قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن عبدالله بخاري: «إن رسالتنا ورؤيتنا في العمل الدبلوماسي السعودي بلبنان تتلخص بدبلوماسية مستدامة ترتكز على قيم مشتركة وشراكات استراتيجية من أجل تعزيز السلم والأمن الدوليين». جاء ذلك خلال استقبال بخاري عددًا من طلاب السنة النهائية في قسم العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية - الأمريكية برئاسة رئيسة القسم الدكتورة لينا كريدية، في سفارة المملكة؛ حيث تناول اللقاء عمل السفارة ومهامها الدبلوماسية، وفقًا للوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام. وأضاف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان، إن تخصص العلاقات الدولية مميز وتحكمه أطر مهمة، أهمها القانون الدولي واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية التي تحدد أطر العلاقات الدبلوماسية، والتي أهم أبعادها العلاقات الثنائية والعمل المتعدد الأطراف الذي يعبر عن الكثير من منظمات المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية. وأشار بخاري إلى أن الفكر الدبلوماسي العربي يستحق أن يكون فيه أبحاث أكثر وأوراق عمل، كما أن المملكة تهتم كثيرًا بالجانب الدولي وتعبر فيه عن قيم أساسية مشتركة، متناولًا دور المملكة في المجتمع الدولي الاقليمي، والعلاقات السعودية-اللبنانية وآلية العمل الدبلوماسي. كما تطرق سفير المملكة إلى دور المرأة السعودية وتمكينها في العمل الدبلوماسي، ولا سيما تعيين سمو الأميرة ريما بنت بدر سفيرة للمملكة في واشنطن. من جانبها، أشادت رئيسة قسم العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية - الأمريكية الدكتورة لينا كريدية، بالعلاقات اللبنانية- السعودية وبدور المملكة في اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب في لبنان وأعاد الاستقرار إليه، قائلة: «نتطلع دومًا بإيجابية إلى الدور السعودي في لبنان». يذكر أن الوساطة السعودية الناجحة أنقذت لبنان من أتون حرب أهلية استمرت منذ منتصف السبعينيات، حتى شهر أكتوبر من عام 1989، تاريخ توقيع اتفاق الوفاق الوطني، الذي تم التوصل إليه بمدينة الطائف، وصار ينسب إليها في كل المحافل. وعقد مؤتمر الوفاق الوطني اللبناني بمدينة الطائف في 22 سبتمبر 1989؛ تلبية لدعوة اللجنة الثلاثية العربية «المختصة بلبنان»، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- وبمشاركة غالبية أعضاء مجلس النواب، علمًا بأن المفاوضات استمرت من 30 سبتمبر إلى 22 أكتوبر 1989. وشكّل هذا الاتفاق نقطة تحول أساسية في مسار الأزمة اللبنانية بمختلف أبعادها الداخلية والدولية والإقليمية؛ نظرًا لأنه وضع الأسس والمرتكزات لإعادة توحيد المؤسسات الدستورية وبناء الدولة، فضلًا عن أنه أنهى الحرب الأهلية وحروب الآخرين على الأرض اللبنانية، على ما يذهب كثير من الباحثين.
مشاركة :