تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عما إذا كان من الممكن احتفاظ الولايات المتحدة بعلاقات جيدة مع أوروبا؟ لاسيما وأنها شهدت العام الماضي توترات تجارية حادة، أثارتها جزئيا وصف الإدارة الأمريكية للحلفاء في أوروبا بأنهم "تهديدا للأمن القومي".واستشهدت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، بتصريحات ديفيد أوسوليفان، الذي غادر واشنطن الأسبوع الماضي بعدما عمل أربعة أعوام سفيرا للاتحاد الأوروبي لدى الولايات المتحدة.وفي تصريحاته، قال أوسوليفان إن إدارة الرئيس دونالد ترامب لم تُخف ازدرائها للمؤسسات الدولية متعددة الأطراف مثل الاتحاد الأوروبي، وهو ما تجلى في ترحيب ترامب بخروج المملكة المتحدة من الكتلة الأوروبية، وهو ما يعرف باسم "بريكست". وأضاف: "أن ترامب منذ أن تم انتخابه رئيسا للولايات المتحدة لم يخف حقيقة اعتقاده بأن النسيج الحالي للترتيبات والتحالفات الدولية لم يخدم المصالح الأمريكية. ومن ثم، فإنه عمل بالفعل على تطبيق أراؤه على أرض الواقع".وأوضحت الصحيفة أيضا أنه من بين القضايا التي اختلفت عليها إدارة ترامب مع الاتحاد الأوروبي هي قضية الملف النووي الإيراني، حيث رفضت أوروبا قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع طهران فضلا عن إعادة فرض العقوبات على إيران.وحول هذه القضية، قال أوسوليفان: "أرى أن الاتفاق النووي كان بمثابة انتصار هائل للدبلوماسية الذكية متعددة الأطراف .. فالاتحاد الأوروبي هو من ترأس مفاوضات إتمام الاتفاق، بجانب الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا في جهد لم يسبق له مثيل من مفاوضات رمت إلى حل قضية صعبة للغاية من الناحية الفنية".وتابع أوسوليفان: "بالرغم من أن الاتفاق لم يحل جميع المشاكل مع إيران، لكن بنوده لم تكن أبدا نص على ذلك. وكان القائمون على صياغة بنود الاتفاق يعتقدون دوما أنه في حال نجاحه، فإنه يمكن بعد ذلك الانتقال إلى معالجة القضايا الأخرى من خلال مفاوضات مماثلة"، معتبرا أن مأساة الانسحاب الأمريكي من الاتفاق تتمثل في حقيقة العودة إلى نقطة الصفر من أجل مناقشة القضايا الأخرى".
مشاركة :