تعتزم واشنطن، إلغاء امتيازات تجارية تفضيلية تستفيد منها الهند وتركيا في وقت يصعّد الرئيس دونالد ترامب معركته ضد ما تعتبرها إدارته ممارسات تجارية أجنبية غير عادلة. وجعل ترامب من مسألة إدخال تغيرات شاملة على التجارة الدولية وخفض العجز الأمريكي في موازين التجارة، في صلب أولويات رئاسته. ويمنح برنامج الأفضليات المعمم معاملة تفضيلية للواردات من الدولتين لسلسة من السلع المصنعة مثل قطع السيارات والإطارات وقطع غيار أجهزة. لكن إدارة ترامب ستنهي “الوضع الممنوح للهند وتركيا كدولتين ناميتين” لأنهما لم تعودا تستوفيان الشروط المطلوبة، بحسب بيان لمكتب ممثل التجارة روبرت لايتهايزر صدر الإثنين. وقال البيان، إن الهند، أكبر الدول المستفيدة من برنامج الأفضليات المعمم، فشلت في تقديم ضمانات بأنها ستسمح بالوصول المطلوب إلى أسواقها، وأقامت في المقابل “حواجز تجارية تخلق تأثيرات سلبية كبيرة على تجارة الولايات المتحدة” وفقا للبيان. وقللت نيودلهي من تأثير القرار وقال وزير تجارتها أنوب واداوان إن إلغاء البرنامج لن يكون له “تأثير مهم” على تجارة الهند. من جهتها، انتقدت تركيا القرار الأمريكي، وقالت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان، إن هذا القرار “يخالف هدفنا المشترك ببلوغ حجم تبادل تجاري يبلغ 75 مليار دولار وسيترك من جانب آخر أثرا سلبيا على الشركات الصغيرة والمتوسطة الاميركية”. ومن بين الصادرات السنوية الهندية إلى الولايات المتحدة والبالغة 80 مليار دولار، 5,6 مليار منها فقط مشمولة بالبرنامج، بحسب ما نقلت وكالة برست تراست اوف إنديا عن الوزير. وقالت وزارة التجارة الهندية إن رسوم نيودلهي تتماشى مع التزاماتها لمنظمة التجارة العالمية، فيما وارداتها من النفط والغاز الطبيعي الأمريكي قلّصت العجز التجاري الأميركي مع الهند في السنوات الأخيرة. ويصبح القرار ساري المفعول بعد 60 يوما على الأقل من تبليغ الكونغرس والدول المعنية، وهي عملية بدأها ترامب الإثنين مع توجيه رسائل إلى رئيسة مجلس النواب ورئيس مجلس الشيوخ. وكتب ترامب في إحدى الرسائل التي نشر نصها البيت الأبيض، أن تغير الوضع بالنسبة للهند جاء بعد “محادثات مكثفة” بين نيودلهي وواشنطن. وكتب الرئيس: “سأواصل تقييم ما إذا كانت حكومة الهند تتيح وصولا عادلا ومعقولا لأسواقها بحسب معايير التأهيل في برنامج الأفضليات المعمم”. أما تركيا فقد أظهرت “مستوى أعلى من التطور الاقتصادي” أي ما يعني إمكانية إخراجها من البرنامج، بحسب مكتب ممثل التجارة الأمريكي. وفي رسالته المتعلقة بتركيا قال ترامب، إن اقتصادها سجل “نموا وتنوعا” لافتا إلى أن اسطنبول “خرجت من برامج أخرى مخصصة لدول نامية”. ويأتي القرار في وقت تجري الولايات المتحدة والصين مفاوضات لتسوية نزاع تجاري مكلف بين الدولتين، في إطار جهود إدارة ترامب لوقف ما تعتبره علاقات تجارية غير عادلة مع دول أخرى. واتفقت الولايات المتحدة والصين بنهاية الأمر على هدنة لمدة 90 يوما لتسوية خلافاتهما، وتقتربان منذ الأسابيع الأخيرة من التوصل إلى اتفاق. ويفترض أن تنتهي الهدنة يوم الجمعة، لكن ترامب مدد المهلة النهائية لفرض مزيد من الرسوم وسط ارتياحه للتقدم المحرز في عدة جولات من المحادثات. وبموجب الاتفاق الذي بدأت معالمه ترتسم، تقوم بكين بخفض بعض الحواجز أمام عمليات الشركات الأميركية في الصين وتشتري كميات أكبر من المنتجات الزراعية ومنتجات الطاقة في حال خفضت الولايات المتحدة غالبية رسومها الجمركية بالمقابل. غير أن تقارير كبرى وسائل الإعلام قالت إن التفاصيل المهمة لم تتم تسويتها بعد.
مشاركة :