يوماً المعارك مع قبائل حجور. وشنت مقاتلات التحالف ثلاث غارات على منطقة جربان بمديرية سنحان جنوب غرب صنعاء، استهدفت معسكراً تدريبياً للميليشيات، وأسفرت عن سقوط قتلى، وتدمير معدات عسكرية.

مشاركة :