حظيت كارين بنس، زوجة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، بشرف قيادة الوفد الرئاسي الأميركي للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019»، والذي ينطلق 14 مارس الجاري، وذلك في إطار التقاليد الخاصة للولايات المتحدة الأميركية في الاهتمام بأصحاب الهمم، ودعم البعثات الرياضية للفئة التي تعاني من الإعاقات الذهنية، حيث يقوم الرئيس الأميركي بإصدار قرار بتشكيل وفد رئاسي يتولى مهام رئاسة البعثة الأميركية، وقبل أيام أصدر دونالد ترامب قراراً بترؤس السيدة بنس للبعثة الأميركية المقبلة إلى أبوظبي، للمشاركة في الحدث الرياضي والإنساني الأكبر في تاريخ الرياضية بمنطقة الشرق الأوسط. بنس تحظى في بلادها، وحول العالم، بلقب سيدة أميركا الثانية، وهو اللقب المعتاد لزوجة نائب الرئيس الأميركي، وقد تفاعلت مع قرار الرئيس ترامب بقولها: «إنه لشرف عظيم لي أن يتم اختياري رئيساً للوفد الأميركي للأولمبياد الخاص بأبوظبي، أتطلع بشغف كبير ومعي البعثة الأميركية للمشاركة في هذا الحدث الكبير، ولن ندخر جهداً في تشجيع ومساندة جميع الرياضيين الذين يعانون من إعاقات ومشكلات ذهنية». وتشتهر سيدة أميركا الثانية بمشاركتها في الأعمال الخيرية، وتملك مهارات خاصة في العلاج النفسي، وتحديداً ما يسمى العلاج بالفن، ونمو الشخصية، وعلاج الصراعات العاطفية، وغيرها، مما جعلها الأقرب لرعاية أصحاب الهمم، كما سبق لها العمل في مجال التعليم لمدة 25 عاماً، وترأست كارين بنس البعثة الأميركية للأولمبياد الخاص الشتوي في النسخة الماضية التي أقيمت في النمسا عام 2017. البعثة الأميركية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019» تضم 215 لاعباً ولاعبة، وهي واحدة من أكبر البعثات المشاركة في الحدث، حيث تشتهر الولايات المتحدة بتفوقها في مجال رعاية أصحاب الهمم، وتنظيم المسابقات الرياضية لهم، والمشاركة بقوة في جميع المسابقات لهذه الفئة، بل إنه الربط بين المسابقات الرياضية ودمج أصحاب الهمم في المجتمع هي فكرة أميركية في الأساس، حيث كانت البدايات في خمسينيات القرن الماضي، وأقيمت 10 دورات أولمبية بين نهاية الستينيات وبدايات الألفية الجديدة في أميركا حصراً، قبل أن يتم تنظيم الحدث للمرة الأولى في التاريخ خارج الولايات المتحدة عام 2003 عن طريق إيرلندا. بالعودة إلى البعثة الأميركية التي تشارك في الأولمبياد الخاص، فإنها تضم إلى لاعبي 18 لعبة، 65 مدرباً، و34 إدارياً وطبيباً، فضلاً عن أن عدداً كبيراً من أفراد عائلات اللاعبين المشاركين في الحدث، إلا أن هؤلاء لا يتم احتسابهم ضمن البعثة الرسمية، وعلى رأس اللعبات التي يشارك فيها الأميركيون كرة السلة، والبولينج، والدراجات، والفروسية، وكرة القدم، والجولف، و الجمباز، والسباحة، وتنس الطاولة، والكرة الطائرة، وغيرها من اللعبات. وتحظى البعثة الأميركية برعاية «بنك أوف أميركا» أحد أعرق وأقوى البنوك في الولايات المتحدة، فضلاً عن شركات وكيانات أخرى تشارك في الرعاية وتمويل البعثة بكل ما تحتاج إليه، سواء في معسكرات التدريب، أو الملابس، وكذلك الرعاية الطبية، وغيرها، وفيما يتعلق بالجانب الإعلامي والجماهيري، فقد حرصت شبكة «إي إس بي إن» الشهيرة على أن تدخل في اتفاقية شراكة مع أبوظبي للإعلام لنقل الحدث، وسوف تتولى الشبكة الأميركية نقل المنافسات على الهواء لجمهورها في أميركا، فضلاً عن إقامة الكثير من الاستوديوهات التحليلية، تلبية لشغف واهتمام الشعب الأميركي بأبطال الأولمبياد الخاص، وهو شغف بدأ منذ أكثر من 50 عاماً، حينما سبقت الولايات المتحدة العالم أجمع في الاهتمام برياضة وبطولات أصحاب الهمم. على الجانب الآخر، تشارك النمسا ببعثة تتكون من 109 أشخاص، مع التركيز على السباحة، وتملك النمسا خبرات جيدة في إعداد وتأهيل أصحاب الهمم للمشاركة في البطولات الكبرى، وسبق للنمسا تنظيم الأولمبياد الخاص الشتوي في دورته السابقة، التي أقيمت عام 2017، ومنها تم تسليم العلم الأولمبي للإمارات، تمهيداً لتنظيم أولمبياد أبوظبي 2019. كما تستعد البعثة الهولندية للقدوم بعدد 65 لاعباً ولاعبة، و23 مدرباً، وتشارك في 13 لعبة من بين 24 لعبة يتم التنافس عليها في البطولة، وعلى رأس اللعبات التي يتنافس فيها الهولنديون، ألعاب القوى، والسباحة، والبولينج، والجولف، والجمباز، وكرة اليد، وركوب الخيل، والتنس، والدراجات، ويتمتع الهولنديون بخبرات كبيرة في السباحة والفروسية، وهي من بين اللعبات التي يتم التركيز عليها في هولندا لفئة أصحاب الهمم. وفي القارة السمراء، يبرز اسم السنغال بقوة، حيث تشير الاستعدادات، إلى أن هناك ما يقرب من 4 آلاف لاعب ولاعبة يخضعون للتدريب في مختلف اللعبات، وتتم رعايتهم طبياً ورياضياً، لتأهيلهم للمشاركات الخارجية في البطولات الخاصة بالمعاقين ذهنياً، وهو ما يعد أحد أسرار النهضة السنغالية في عالم أصحاب الهمم، مقارنة بغيرها من دول القارة الأفريقية، وتشارك السنغال في أولمبياد أبوظبي بـ27 لاعباً، منهم 20 لاعباً، و7 لاعبات، ويتولى الإشراف عليهم 14 مدرباً وإداريا، وطبيباً، وتشارك السنغال في 5 لعبات، وهي تنس الطاولة، وألعاب القوى، والفروسية، وكرة القدم، والسباحة.
مشاركة :