انطلق ماراثون الصوم الكبير للأقباط الأرثوذكس، والذى يستمر لمدة 55 يومًا، مقسمة لأسابيع كالآتي؛ أحد الاستعداد «الكنوز»، ثم التجربة، فالابن الضال، فالسامرية، ثم المفلوج، فالمولود أعمى، قبل الوصول لمحطة الشعانين، ارتكازا فى النهاية بأحد القيامة والعيد، وخصصت الكنيسة لكل أحد من الثمان آحاد قراءات تناسب الأسبوع وأحداثه، وفى السطور التالية سنجيب على ثلاثة أسئلة تطرح بالإنجيل المقروء والبولس والإبراكسيس- كتب قرارات خلال القداس الإلهي- خلال قداسات الأسبوع الأول من الصيام المقدس، حيث يقول إنجيل الكنوز «لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض..بل اكنزوا لكم كنوزًا فى السماء.. لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك مت ٦: ١٩، ٢٠، ٢١».سؤال من انجيل الأسبوع.. كيف تقودك أعضاءك إلى مكان كنوزك؟ «فَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ أَوْ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْرَجَ أَوْ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ وَلَكَ يَدَانِ أَوْ رِجْلاَنِ.» (مت 18: 8)إن أعضاء الانسان إذا ترك لها العنان «اليدين والرجلين والعينين» فقد تمتد إلى الحرام أو النجاسة أو السرقة أو الغش والتزوير أو الضرب أو القتل، وكلها خطايا تشترك فيها الأيادى والأقدام والأعين قطعًا، وسوف تؤدى إلى جهنم والنار التى لا تطفئ، ولآجل ذلك تحذر القراءت من ذلك، مطالبة المؤمن بالجهاد ومعاناه الفكر والإرادة ويقظة الضمير، وأن سقطت فيتطلب ذلك تحمل الآلام الناتجة عن البتر لكى ننجو من نار جهنم والإحساس بالخسارة التى تلاحق الضمير والنفس بلا نهاية.سؤال من النبوات.. هل يمكن أن تكون كنوزك وهمية؟ «لِمَاذَا لِى كَثْرَةُ ذَبَائِحِكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. اتَّخَمْتُ مِنْ مُحْرَقَاتِ كِبَاشٍ وَشَحْمِ مُسَمَّنَاتٍ، وَبِدَمِ عُجُول وَخِرْفَانٍ وَتُيُوسٍ مَا أُسَرُّ، حِينَمَا تَأْتُونَ لِتَظْهَرُوا أَمَامِى، مَنْ طَلَبَ هذَا مِنْ أَيْدِيكُمْ أَنْ تَدُوسُوا دُورِي؟، لاَ تَعُودُوا تَأْتُونَ بِتَقْدِمَةٍ بَاطِلَةٍ. الْبَخُورُ هُوَ مَكْرَهَةٌ لِى. رَأْسُ الشَّهْرِ وَالسَّبْتُ وَنِدَاءُ الْمَحْفَلِ. لَسْتُ أُطِيقُ الإِثْمَ وَالاعْتِكَافَ، رُؤُوسُ شُهُورِكُمْ وَأَعْيَادُكُمْ بَغَضَتْهَا نَفْسِى. صَارَتْ عَلَيَّ ثِقْلًا. مَلِلْتُ حَمْلَهَا» (أشعياء 1 من 11 إلى 14).يظن الإنسان أن له كنز فى السماء من خلال التقدمات والذبائح، أو من خلال المناسبات والأعياد التى يقدم فيها الإنسان أعمال رحمه وتقرب إلى الله وحينما يكثر الصلاه الله لايسمع لانها صلوات من قلوب لأتعرف إلا الشر تظلم اليتيم والأرملة وتدعى التدين.. أنها كنوز وهمية يرفضها الله، لأنها عبادات شكليه لا تخرج من القلب وفِى نفس الوقت الأيادى غير طاهرة بل ملوثة بدم الخطية والظلم، فيقول الرب «يا ابنى أعطنى قلبك»، فالله يريد قلب الإنسان قبل أفعاله، ولا يريد بالقطعة أفعالًا شكلية دون مضمون.سؤال من البولس.. ألى اين يذهب الأشرار وأين مكان قلوبهم؟ لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ، لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِى عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ، وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِى أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ، وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِى مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ، مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِنًا وَشَرّ وَطَمَعٍ وَخُبْثٍ، مَشْحُونِينَ حَسَدًا وَقَتْلًا وَخِصَامًا وَمَكْرًا وَسُوءًا، نَمَّامِينَ مُفْتَرِينَ، مُبْغِضِينَ للهِ، ثَالِبِينَ مُتَعَظِّمِينَ مُدَّعِينَ، مُبْتَدِعِينَ شُرُورًا، غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْوَالِدَيْنِ، بِلاَ فَهْمٍ وَلاَ عَهْدٍ وَلاَ حُنُوٍّ وَلاَ رِضىً وَلاَ رَحْمَةٍ. (رومية١: ٢٦ إلى ٣١). هذه صفات قلوب الأشرار وهذه سلوكياتهم وتلقائيًا سوف تكون قلوبهم بعيدة عن الله وتلقائيًا سوف تكون كنوزهم موجودة فى الهاوية، لاحظ عبارة «غير طائعين للوالدين بلا فهم ولاعهد ولا حنو ولا رحمة» وهذا هو أساس الشر.
مشاركة :